ما حذر منه انصار الله، من نوايا السعودية والامارات، من وراء العدوان على الشعب اليمني، قبل خمس سنوات، بدأ يتحقق على الارض، فهؤلاء مرتزقة العدوان التي سلحتهم الامارات والسعودية، يسيطرون على عدن ويطردون ميليشيات عبد ربه منصور هادي منها، ومن جميع المعسكرات في محافظة أبين ايضا.
العدوان السعودي الاماراتي على الشعب اليمني بدأ في اذار مارس عام 2015 بذريعة الدفاع عن الشرعية، المتمثلة برئيس مستقيل وهارب، ومنذ ذلك التاريخ لم يبق في اليمن لا بنى تحتية ولا مدارس ولا مستشفيات ولا جسور ولا مصانع ولا معامل ولا محطات مياة اوكهرباء، وانتشرت المجاعة والامراض،وتم فرض حصار جوي وبحري وبري، مات اكثر من مائة الف طفل من الجوع والمرض، وقتل اكثر من مائة الف شخص بالقنابل والصواريخ الامريكية والغربية، وشرد اكثر من ثلاثة ملايين شخص، والموت جوعا ومرضا يطارد نحو 20 مليون انسان، بينما العالم الغربي الذي يرفع لواء الدفاع عن حقوق الانسان كذبا ونفاقا، ليس فقط لم يحرك ساكنا بل كان مساهما فاعلا في هذه الجرائم الوحشية التي ارتكبت ضد الشعب اليمني العربي المسلم الاصيل.
حصيلة كل هذه الجرائم التي لم ير التاريخ المعاصر لها مثيلا، كانت انتشار الجمعات التكفيرية مثل القاعدة و«داعش» التي سلحها العدوان السعودي الاماراتي ومدها بمختلف اسباب القوة، من اجل استخدامها ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية.
ومن اكثر نتائج هذا العدوان ماساوية، كان بداية مخطط تقسيم اليمن، الذي تحاول السعودية والامارات الظهور بمظهر الرافض لهذا المخطط، بينما ما جرى ويجري في اليمن وخاصة في عدن، يجري تحت سمع وبصر الامارات والسعودية وبارادتهما، وكل ما نراه اليوم من مواقف اماراتية سعودية،تدعو الى الهدوء وضبط النفس، ما هي الا لذر الرماد في العيون، فالمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي عادة ما يقال انه مدعوم اماراتيا، هو في الحقيقة مدعوم سعوديا ايضا، فكل السلاح والتدريب والتموين والدعم السياسي والعسكري والاعلامي الذي تلقاه المجلس، كان تحت رعاية السعودية ايضا، ولم تطلق السعودية حتى رصاصة واحدة نحو مسلحي هذا المجلس عندما طردوا رجال هادي من عدن في معارك تواصلت اكثر من اربعة ايام.
ان الامارات والسعودية، لم تعدا بحاجة الى منصور هادي، الذي تم استغلاله كواجهة للعدوان وتبريرا له، لاضعاف وتدمير اليمن، واليوم وبعد تحقق هذا الهدف، تم رميه كورقة بالية، عبر تحريض مسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي للهجوم على قصر المعاشيق، وطرد رئيس حكومته ووزرائه منه، والسيطرة على جميع المعسكرات والدوائر الحكومة ورفع علم اليمن الجنوبي، كبداية عملية لتقسيم اليمن.
قد يسأل سائل، ما هو هدف الامارات والسعودية من وراء تقسيم اليمن؟، يكمن الجواب في النظرة التاريخية للامارات والسعودية والمشايخ والممالك الخليجية الى اليمن على مر التاريخ، فهذه الدول كانت ومازالت تنظر بنظرة ريبة الى اليمن القوي والموحد، فاليمن هو البلد الوحيد في جزيرة العرب يمتلك تاريخا عريقا وحضارة تضرب بجذورها في اعماق التاريخ، ويتميز شعبها بخصائص تميزه عن باقي شعوب تلك البلدان، ويمتلك عناصر ذاتية يمكن ان تشكل قاعدة لنهضة حضارية جديدة في حال تم استغلالها بالشكل الامثل، الامر الذي ترى فيه تلك الدول عامل تهديد لوجودها، لذلك سعت على طول التاريخ الى اضعاف وتجزئة اليمن، عبر التدخل في شؤونه وشراء ذمم بعض ضعاف النفوس، وزرع الجماعات التكفيرية، وتحريض القبائل بعضها على بعض، ورفض ضم اليمن الى مجلس تعاون الدول الخليجية،واخيرا شن عدوان شامل بدعم امريكي اسرائيلي سافر، لاضعاف اليمن وتقسيمه وتشتيت شعبه وتدمير اقتصاده وزرع الموت والمرض والجوع بين ابنائه.
اليوم، ما يحدث في عدن يؤكد هذه الحقيقة، التي طالما حذر منها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قائد انصار الله، عندما كشف منذ البداية ان هدف العدوان ليس اعادة الشرعية المتهرئة لهادي ومرتزقته، بل تقسيم اليمن وتشريد شعبه، ولكن مهما كان سحرالدولار السعودي الاماراتي على ضعاف النفوس قويا، الا ان الشعب اليمني، سيقلب السحر على الساحر، وسيرفض ان يكون اليمن مختبرا لتجارب مشايخ النفط والغاز، فالتاريخ سجل ومنذ القدم، ان ما من غاز تجرأ ودخل اليمن الا وحفر قبره بنفسه، ولن يكون الامارتيون والسعوديون استثناء.