يصرح أستاذ الدراسات الصينية في جامعة طهران بان للإمام علي عليه السلام مكانة سامية عند مسلمي الصين، ويرى ان خير مثال على هذا هو آثارهم الفنية، إذ يظهر في الرسوم ذات الفحوى الإسلامي، بحيث نرى في الكثير منها عبارة “لا فتى إلّا علي ولا سيف إلّا ذوالفقار”.
وقال الدكتور حامد وفايي أستاذ الدراسات الصينية في جامعة طهران في حوار خاص بوكالة شفقنا عند الحديث عن التشييع في الصين: في الحقيقة ان هناك أقلية شيعية في الصين، وأغلبية المسلمين هناك هم من أهل السنة، لكن لا يوجد أي خلاف أو عداوة بينهما، بل هناك قواسم مشترك ملفتة تجمع بينهما.
يسجد المسلمون في الكثير من المساجد في مختلف المدن الصينية، ومنها بكين، على التربة وهم ليسوا من الشيعة؛ كما يقول وفايي ويرى ان هذا الأمر إمارة على تأثير الشيعة على المسلمين بشكل عام في الصين، فضلاً عن هذا لا يوجد ما نراه بين المسلمين في مناطق أخرى من خلافات بين الشيعة والسنة؛ بل الكثير منهم لا يرون بأن الشيعة والسنة يختلفان عن البعض.
وعند الحديث عن الشيعة في الصين يقول الدكتور وفايي: الشيعة هناك ينقسمون إلى فئتين الإسماعيلية والأمامية، والأولى هم من الأقلية ومن الطاجيك، ويقطنون في محافظة شينجيانغ، ولا نعرف عن عددهم بالتحديد ويقال بان عددهم يتراوح بين 40 ألف حتى 70 ألف، أما الإمامية فانهم يسكنون مناطق من غرب الصين وعددهم قليل جداً، وبشكل عام لا يفرّق عموم المسلمين بين الشيعة والسنة وجميعهم يحبون أهل البيت ويعظمونهم، ويغلب الظن بان هذا الأمر قد انتقل من الإيرانيين إليهم.
وعن بصمات التأثير الإيراني في ثقافتهم وممارساتهم يقول الدكتور وفايي: ان الكثير من التقاليد والشعائر دخلت الصين عبر الإيرانيين، والموضوع المثير للاهتمام هو ان في مسجد نيوجيه وهو أهم مسجد في مدينة بكين مقبرتين، يزورهما المسلمون، واحدة تعود إلى إمام جماعة من أهالي قزوين، والمقبرة الأخرى تعود إلى شخص من أهالي بخارا، بمعنى ان جذورهما تعود إلى إيران، وهذا يدل على ان الإيرانيين كانوا يحبون أهل البيت عليهم السلام منذ قديم الزمن وتركوا تأثيرهم على الصينيين، إضافة إلى هذا فان العرفان الإيراني والمدارس العرفانية التي تكن كل الاحترام للإمام علي عليه السلام والأئمة عليهم السلام قد انتشرت في الصين، إذ يقوم الصينيون بقراءة النصوص العرفانية وقد يكون هذا الأمر سبباً في ان المسلمين في الصين عموماً يعظمون أهل البيت عليهم السلام.