تقول الكاتبة جيليان بروكيل إن الفنان فيكتور أرنوتوف لم يرسم صورة الرئيس الأميركي جورج واشنطن فقط على جدران مدرسة سان فرانسيسكو الثانوية التي سميت باسم أول رئيس في عام 1936، بل رسم عليها مشاهد تتعلق بمدينة واشنطن نفسها.
وتوضح الكاتبة في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الفنان استخدم أسلوب التصوير الجصي لرسم لوحات تعكس مشاهد تعبر عن القسوة ضد العبيد والهنود الحمر على حد سواء.
وتتساءل الكاتبة: جورج واشنطن امتلك عبيدا وأمر بقتل الهنود، فهل سيبقى هذا التاريخ مخفيا؟
وبينما يقول مجلس إدارة مدرسة سان فرانسيسكو إن الصور الجصية تعزز الصور النمطية المسيئة، يقول مؤرخون إن العكس هو الصحيح.
قتل واستعباد
ويرى مجلس إدارة المدرسة أنه يعتبر من الضار بالنسبة للطلاب أن ينظروا إلى الصور التي تظهر الرئيس واشنطن وهو يتخطى أميركيين أصليين ميتين في مزرعته بينما هو يصدر أوامره للمستعبدين.
وتوضح الكاتبة أنه لا يمكن وضع هذه الرسومات في التخزين أو نقلها إلى المتحف، وهي التي تشكل 13 من اللوحات الجدارية المفصلة التي تمتد على مساحة نحو 149 مترا مربعا من قاعة الدخول والدرج الرئيسي، وتعتبر جزءا من المدرسة.
وتشير الكاتبة إلى أن مجلس إدارة المدرسة سبق أن صوّت لتغطية اللوحات الجدارية عبر إخفائها بالطلاء، لكنه تراجع عن الفكرة بعد الغضب الشعبي الواسع النطاق.
وتضيف أن الخطة الآن تتمثل في تغطية هذه الجداريات بألواح صلبة، وذلك رغم أن مؤيدي هذه الجداريات التاريخية يصرون على ضرورة إزالة أي غطاء عن سطحها.
طبقات وتاريخ
وتقول الكاتبة إن هذه الجداريات تمثل قصة طبقات التاريخ التي ستستمر في الوجود، سواء كانت الجداريات مغطاة بالستائر أو اللوحات أو الطلاء.
وتشير الكاتبة إلى أن جورج واشنطن امتلك البشر قبل أن يتخذ قرارا بذلك، موضحة أنه ورث 10 أشخاص مستعبدين عندما كان في الحادية عشرة من عمره عندما توفي والده.
وتضيف أن الرئيس الأميركي اشترى العشرات من العبيد عندما كبر وأصبح بالغا، وأنه عندما تزوج من مارثا كوستيس في أواخر العشرينيات من عمره، كانت قد أحضرت معها المزيد من الأشخاص المستعبدين إلى جبل فيرنون، وذلك قبل أن يبدأ بمعارضة الرق والعبودية.
وتضيف الكاتبة أن الرئيس واشنطن بعد اندلاع الحرب الأهلية ضد المستعمر البريطاني في سبعينيات القرن الثامن عشر، أعرب عن عزمه التخلي عن ظاهرة امتلاك العبيد، وأنه -بحسب مؤرخين- كان يقود حربا يقول فيها الناس إنهم يولدون أحرارا، وإن الحرية حق من حقوق الله للعباد.
عبيد وقانون
وتشير الكاتبة إلى أن واشنطن كتب رسالة في 1778 يؤكد فيها أنه يريد “التخلص” من ملكية العبيد، غير أن هذه الخطوة لم تكن قانونية دون دعمها بإجراء خاص من المجلس التشريعي للولاية.
وتقول الكاتبة إن واشنطن توقف عن شراء وبيع المستعبدين بعد الحرب الثورية، غير أنه عندما أصبح إطلاق سراح العبيد قانونيا في عام 1782 فإنه لم يقم بذلك.
وتتساءل الكاتبة عن أي نوع من مالكي العبيد كان الرئيس واشنطن، وتقول إنه بذل جهودا للحفاظ على الأسر المستعبدة معا في الممتلكات نفسها، وإنه انتقد أصحاب المزارع الآخرين الذين كانوا مسيئين.
غير أن واشنطن أمر بجلد رجل مستعبد لأنه داس على العشب في الحديقة، وأنه كان يتتبع الهاربين منهم، وأنه اتخذ خطوات لمنع إطلاق سراح مستعبديه أثناء زيارته للولايات الحرة.
وتقول الكاتبة إنه لم يكن يتورع عن تسخير عبيده وحملهم على العمل، غير أنه ترك وصية لتحرير 123 شخصا كان يملكهم عند وفاته.
وتشير إلى أن واشنطن كان مالكا للأراضي، وأنه سعى دائما إلى توسيع ممتلكاته عبر أراضي الأميركيين الأصليين، مطالبا بشراء مساحات كبيرة ثم خوض معارك طويلة الأمد لإثبات ملكيتها.