هاجم أكاديمي إسرائيلي بارز، الجيش الإسرائيلي “بيت العنكبوت”، لأنه يجد صعوبة في الانتصار واقتلاع حركة “حماس”، منذ انسحابه “البائس” قبل 20 عاما من جنوب لبنان.
وأوضح الأكاديمي والكاتب الإسرائيلي حاييم مسغاف، أنه “بعد بضعة أيام ستحل الذكرى العشرين للانسحاب العاجل، المفزع والمهين للجيش الإسرائيلي من الحزام الأمني في جنوب لبنان، بعد ترك بعض العتاد العسكري السري خلفنا، حيث أمر رئيس الوزراء في حينه إيهود باراك، بالهروب الكبير، وترك جيش لبنان الجنوبي الذي حارب كتفا إلى كتفا معنا”.
وأكد في مقال نشرته صحيفة “معاريف” العبرية، أن “آثار ما حصل في جنوب لبنان، واضحة حتى يومنا وبقوة شديدة، وكان واضحا أن نتائج الانسحاب من طرف واحد بلا اتفاق، ستكون محملة بالمصيبة؛ وما حذرنا منه حصل”.
في الموضوع الفلسطيني، قال إن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات “أدار في حينه المفاوضات مع باراك، تراجع بسرعة شديدة عن كل ما سبق أن وافق عليه، ولا بد أنه قال للمحيطين به، إذا كان حسن نصرالله الذي يترأس منظمة صغيرة، نجح في أن يجبر الجيش الإسرائيلي على الهروب من جنوب لبنان، فلا يوجد ما يدعونا ألا نجرب الأمر”.
وأضاف مسغاف: “هذا حقا ما حصل، فبعد وقت ما من انسحاب الجيش الاسرائيلي، بدأت الانتفاضة الثانية التي قتل فيها عشرات الإسرائيليين شهريا؛ باصات تفجرت، مقاهٍ ومطاعم أحرقت، وكان الواقع أصعب من أن يحتمل”.
وتابع: “أرئيل شارون، الذي أصبح في حينه رئيسا للوزراء بعد هزيمة باراك في انتخابات خاصة لرئاسة الوزراء فقط، قضى بالشكل الأكثر غباء الذي يمكن أن يتصوره المرء، أن ضبط النفس هو قوة، وكان هذا هراء تاما، كون الفلسطينيين فهموا بأن الجيش الذي هزم في جنوب لبنان ببساطة، يخاف من أن يخرج غربا”.
وبعد العملية التي وقعت في فندق “بارك” بمنطقة “نتانيا”، وأصيب فيها أكثر من 190 مستوطنا إسرائيليا، وقتل فيها 29 جنديا، التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحماس عام 2002، خرج شارون بحملة “السور الواقي” في عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن “الجيش المضروب والمرضوض بعد الانسحاب من جنوب لبنان، وجد صعوبة في العودة إلى نفسه، فحزب الله تعاظم، ونصرالله استخف بنا، وشبهنا ببيت العنكبوت؛ وكان الكثير من الحق في كلامه، فالحساسية للمصابين تعاظمت، والوهن في أوساط قادة الجيش تعاظم”.
ولفت إلى أن الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان “أديرت بشكل أخرق تماما، فالجيش الإسرائيلي المتهدل، الذي كان منشغلا في السنوات السابقة بالتدريبات على إخراج آلاف اليهود من مستوطنة غوش قطيف (في غزة)، وفي شمال الضفة، بأمر من قادته، هزمته منظمة من بضع مئات من المقاتلين”.
وبين أن “المجتمع الإسرائيلي الذي تضاءلت حصانته، اضطر مرة أخرى لأن يتعلم بالطريقة الأصعب من نتائج الانسحاب من جنوب لبنان، وعمليا، في كل الشرق الأوسط أرادوا السير في طريق نصرالله”، مؤكدا أنه “لا يوجد انسحابات تنطلق من القوة، الانسحابات هي دوما دليل ضعف، وهذا ما فهمته أيضا المنظمات في قطاع غزة”.
ونبه إلى أن “التهدل أصبح وهنا، وجنودنا اختطفوا بلا رد، ومنذ ذاك الانسحاب البائس من الحزام الأمني الذي أعطى صداه في كل المنطقة، يجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في الانتصار، فمحاولات اقتلاع حماس فشلت المرة تلو الأخرى”، منوها إلى أنه “لا يوجد في قيادة الجيش شيء يذكر بما أدى إلى الانتصار في حرب 1967، فالبعض كبار قادته المتقاعدين يعملون في تجارة السلاح ونشر إعلانات التأييد لمزيد من الانسحابات”.