بالرغم من هزيمة ترامب إلا ان علاقات إسرائيل بالسعودية والإمارات والبحرين توطدت، وأجرى مسئولون عسكريون من الإدارة الأمريكية، بمن فيهم الجنرال ماكنزي، محادثات مع إسرائيل لتعزيز العلاقات العسكرية بين إسرائيل ودول الخليج.
بدأت السعودية والإمارات والبحرين محادثات مع إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، لبناء تحالف أمني دفاعي. وعلى الرغم من بعض العقبات أمام التحالف الأمني، إلا إن توثيق العلاقات الإسرائيلية العربية في الخليج يمثل بداية جديدة للجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، إذ يمكن أن تؤدي التحالفات العسكرية والأمنية إلى تشكيل حلف الناتو الشرق الأوسطي. حلف تعتبر مواجهة إيران أهم دافع لإنشائه.
تاريخيا، ظهرت العديد من التحالفات الأمنية والدفاعية في الشرق الأوسط. منها حلف بغداد والاتحاد العربي ومجلس التعاون الخليجي. فقد بذلت محاولات بناء تحالف عسكري مشابه لحلف الناتو في الشرق الأوسط في العقود الأخيرة، لكنها لم تنجح لحد الآن. هذه المرة، تأمل الولايات المتحدة في تطبيع علاقات إسرائيل مع عدد من دول الخليج لتسهيل إنشاء الناتو الشرق الأوسطي. لكن على الرغم من تلك التجارب الفاشلة، قد يكون للتغييرات التي تحدث اليوم في الشرق الأوسط نتائج مختلفة. تغيرت الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط بشكل كبير خلال العقد الماضي. أدى صعود قوة إيران ونفوذها وتراجع القوى العربية إلى تغيير المشهد في المنطقة ومهّد الطريق لعلاقات أوثق بين إسرائيل والعالم العربي. وانتهى ببناء علاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
تعيش إسرائيل ودول الخليج في قلق بشأن النفوذ الإقليمي لإيران، وأصبحت قوة إيران المتنامية محركا رئيسيا للتحالف العسكري الإقليمي بين إسرائيل وبعض دول الخليج. لهذا السبب، وحتى مع تغيير الإدارة في واشنطن، لم تتضاءل رغبة العرب وإسرائيل في توثيق العلاقات والوقوف بوجه إيران وحلفائها. الدافع الآخر لإنشاء الناتو الشرق الأوسطي هو سياسة الولايات المتحدة في المنطقة. على الرغم من مرور حوالي شهرين على رئاسة بايدن، لكن سياساته أثارت القلق والاستياء بين إسرائيل وبعض الدول العربية في الخليج.
إنهم يرون استعداد إدارة بايدن لإعادة التفاوض مع إيران ورفع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب بأنها تنازلات أمريكية لطهران. كما أثار نهج واشنطن الهجومي تجاه التدخل السعودي والإماراتي في الحرب في اليمن والتحقيق في دور ولي العهد السعودي في مقتل خاشقجي مخاوف في كلا البلدين. وفي وقت سابق، أعلنت واشنطن أنها ستعلق بيع الأسلحة العسكرية للسعودية. لذلك، لم تتضاءل رغبة إسرائيل والدول الخليجية في تشكيل هذا التحالف العسكري فحسب، بل ازدادت حدة. ومع ذلك، فإن احتمال تشكيل تحالف سياسي وعسكري إقليمي بمشاركة إسرائيل والعرب قد يؤدي إلى تنافس إقليمي أكثر حدة في المنطقة. قد يتم تشكيل الناتو الشرق الأوسطي، لكن لن تقوده الولايات المتحدة، حيث لا يملك بايدن مساحة كبيرة لموازنة سياسات واشنطن تجاه إيران وحلفائه في الشرق الأوسط.
المصدر: صحيفة شرق