إعتبر أربعة من المراجع الدينية في الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، أن تقديم أي شكل من أشكال الدعم والمساعدة لإعداد فيلم يدعى “سيدة الجنة” المثير للخلاف بين المسلمين، ونشره وتوزيعه، عمل حرام شرعاً.
وفي خضم الحروب الطائفية والمذهبية التي شهدها العراق وبعض بلدان المنطقة، بدفع من اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية والاسرائيلية، والرامية الى تفكيك العالم الاسلامي والذهاب بريح المسلمين واطاحة وحدتهم التي هي المصدر والاساس الرئيس لقوتهم، وزرع الفتنة والشقاق بين صفوفهم على ايدي عمال وادوات هذه الاجهزة ، واحدهم ياسر الحبيب، وآخرون من مذاهب اسلامية دأبوا على تكفير الطرف المقابل واستباحة عرضه وماله.
وشرع الحبيب، المقيم حالياً في اراضي سيدة التآمر على المسلمين ، بريطانيا العجوز ، بجمع التبرعات لفلم سينمائي عنوانه “سيدة الجنة” وفيه يعرض الحبيب لقصة حياة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ، عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها افضل الصلاة والسلام. لكنه لايعرض لقصة حياة سيدة نساء العالمين لاجل تبيين عظمة هذه المرأة وكيف انها تحولت الى قدوة يحتذي بها الصالحون ، نساء كانوا ام رجالا، والى درس تستلهم منه البشرية اعظم القيم الانسانية الكريمة ، بل يعرض لها من الزاوية التي طالما دأب على بناء افكاره الضالة والمضلة عليها، وهي زاوية منافقة تبغي تحقيق مآرب الاستخبارات الاجنبية في زرع الفتن والكراهية والشقاق بين المذاهب الاسلامية، لئلا يشتد عودها وتلملم صفوفها وتستجمع لحمتها وتقف بالتالي بقوة وصلابة وبأس شديد امام المؤامرات والاجندة التخريبية القذرة لهذه الاجهزة، وفي مقدمها جهاز الاستخبارات البريطاني (MI 6) المعروف بدعمه ورعايته لكل المتطرفين من كلا الطائفتين المسلمتين ، هذا فضلا عن الطوائف والقوميات الاخرى غير المسلمة في بلدان العالم المختلفة.
وفي ضوء حكمة وكياسة مراجع التقليد الشيعة الحقيقيين، فان رد وموقف بعض المراجع الكرام على الخطوة الاخيرة لياسر الحبيب، جاء مواكباً لنفس مواقف اسلافهم من مراجع الدين العظماء، وهي مواقف مستمدة من القيم الاخلاقية السامية لاحفاد الزهراء ، أئمة اهل البيت الاطهار (عليهم افضل الصلاة والسلام).
وبحسب نص الإستفتاء من المراجع الأربعة وهم (آية الله ناصر مكارم الشيرازي وآية الله حسين نوري الهمداني وآية الله جعفر السبحاني وآية الله لطف الله صافي الكلبايكاني)، فإنه يشير إلى حملة نظمتها إحدى القنوات التلفزيونية العربية ومقرها في لندن منذ بضعة أشهر من أجل جمع مساعدات مالية لإنتاج فيلم سينمائي تحت عنوان “سيدة الجنة”.
وجاء في نص الإستفتاء أيضا، إنه نظراً إلى سجل هذه القناة التلفزيونية (فدك) الحافل بالإساءة لمقدسات أهل السنة، وإثارتها للخلافات المذهبية والطائفية، وما تبذله من مساعي للترويج للفيلم والحملة التي تم تنظيمها لجمع المساعدات المالية من أجل إنتاجه، يرجى الإعلان عن الحكم الشرعي في هذا الخصوص.
واليكم فتاوى مراجع الدين كما صدرت:
آية الله صافي الكلبايكاني
وجاء في رد آية الله لطف الله صافي الكلبايكاني: “لقد قلنا مراراً وتكراراً إن الشيعة ومحبي أهل البيت (ع) يجب أن يكونوا دائماً حذرين وأن يحرصوا على نشر المعارف القرآنية والعترة النبوية وأن يتجنبوا القيام بأي عمل قد يؤدي الى الإساءة للإسلام والمذهب ويسبب في قتل أو جرح الشيعة المضطهدين على يد أعداء الإسلام أو ينتهي بتشريد البعض من أوطانهم.
وأضاف المرجع الديني صافي الكلبايكاني، أنه يتحتم على المؤمنين بذل الدقة اللازمة وتجنب أي نشاط قد تكون له نتائج سلبية كإنتاج فيلم أو ما شابه ذلك.
آية الله مكارم الشيرازي
وأكد المرجع الديني آية الله ناصر مكارم الشيرازي في معرض إجابته على هذا الإستفتاء، قائلاً: مما لا شك فيه أن أولئك الذين يساهمون في إعداد ونشر هذا الفيلم أو مشاهدته يرتكبون كبائر الذنوب خاصة في الظرف الحالي الذي يصب فيه أي خلاف بين المسلمين، في صالح الأعداء ويعتبر نصرا لهم.
وتابع: أن القيام بمثل هذه الأمور يحمل في طياته مسؤولية شرعية جسيمة وهناك إحتمال قوي بأن يكون للأعداء يد في ذلك وانهم خططوا لإثارة مثل هذه الموضوعات، مؤكداً على أن كل من يساهم في ذلك يعتبر شريكا في الدماء التي قد تراق بسببه.
وأضاف لابد ان تقولوا للجميع أن من يبحث عن مثل هذه البرامج المثيرة للخلافات، ليس منا. فمثل هؤلاء يستغلون وللأسف محبة وإخلاص جمع من محبي أهل البيت (ع) وخاصة العشاق منهم للسيدة فاطمة الزهراء (ع) مؤكدا على أن الرسائل التي ينطوي عليها هذا الفيلم لاعلاقة لها بالإسلام وشيعة أهل البيت (ع).
آية الله نوري الهمداني
قال آية الله حسين نوري الهمداني رداً على هذا الإستفتاء: “نحن ضد هذه الأنشطة ولا نعتبرها ابدا لصالح الإسلام ونرى في أي مساعدة أو إبداء اي اهتمام أو مشاهدة للفيلم، حراما وخلافا للشرع”.
آية الله جعفر السبحاني
وأكد آية الله جعفر سبحاني: “في الظروف التي تعيشها البلدان الإسلامية في الوقت الحاضر والفتنة الكبرى التي اثارها الأجانب والتي أدت الى تقاتل المسلمين وتشريد الملايين من العراقيين والسوريين من منازلهم وأوطانهم ليلجأوا إلى الغرب، فإن إنتاج هكذا فيلم لا يحقق إلا مطالب الأعداء، وهو بعيد كل البعد عن العقل والتقوى، وعلى هذا فإن انتاجه حرام وأي مساعدة مالية له، تعاون على الإثم”.
المصدر: الكوثر