نشر موقع «ديلي بيست» مقالًا للكاتب دين عبيد الله، المحامي السابق الذي تحوَّل إلى كوميدي سياسي، تناول فيه مخاوف المسلمين والمتاعب التي يتعرضون لها منذ وصول ترامب إلى السلطة، ومعتقداته عن تفوق البيض والتي انتشرت بين الكثير من أتباعه في الولايات المتحدة لتُحَرِّك خطاب الكراهية والعنف ضد المسلمين وغيرهم.
يستهل عبيد الله مقاله بالقول: «عندما تتحدث مع مؤلفة كتاب جديد للأطفال، لا تتوقع في العادة أن تسمع كلمات من قبيل (الحركة الفاشية الجديدة) أو كيف أن الرئيس الأمريكي الحالي (استخرج التعصب من باطن الأرض). لكن هذا كان النقاش الذي دار بيني وبين ابتهاج محمد، التي دخلت التاريخ في عام 2016، عندما أصبحت أول رياضية أولمبية أمريكية تفوز بميدالية وهي ترتدي الحجاب» (فازت بميدالية برونزية باعتبارها جزءًا من فريق مبارزة الشيش النسائي).
يصور كتابها الجديد «الزرقاء الأكثر فخرًا: قصة حجاب وعائلة» قصة فتاة مسلمة أمريكية من أصول أفريقية ترتدي الحجاب وتواجه التحديات وتحتفي بالمباهج التي يجلبها ذلك.
نجاحات المسلمين في عالمي الرياضة والترفيه
تتذكر ابتهاج أنها ترعرعت في نيوجيرسي قبل أحداث 11 سبتمبر، وأنها تعرضت للسخرية لارتدائها الحجاب، ووصفت طفلة غطاء رأسها بأنه «مفرش مائدة»، لذلك فهي تأمل أن يساعد كتابها الأطفال «في أن يشعروا بقوة في مواجهة إرغامهم على الشعور بأنهم مختلفون».
تضيف ابتهاج: «أعتقد أنه أكثر صعوبة في هذه اللحظة أن أكون مسلمة … مما كان عليه الحال في أعقاب أحداث 11 سبتمبر»، وهو الرأي الذي يعتقد عبيد الله «أن صداه يتردد لدى عدد لا يحصى من المسلمين الأمريكيين اليوم».
ويكمل قائلًا: «سمعت هذه الأفكار تتردد مرارًا خلال عطلة عيد العمال في المؤتمر السنوي للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية في هيوستن. إنها حقيقة قصة تجربتين للمسلمين اليوم. من ناحيةٍ، يرى المسلمون في أمريكا أعظم نجاحاتنا على الإطلاق بطرق يمكن قياسها بشكل موضوعي. حيث يوجد الآن ثلاثة من المسلمين في الكونجرس، وهو عدد غير مسبوق. وأصبح كيث إليسون العام الماضي أول أمريكي مسلم يفوز بمنصب على مستوى الولاية عندما تم انتخابه محاميًا عامًّا في ولاية مينيسوتا».
«ويعمل المزيد من الأمريكيين المسلمين أكثر من أي وقت مضى الآن مسؤولين منتخبين بدءًا من مجالس المدارس إلى الهيئات التشريعية للولاية، مع انتصارات تاريخية في عام 2018 من نيو هامبشاير إلى نيو مكسيكو إلى كاليفورنيا».
في عالم الترفيه أيضًا كان هناك نجاح لم يسبق له مثيل، بحسب الكاتب. ففي عام 2018، أصبح ماهرشالا علي أول أمريكي مسلم يفوز بجائزة الأوسكار في التمثيل، وهو ما كرره في عام 2019 بجائزة أوسكار عن أدائه في فيلم «الكتاب الأخضر». ولسنوات طويلة، كانت الجالية الأمريكية المسلمة تتوق إلى بث مسلسل تلفزيوني يركز على عائلة مسلمة. وقد حدث ذلك أخيرًا في عام 2019 مع مسلسل «رامي» الذي بثته قناة Hulu وحظي بإشادة النقاد، من بطولة رامي يوسف، حول نشأته في نيو جيرسي. هناك أيضًا الممثل الكوميدي حسن منهاج الذي أصبح أول مضيف أمريكي مسلم للعرض الذي يبث في وقت متأخر من الليل Patriot Act من إنتاج نيتفليكس.
