عقدت الأحد بمدینة برایتون جنوبی بریطانیا ندوة بعنوان “مسؤولیة بریطانیا التاریخیة عن الشعب الفلسطینی” تناولت السیاسة البریطانیة خلال المائة سنة الماضیة، وكیف سهلت إنشاء وطن قومی للیهود فی فلسطین من خلال وعد بلفور عام 1917.
أفاد موقع الجزیرة أنه قال البروفیسور جون دوغارد -الذی عمل لمدة سبع سنوات مقرر الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان فی الأراضی الفلسطینیة- إن اللورد آرثر جیمس بلفور عندما أرسل رسالته -التی یشیر فیها إلى تأیید الحكومة البریطانیة على إنشاء وطن قومی للیهود- كان هناك 690 ألف مسلم ومسیحی عربی فی فلسطین مقابل 59 ألف یهودی.
وأضاف خلال الندوة -التی حضرها أعضاء فی مجلس العموم البریطانی ینتمون للأحزاب الرئیسة الثلاثة وأعضاء فی مجلس اللوردات، وشخصیات سیاسیة وحزبیة ورؤساء منظمات التضامن البریطانیة مع الشعب الفلسطینی- أن هذا یعنی أن إعلان بلفور أعطى معاملة تفضیلیة للیهود على حساب العرب.
وأشار دوغارد إلى أن بریطانیا كانت أمام خیارین عام 1945 وهما منح الاستقلال لفلسطین أو وضع الأراضی تحت إدارتها، الأمر الذی سیؤدی بالنهایة إلى استقلالها، لكن تم رفض هذا المقترح.
مسؤولیة تاریخیة
من جهة أخرى أوضح دوغارد أن الترحیب الذی حظی به فی بریطانیا وأمیركا خلال حدیثه عن الفصل العنصری فی جنوب أفریقیا، یختلف كثیرا عن الترحیب الذی یلاقیه الآن عندما یتحدث عن فلسطین.
وأشار إلى أنه ینبغی أن نكون على بینة من هذه المحرمات، إذ إنه من دون إجراء مناقشة صریحة بشأن مستقبل فلسطین لن نتمكن من تحقیق السلام، إذ إن بریطانیا تتحمل المسؤولیة الأخلاقیة وذلك بسبب مسؤولیتها التاریخیة عن فلسطین.
وختم البروفیسور دوغارد قائلا إن ضحایا هذا التاریخ هم الفلسطینیون والقانون الدولی الذی فقد مصداقیته تماما كما فقدت بریطانیا مصداقیة دورها فی الصراع.
من جانبه قال النائب العمالی مارتن لوفیس إنه یعتقد أن حدیث دوغارد “كان خطابا عظیما، إذ إنه حقا جعلنا ندرك أن بریطانیا لا تزال لدیها مسؤولیة عن ما حدث للفلسطینیین”.
وأكد لوفیس أن آثار وعد بلفور باقیة حتى الیوم ولیس من الجید أن نقول إن الولایات المتحدة هی الدولة الوحیدة التی یمكن أن تحل المشكلة، أو أن الأمم المتحدة یجب أن تحلها.
وأكد أن بریطانیا لدیها المسؤولیة المباشرة عن ما حدث للفلسطینیین بسبب الانتداب ووعد بلفور، حیث لا تزال مسؤولیتنا قائمة فی التصویت فی الأمم المتحدة من أجل استقلال فلسطین.
واعتبر دوغارد أن الانتداب البریطانی فی 1920 هو حدث مأساوی للغایة لأنه كان یدرك أن قضیة فلسطین قضیة حساسة
شاهد أيضاً
بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!
الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …