بعد تطبيع الإمارات مع الكيان الصهيوني وإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي من المقرر أن تبدأ رسمياً في البيت الأبيض خلال الأسابيع القليلة المقبلة، يبدو أن البحرين في طريقها للإعلان عن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني كثاني دولة خليجية، وبهذا ستتم إقامة احتفال في غضون أسابيع قليلة في البيت الأبيض بمناسبة إقامة العلاقات التطبيع بحضور قادة الكيان الصهيوني والبحرين والولايات المتحدة، حيث أفادت وسائل إعلام تابعة للكيان الصهيوني مؤخراً بأن يوسي كوهين رئيس جهاز استخبارات الكيان الصهيوني (الموساد) قد أجرى اتصالات بمسئولين بحرينيين.
من خلال التركيز على قضايا مثل سياسات بن زايد، والبنية الداخلية للإمارات العربية المتحدة وحجمها ومكانتها، والإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، إذ من المتوقع ان تسير بقية الدول الخليجية في المنطقة على خطاها في التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ تتجلى النقطة المهمة التي يتحدّث عنها العديد من المحللين السياسيين، في ان التطبيع هذا لا يكتسب أهمية إستراتيجية وليس له تأثيرات كبيرة على المستوى الإقليمي والعالمي، ويعتقدون أن لهذا الحدث جانب دعائي أو إسداء خدمة لترامب عشية الانتخابات، ومن هنا يرون بانه لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد.
المشكلة الرئيسية في مثل هذه التحليلات هي أنها أحادية البعد وتنظر من زاوية واحدة إلى القضية، إذ تركز على الحدث فقط من منظور سياسات دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال التقليل من تداعيات التطبيع، فانها تتسم بالتبسيط والاختزالية. هذا بينما لو تمت دراسة العلاقات الرسمية والمعلنة لدولة الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى بالكيان الصهيوني (على الرغم من أنها علاقات تحمل تاريخاً سرياً طويلاً) وبسبب تاريخ السياسات التوسعية للكيان الصهيوني وتاريخ هذا الكيان في استغلال الفرص من جهة والتطورات الجيوسياسية العالمية والإقليمية من جهة أخرى، سيظهر حينها بان تطبيع العلاقات قضية مهمة للغاية وتحمل في طياتها تداعيات إستراتيجية خطيرة.
المصدر: صحيفة خراسان