لا أحد في مأمن من نيران الكراهية
يردف عبيد الله: «غير أنه في الوقت ذاته، هناك شعور متزايد بالقلق وحتى الخوف من أن هناك شيئًا فظيعًا يتربص بنا. وأنا أقصد الجزء الأخير حرفيًّا، نظرًا للارتفاع الحاصل في جرائم الكراهية الموجهة ضد الجالية المسلمة منذ دعا ترامب أولًًا إلى (المنع الكلي والكامل لدخول المسلمين) إلى الولايات المتحدة في ديسمبر 2015 حتى 2018. لقد رأينا مساجدنا تلقى عليها القنابل الحارقة ومؤيدين لترامب يعلنون عن أنفسهم بهذه الصفة يخططون لقتل المسلمين الأمريكيين في أماكن من نيويورك إلى كانساس. كنت أنا حتى مستهدفًا بتهديدات القتل وحملة تشويه منظمة قام بها النازيون الجدد المؤيدين لترامب، مما دفعني إلى مقاضاتهم في المحكمة الفيدرالية».
وعلى الرغم من عدم حدوث ذلك في الولايات المتحدة، إلا أن الهجوم الإرهابي الناجم عن الاعتقاد بالتفوق الأبيض على مسجد في نيوزيلندا والذي أودى بحياة أكثر من 50 مسلمًا أرسل بإشارة مدوية عبر المجتمع الأمريكي المسلم، مثلما فعل الرجل الذي يتبنى آراء تفوق البيض والذي قتل 11 أمريكيًا يهوديًا بينما كانوا في كنيس «شجرة الحياة» في بيتسبرج».
وإجابة على سؤال طرحه أحد أخصائيي الصحة العقلية للراديو العام الوطني الأمريكي NPR مؤخرًا حول تزايد جرائم الكراهية المعادية للمسلمين والخطاب المعادي للمسلمين، قائلًا: «ما هو التأثير الطويل الأجل لهذا التعرض المستمر للصدمة التي يواجهها أطفالنا في الوقت الحالي؟». أجاب عبيد الله: «لا أحد يعرف على وجه اليقين، ولكن كان هناك ارتفاع كبير موثق في التنمر ضد الطلاب المسلمين في السنوات الأخيرة».
في البدء كنا هنا.. المسلمون باقون ولن يذهبوا إلى أي مكان
يدعو الكاتب القراء إلى التفكير للحظة فيما ستشعر به عندما تكون جزءًا من طائفة دينية، يعلن الرجل القابع في البيت الأبيض أنه يريد حظرها من بلادنا، وأن مسؤولين آخرين منتخبين من الحزب الجمهوري قاموا بشيطنتها على مر السنين، وسط مؤامرات لقتل أشخاص في طائفتك.
يستطرد: «أضف إلى ذلك الهجمات الأخيرة التي قام بها ترامب على العضوتين المسلمتين في الكونجرس، النائبتين رشيدة طالب وإلهان عمر، وحثتهما على العودة إلى بلدهما. كيف سيؤثر ذلك على شعورك بأنك (آخر)؟. شعورك بأنك غير مرغوب فيك في بلدك؟».
على الرغم من أحلام ترامب وأمثاله، يرى عبيد الله أن المسلمين باعتبارهم طائفة لن يذهبوا إلى أي مكان. «كان المسلمون هنا قبل الولايات المتحدة ويساعدون حرفيًّا في بناء هذا البلد، بالنظر إلى أن ما يتراوح بين 10 إلى 15 في المئة من العبيد الأفارقة كانوا مسلمين. ونحن مجتمع ينمو بسرعة، كما يلاحظ معهد بيو، من المتوقع بحلول عام 2040 أن يكون المسلمون ثاني أكبر مجموعة دينية في البلاد، حيث سيأتي ترتيبهم بعد المسيحيين بينما سيتقدمون اليهود».
ويختم المقال بالقول: «غير أن مستقبل مجتمعنا على المدى القريب سيشهد المزيد مما رأيناه مؤخرًا. ومع ذلك، فإن الأمل معقود على أن الأسوأ سوف يتوارى خلف أفضل الأوقات على المدى الطويل».
الكاتب: Dean Obeidallah
المصدر: This Is Life for Muslim-Americans 18 Years After 9/11