وظائف الحرب الناعمة:
1 – زيادة حدة الانقسامات والصراعات في ساحاتنا وأخذ دور المنقذ والمخلص في الوقت ذاته: فالاستكبار العالمي الصهيوأمريكي يقسم من باب فرّق تسد ومن جهة أخرى تلعب دور المنقذ بعد أن تُحدِث المشكلة وتوقع الأمة في انقساماتها سواءً كانت فئة على فئة، أو طائفة على طائفة ودين على دين، ثم تمثّل دور المنقذ الذي يخلص الأمة من الانقسامات والفوضى والحرب والصراعات وهذه الاستراتيجية ليست جديدة بل أسسها البريطانيون في بلادنا بعد أن انقسمت الدولة الإسلامية إلى مجموعة من الدويلات، لكن الجديد هو الدخول المباشر والوقح على خط الاجتذاب والاستقطاب لأطراف إسلامية وعربية للانخراط في هذا المشروع الأمريكي العالمي من خلال أخذ دور المنقذ المخلص لها في مواجهة بعضها البعض..
ومع اتساع الانقسامات بين الشركاء داخل أجنحة النظام في بلدٍ ما أو داخل دين أو طائفة يتم الدخول على خط لزيادة هذا الصراع والحروب والفرقة ما بين الشعوب وضرب الدين بالدين والطائفة بالطائفة وبث الخوف من انتصار طرف على طرف وبعدها يتم الوصول إلى مستوى يتمنى فيه هذا الطرف العمل تحت راية العدو والانتصار له ودعمه على الصديق في الدين والوطن..
ولقد سنَّ الإمام الخميني «قده» أسبوع الوحدة الإسلامية وأسس مؤتمر الوحدة الإسلامية – الذي يضم الكثير من الدول والشخصيات العلمائية ونُخب وكتاب ومثقفين – وهذه من أعظم السنن التي سنَّها القرآن الكريم في قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، وقوله تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر».
فالأمة وحدة واحدة وإن اختلفت الجغرافيات والمناطق يجمعنا دين ومبادئ واحدة وقرآن واحد وكعبة واحدة وعدو واحد.
و يحاول الاستكبار أن ينخر الأمة الإسلامية من الداخل وتضرب المذاهب ببعضها لتفتت الوحدة الإسلامية وتنتصر لأهدافها فهي تسعى لخلق الصراع الفكري والاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
وفي هذا السياق قال فضيلته أن الجمهورية الإسلامية تعيش المعاناة والويلات الاقتصادية جراء هذا المشروع – مؤتمر الوحدة و.. – من أجل الحفاظ على الوحدة الإسلامية ومع ذلك هي صامدة وثابتة امتثالاً لقوله تعالى: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم»
وأضاف أن بتصريح من بعض المسؤولين الأمريكان فإن إيران تشكل قوة عظمى في العالم وليس في الشرق الأوسط.. فلم يكونوا يتوقعون أنها تملك القدرة التكنولوجية على إنزال طائرات تجسس أو غير ذلك لذا عمدت القوى المعادية إلى العمل على زيادة الانقسامات والصراع وتمثيل دور المنقذ..
كما أججت تلك القوى المعادية نار الطائفية في سوريا فنحن نشاهد الذبح الوحشي من قبل ما يسمى بالجيش الحر ونسمع عن الحالات الفظيعة التي تحرك الضمير الإنساني، ثم ينسحبون حسب الخطة المرسومة ويتدخلون بحجة إنقاذ الشعب السوري وللأسف هناك من انخرط في هذا المخطط من بعض الدول الإسلامية من حيث تعلم أو لا تعلم..
وحسب ما أشار إليه السيد القائد «حفظه الله» أن الذي يعمل على تفتيت وحدة الأمة الإسلامية هو عدو للإسلام والمسلمين حتى وإن كان من المسلمين يعلم أو لا يعلم لأن في ذلك دعم لأعداء الأمة الإسلامية.
2 – تهيئ الأرضية للتحرك الاستخباراتي لتصبح جاهزة لتنفيذ السياسات الصهيوأمريكية:
فهي جزء من كل، بمعنى أنها لا تعمل كسياسة مستقلة عن الخطة الكبرى ولا يتصور أحد أن العقل الأمريكي قد يكتفي باعتماد الحرب الناعمة لإسقاط النظم المعادية عبر وسائل الإعلام بشكل منفصل عن أي تحركات على الأرض فهذا لا ينسجم مع الدواعي المنهجية ولا مع طريقة عمل الأجهزة والتصريحات التي أعلنها ضباط سابقون في الاستخبارات الأمريكية حول طريقة إعدادهم للانقلابات وإسقاط الأنظمة والقوى المعادية.
