ما حقيقة الخطر الذي يمثله داعش مجددا على سوريا والعراق؟

ما حقيقة الخطر الذي يمثله داعش مجددا على سوريا والعراق؟

أعلن العراق، في أواخر العام 2017، عن هزيمة تنظيم “داعش” بشكل كامل، وأن قواته سوف تتعقب فلول التنظيم.

وبعد مرور تلك السنوات عاد القائد العام لقوات التحالف في العراق وسوريا، الجنرال جون برينان، ليؤكد مجددا من كردستان، أن تنظيم “داعش” الإرهابي ما زال يشكل تهديدا حقيقيا في العراق وسوريا.

هل يمثل تنظيم “داعش” خطرا جديدا على بغداد ودمشق؟

بداية يؤكد مستشار المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، اللواء الركن المتقاعد عماد علو، أن تصريحات قائد قوات التحالف الدولي في العراق وسوريا حول خطر “داعش” ليست جديدة، حيث أن الأمريكان ومنذ الشروع في الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، وعمليات الضغط من أجل انسحاب أو إعادة تموضع القوات الأمريكية، منذ هذا التاريخ بدأت واشنطن في طرح فكرة عودة التنظيم إلى التأثير من جديد في الوضع الأمني، أو عودة عملياته الإرهابية.

ويضيف في حديثه لـ”سبوتنيك”، في ظل تلك التصريحات الأمريكية كانت هناك عمليات تصعيد من قبل التنظيم في محاولة لترتيب صفوفه في العراق واستثمار مناطق الفراغ السكاني الممتدة من جبال حمرين في محافظة ديالى باتجاه صلاح الدين وكركوك وبادية الجزيرة وجنوب غرب محافظة نينوى، تلك المناطق قد تكون بعيدة عن الرصد والمراقبة لذا يستغلها التنظيم كملاجىء ومعسكرات تدريب ومقرات قيادة وسيطرة، تنطلق من خلالها إلى بوابات المدن للقيام بعمليات قتالية عن طريق مفارز قليلة العدد، تستهدف في المقام الأول الوجهاء وعناصر الأمن وتفجير عبوات ناسفة وقنص.

وتابع علو: “العمليات الأخيرة التي قام بها التنظيم تم استثمارها إعلاميا باعتبار أن التنظيم يشكل رقما في المشهد الأمني العراقي”، مشيرا إلى التقرير الصادر عن لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن الدولي في فبراير/شباط من العام الجاري 2021، أشار إلى التنظيم لا زال يمتلك أعداد تقارب 10-12 ألف عنصر بين العراق وسوريا، علاوة على أرصدة مالية في عدد من البنوك في منطقة الشرق الأوسط.

لكن التقرير لم يذكر ما هى تلك البنوك وفي أي البلدان، حيث يستخدم التنظيم تلك الأرصدة في تمويل عملياته الإرهابية ودعم خلاياه في مناطق متفرقة من العراق وسوريا، هذا بجانب ما يقوم به من عمليات ابتزاز واختطاف والحصول على فدية، هذا بجانب عمليات استثمار النفط وغيرها من الأمور التي تمكنه من تمويل عملياته.

وأوضح مستشار المركز الأوروبي أن هناك عناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي، موجودين في معسكرات الاعتقال خاصة في سوريا، حيث يحتوي أحد المخيمات”مخيم الهول” على أكثر من 72 ألف شخص، هذا المخيم منذ عامين وحتى قبل ظهور “كوفيد19″، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن نيتها لإخلاء المخيم، هذا الأمر شكل خطر على العمق العراقي، حيث يحاول عناصر التنظيم الذين يغادرون هذا المخيم التسلل إلى الداخل العراقي، وما بين أسبوع وآخر يم القبض على مجموعات منهم، وقبل الزيارة الأربعينية للإمام الحسين، تم القبض على مجموعة من الأشخاص يحملون مادة الت “تي إن تي” شديدة الإنفجار” علاوة على بعض الأسلحة، حيث كانت تلك المجموعة تستعد للهجوم على كربلاء، هذه كانت مؤشرا على أن المتسللين من سوريا باتجاه العراق كانوا داعمين للخلايا داخل البلاد.

من جانبه يرى الدكتور حسام شعيب، الخبير السوري في التنظيمات المسلحة، أن عودة الحديث عن إحياء تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسوريا، يؤكد على الرغبة الأمريكية الغير معلنة في الإبقاء على التنظيم بالمنطقة، وبالتالي فإن تلك التصريحات ليست حقيقية، بل لكي يتم اتخاذها كذريعة سياسية للإبقاء على القوات الأمريكية على أراضي الجمهورية العربية السورية كقوات احتلال تحت مسمى التحالف الدولي الذي أريد له بهتانا وزورا مقاتلة “داعش”.

ويضيف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد استخدام ورقة “داعش” للضغط على الدولة السورية، خصوصا في ظل وجود تنسيق الآن لتعاون عراقي سوري، لذلك ترى واشنطن أن وجود خلايا على الحدود المشتركة قد يمنع أي تعاون بين البلدين.

وتابع شعيب، علاوة على ما سبق نرى أن وجود داعش على الحدود هو عامل خلافي فيما يتعلق ببعض القوى المقاومة وبعض القوى الوطنية وأخرى، ولا شك أن “داعش” موجود كفكر وخلايا نائمة، لكنها ليست خطرا بالمعنى العسكري الذي كان موجودا قبل سنوات “اتحدث عن سوريا”، ولذا من وجهة نظرى أن هناك إرادة أمريكية لإعادة إحياء التنظيم في سوريا من جديد علاوة على إعادة تموضعه من جديد بإدارة وإشراف أمريكي.

وقال الحشد الشعبي والجيش العراقيين، أنهما نفذا عملية تفتيش في جبال المحلبية ، شرقي مدينة تلعفر. ونقل الموقع الإلكتروني السومرية نيوز، عن إعلام الحشد الشعبي في بيان له، أن عملية التفتيش انطلقت بمشاركة الاستخبارات ومفارز مكافحة المتفجرات، من أجل تطهير سلسلة جبال المحلبية من فلول تنظيم “داعش” والمخلفات الحربية.

ويشار إلى أن العراق قد أعلن، يوم الاثنين الماضي، 11 أكتوبر/تشرين الأول، إلقاء القبض على نائب زعيم تنظيم داعش الإرهابي.

وكان العراق العراق قد أعلن النصر على تنظيم “داعش” الإرهابي، في أواخر 2017، ومنذ هذا التاريخ والتنظيم يشن هجمات متفرقة بين الحين والآخر في أنحاء كثيرة من البلاد.

 

المصدر: شفقنا العربي

Check Also

زمانُ المقاومةِ يقبلُ وعهدُ الانتصارِ يقدمُ “1”

لن ينتصر اليوم علينا العدو بسهولةٍ، ولن ينال منا كما كان يأملُ يتمنى، بل سننتصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *