أفاد رئيس الوفد الأمريكي للتفاوض مع حركة طالبان الأفغانية بأن الولايات المتحدة ستسحب أكثر من 5 آلاف جندي من أفغانستان في إطار اتفاق مبدئي مع الحركة.
وكشف زلماي خليل زاد، في مقابلة تلفزيونية، تفاصيل الاتفاق بعدما أطلع المسؤولين الأفغان عليه. ولكنه قال إن القرار النهائي يبقى بيد الرئيس دونالد ترامب. وتعرضت العاصمة الأفغانية كابول إلى تفجير ضخم وقت بث المقابلة التلفزيونية.
وتبنت حركة طالبان التفجير، الذي قتل فيه ستة مدنيين وأصيب العشرات بجروح. وقالت الحركة إن العملية استهدفت قوات أجنبية.
فقد انفجرت قنبلة في مجمع سكني للأجانب. وقالت طالبان إن مسلحين أيضا شاركوا في الهجوم.
وتعزز العملية المخاوف من أن المفاوضات الأمريكية مع طالبان قد لا تضع حدا للهجمات المسلحة والتفجيرات اليومية في أفغانستان، التي تودي بحياة عدد كبير من المدنيين.
وتسيطر حركة طالبان اليوم إلى مناطق أوسع مما كانت عليه منذ الغزو الأمريكي للبلاد عام 2011، وترفض التفاوض مع الحكومة الأفغانية التي تعتبرها “دمية في يد الأمريكيين”.
وأعد نص الاتفاق خليل زاي بعد 9 جولات من المفاوضات بين الأمريكيين وحركة طالبان جرت في قطر.
وتلتزم طالبان، مقابل سحب الجنود الأمريكيين، بألا تكون أفغانستان قاعدة لجماعات متطرفة تستهدف الولايات المتحدة أو حلفاءها.
وقال خليل زاد “اتفقنا، إذا تمت الأمور كما أعددنا لها، على أن نغادر 5 قواعد خلال 135 يوما”.
وتنشر الولايات المتحدة حاليا 14 ألف جندي في أفغانستان.
وأكد متحدث باسم طالبان في رسالة نصية لبي بي سي أن التفاصيل التي كشف عنها خليل زاد صحيحة.
وتقول مراسلة بي بي سي، ليز دوسيت، من كابول إن سحب بقية القوات الأمريكية مرتبط بشروط من بينها المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية، وكذا وقف إطلاق النار.
الحكومة الأفغانية تريد التأكد من التزام طالبان بالسلام
وقال المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، صديق صديقي، إن أشرف غني سيدرس الاتفاق قبل إبداء أي رأي فيه، مضيفا أن الحكومة تريد أن ترى أدلة على التزام طالبان بالسلام.
ويخشى الكثيرون أن يؤدي الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان إلى تراجع الحريات والحقوق في البلاد. وكانت حركة طالبان فرضت حكما متشددا خلال فترة حكمها في أفغانستان من 1996 إلى 2001.
كيف بدأت حرب أفغانستان؟
بدأت الحرب عندما شنت الولايات المتحدة غارات جوية على أفغانستان شهرا بعد هجمات 11 سبتمبر / أيلول، لأن حركة طالبان رفضت تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المتهم الرئيسي بتدبير الهجمات.
واستعانت الولايات المتحدة بتحالف دولي أسقط حكم طالبان. ولكن الحركة تحولت إلى تمرد دأب على استهداف القوات الأفغانية والأجنبية في البلاد.
وأنهى التحالف الدولية مهمته القتالية في أفغانسان عام 2014 مقتصرا على تدريب القوات الأفغانية. أما الولايات المتحدة فواصلت القتال وشن الغارات الجوية.
ولكن طالبان وسعت انتشارها في البلاد، وتحققت بي بي سي العام الماضي من أن الحركة تنشط في 70 في المئة من أفغانستان.
ولقي 3500 جندي من التحالف الدولي حتفهم في أفغانستان منذ 2011، من بينهم 2300 أمريكيون.
ويصعب تقدير عدد الضحايا في صفوف الجيش الأفغاني وبين مقاتلي طالبان. وأحصت الأمم المتحدة مقتل 32 ألف مدني في حرب أفغانستان.