إذا الحرب الناعمة لابد أن تتزامن مع تأسيس شبكات دعم وتمويل وقوى معارضة ومنشقة عن النظم والقوى المعادية خلال الدعم لأمريكا بالخفاء أو عبر الدعم الغير مباشر عبر تقاطع المصالح من خلال الدعم السياسي أو الإعلامي أو تفخيم أدوارهم وتسليط الضوء عليهم لصناعة نجوميتهم وإبرازهم كدعاة ورموز للديمقراطية وحقوق الإنسان.
هكذا تعمل القوى الاستكبارية من جهة فهنالك تهيئة وحرب ناعمة مخملية ومن جهة ثانية هناك أجهزة استخباراتية عملائية في داخل الأمة، فكم وكم اكتُشِف داخل الأمة من عملاء وجواسيس وغيرها.
وكم كانت أمريكا وإسرائيل تبث عملائها داخل لبنان لتطيح بحزب الله وقياداته من أجل خلق الفتنة، فهي من جهة لا زالت تفجّر المساجد والحسينيات في العراق بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة لكي لا تبقى تلك الدولة وحدة واحدة، وتحاول ضرب البنى التحتية في سوريا من جهة أخرى فتصبح المنطقة في حالة هيجان وتأجج ولا يمكن أن تكون قوة ممانعة في المنطقة ضد الاستكبار.
فهناك أجهزة استخباراتية تعمل وإلا كيف أمكنهم الحصول على المعلومات وقد صرحوا بأنهم يعلمون أن هناك ضعاف نفوس يغرونهم بالمال ليمدوهم بالمعلومات ليضربوا هذا بهذا لينفذوا خططهم وفق ما يريدون، وما وجود أمريكا – التي ادّعت أنها تفتش عن أسلحة الدمار الشامل – في العراق إلا لزرع تلك القنابل الموقوتة والأجهزة الاستخباراتية ومن ثم تجنيد المؤسسات الإعلامية والإعلاميين ورؤساء التحرير والكتاب والمراسلين والفنانين ثم تمثّل دور المنقذ، وتعمل على تحريك الرأي العام للالتفاف حول هؤلاء، كما نسمع ونرى عن رموز المعارضة في مصر وتركيا وغيرها بعد أن كانت بالأمس القريب ترفض الحوار وتدمّر البلاد وتزعزع الأمن.
وفي هذا السياق وجه خطابه للمسلمين قائلاً: «أيها المسلمون استيقضوا إن كنتم تنامون فإن أعداء الله لاينامون».
أن الحرب الناعمة تتزامن مع الصراعات الأخرى وربما يؤدي اغتيال بعض الشخصيات ليؤدي دور المنقذ فهذه ليبيا تعيش الانقسام والصراعات في داخلها، وهي تملك أفضل أنواع النفط، وفي اليمن اكتُشِف تحت أقدام الحوثيين من البترول ما يفوق احتياط المملكة. وكذلك اكتشفت آبار النفط في جنوب لبنان، والقوى الاستكبارية تريد السيطرة على تلك الثروات.
و شدد فضيلته على أنه لابد للأمة أن تعيش الوعي واليقظة لمخططات العدو، معلقاً بأن تلك المنظمات التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان وتدعي أنها تدعم الحريات ولم يرَ لها أثراً في البحرين واليمن وغيرها ولم يرَ موقف صريح ومشرّف من المنظمات الدولية وكل ذلك لأن وجودها لا يخدم أهداف القوى المعادية.
3 – الترهيب وخلق الصدام أثناء الحرب حال المواجهة العسكرية:
حيث يُفرض مبدأ الحسم السريع ووسائل الحرب النفسية فتصبح وظيفتها تحضير الأرضية لنجاح ودعم العمليات العسكرية عبر معركة الشرعية، لذا يُقال أن هيئة الأمم المتحدة تعمل على حل كل القضايا!
فأين تلك المنظمات الحقوقية وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة عن حقوق الهنود الحمر الذين هددوا من قبل بالإبادة الجماعية، وما يحدث في أمريكا للأقليات الإسلامية من التفرقة العنصرية؟! هي تنظر بعين مفقوءة وتعطي نفسها المشروعية لتحقيق الأهداف المتوخاة للكونغرس الأمريكي..