نظم الباكستانيون بالشطر الخاضع من كشمير لسيطرة إسلام آباد أمس مظاهرات احتجاجية لمطالبة حكومة وجيش بلادهم بالسماح للمقاتلين بعبور خط الهدنة الفاصل بين شطري الإقليم المتنازع عليه مع الهند، وهي أول مرة ترفع فيها هذه الدعوات منذ قرار نيودلهي إلغاء الحكم الذاتي بالجزء الذي تسيطر عليه من كشمير.
ويقول المحتجون إن الهند تفرض حصارا على الشطر الخاضع لسيطرتها منذ اتخاذها قرارا في الخامس من أغسطس/آب الحالي بإلغاء الحكم الذاتي بالإقليم، كما أن باكستان لم تسترجع الحكم الذاتي الذي يتمتع سكانه به منذ أكثر من سبعين عاما.
وصرح الناشط الكشميري سيد شاهين للجزيرة «نطالب حكومة باكستان وجيشها واللذين لم يساعدا الكشميريين بعدم وضع العراقيل أمام محاولات المجاهدين رفع الظلم عن سكان الإقليم، وندعو جميع جماعات المجاهدين الكشميريين على التحرك من أجل إنقاذ أهلنا المحاصرين».
اختلاف الآراء
وذكرت الوکالات من کشمیر أن هناك تباينا في الآراء بكشمير -ذات الغالبية المسلمة- حول كيفية تحقيق هدف متفق عليه، وهو ضرورة حل قضية كشمير.
ويقول المحلل السياسي الباكستاني طارق نقاش إنه لا خيار للكشميريين على ما يبدو سوى الاستماع إلى أصوات تدعو إلى الجهاد، مضيفا أن ذلك أمر منطقي في ظل عدم تفاعل العالم كما يجب مع ما يجري في كشمير.
وذكرت رويترز أن قوات الأمن الهندية استخدمت أمس الغاز المدمع لتفريق سكان رشقوها بالحجارة بمدينة سرينغار كبرى مدى الشطر من كشمير الذي تسيطر عليه نيودلهي، احتجاجا -لثالث أسبوع على التوالي- على قرار إلغاءٍ للحكم الذاتي اتخذته نيودلهي التي فرضت قيودا مشددة على الحريات العامة ومختلف أنواع الاتصالات.
وظهرت ملصقات هذا الأسبوع في سرينغار تدعو إلى مسيرة لمكتب فريق مراقبي الأمم المتحدة العسكريين بالهند وباكستان، للاحتجاج على القرار الهندي، وهو ما دفع بالسلطات الهندية لزيادة دوريات الأمن للشرطة والقوات شبه العسكرية وزيادة عدد الحواجز.
وتشكل فريق مراقبي الأمم المتحدة العسكريين بالهند وباكستان عام 1949 بعد اندلاع أول حرب بين البلدين بسبب إقليم كشمير الذي تطالب الجارتان النوويتان بالسيادة الكاملة عليه، لكن تدير كل منهما شطرا منه. ويراقب الفريق الأممي انتهاكات وقف إطلاق النار على الحدود بين البلدين.
تخفيف القيود
وأشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أنه من المتوقع خلال الأسبوع المقبل أن تفتح المدارس أبوابها بالجزء الخاضع لسيطرة الهند، وأن يتم التخفيف من القيود المفروضة على حركة الناس والتجمع.
كما تظاهر أمس الجمعة مئات الباكستانيين بمدينة بيشاور شمال غربي البلاد للاحتجاج على قرار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالخامس من أغسطس/آب الحالي إلغاءَ الوضع الخاص لجامو وكشمير.
وذكرت تقارير بعض وسائل الإعلام الهندية أمس -نقلا عن مسؤولين حكوميين لم تسمهم- أن «إرهابيين» حاولوا دخول البلاد من أفغانستان، ورد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان على تويتر بالقول إن مثل تلك المزاعم تهدف إلى «صرف الانتباه» عما وصفه بانتهاكات حقوق الإنسان بكشمير.
ويرى مراقبون أن الخطوات التي اتخذتها الهند في كشمير من شأنها السماح للهنود من مناطق هندية بالتملك في كشمير، وبالتالي إحداث تغيير في التركيبة السكانية هناك لجعلها منطقة ليست ذات غالبية مسلمة.
المصدر: https://ar.shafaqna.com/AR/196215/