القصيدة مخطوطة تحت عنوان (سرى البرق من نجد فجدد تذكاري) وجدت نسختها الخطية في مكتبة الإمام الحكيم رحمه الله العامة بخط العلامة الشيخ محمد السماوي رحمه الله والقصيدة للناظم: الشيخ البهائي، وقد وضع اسم الشيخ السماوي سهواً، وهي بخط الشيخ محمد السماوي رحمه الله استنسخها في النجف الأشرف في 13 رجب/ 1362هـ، والقصيدة من مخطوطات مكتبة الإمام الحكيم العامة تحت رقم 15ـ857 وتسلسل 53/3/10 عدد صفحاتها: 3 وعدد الأسطر في الصفحة الواحدة 30 حجم 13/20 وحجم الكتاب 4A. والإنتظار ارتأت نشرها لتناولها موضوع الإمام المهدي عليه السلام وللتنويه عن الخطأ الذي وقع به البعض من انها من نظم الشيخ السماوي.
سرى البرق من نجد فجدد تذكاري
عهوداً بحزوى والعذيب وذي قار
وهيج من أشواقنا كلّ كامن
واجج في أحشائنا لاهب النار
خليلي مالي والزمان كأنما
يطالبني في كل آنٍ بأوتار
فأبعد أحبابي وأخلى مرابعي
وابدلني من كل صفوٍ بأكدار
وعادل بي من كان أقصى مرامه
من المجد أن يسمو إلى عشر معشاري
ألم يدرِ أني لا أذل لخطبه
وإن سامني خسفاً وأرخص أسعاري
وإني امرؤ لا يدرك المرء غايتي
ولا تصل الأيدي إلى سبر أغواري
أخالط أبناء الزمان بمقتضى
عقولهم كيلا يفوهوا بإنكاري
وأظهر أني مثلهم تستفزني
صروف الليالي في احتلاء واصرار
ويضجرني الخطب المهول لقاؤه
ويطربني الشادي بعود ومزمار
واني لأسخو بالدموع لوقفة
على طلل بالٍ ودارس أحجار
وما علموا أني امرؤ لا يروعني
توالي الرزايا في عشيّ وإبكار
اذا دك طود الصبر عن وقع حادث
فطود اصطباري شامخ غير منهارِ
وخطب يزيل الروع أيسر وقعه
كؤود كوخز بالأسنةِ مسعار
تلقيته والحتف دون لقائه
بقلب وقور في الهزاهز صبار
ووجه طليق لا يمل لقاؤه
وصدر رحيب في ورود وإصدار
ولم أبده كي لايساء بوقعه
صديقي ويأسى من تسعره جاري
ومعضلة دهماء لا يهتدي لها
طريق ولا يهدي إلى ضوئها الساري
تشيب النواصي دون حل رموزها
ويحجم عن أغوارها كل مغوار
أجلت جياد الفكر في حلباتها
ووجهت تلقاها صوائب أنظاري
فأبرزت من مستورها كل غامض
وثقفت فيها كل أصود موّارِ
أضرع للبلوى وأغضي على القذى
وأرضى بما يرضى به كل خوار
وأفرح من دهري بلذة ساعة
وأقنع من عيشي بقرص وأطمار
اذن لا ورى زندي ولا عز جانبي
ولا بزغت في قمة المجد أقماري
ولا انتشرت في الخافقين فضائلي
ولا كان في (المهدي) رائق أشعاري
خليفة رب العالمين وظله
على ساكني الغبراء في كل ديار
هو العروة الوثقى الذي من بذيله
تمسك لا يخشى عظائم أوزارِ
أمام هدىً لاذ الزمان بظله
وألقى إليه الدهر مقود خوار
ومقتدر لو كلف الصم نطقها
بأجدارها فاهت إليه بأجدارِ
علوم الورى في جنب أبحر علمه
كغرفة كفٍ أو كغمسة منقار
فلو زار إفلاطون أعتاب قدسه
ولم يعشه عنها سواطع أنوار
رأى حكمة قدسية لا يشوبها
شوائب أنظار وأدناس أفكار
بأشراقها كل العوالم أشرقت
لها لاح في الكونين من نورها الساري
أمام الورى طود النهى منبع الهدى
وصاحب سر الله في هذه الدار
به العالم السفلي يسمو ويعتلي
على العالم العلوي من دون إنكار
ومنه العقول العشر تبغي كمالها
وليس عليها في التعلم من عار
همام لو السبع الطباق تطابقت
على نقض ما يقضيه من حكمه الجاري
لنكس من أبراجها كل شامخ
وسكنّ من أفلاكها كل دوّار
ولانتشرت منها الثوابت خيفة
وعاف السرى في سورها كل سيار
أيا حجة الله الذي ليس جارياً
بغير الذي يرضاه سابق مقدار
ويا من مقاليد الزمان بكفه
وناهيك من مجدٍ به خصك الباري
أغث حوزة الايمان واعمر ربوعه
فلم يبق منها غير دارس آثار
وانقذ كتاب الله من يد عصبة
عَصوا وتمادوا في عتو وإصرار
يحيدون عن آياته لرواية
رواها أبو شعيون عن كعب الأخبار
وفي الدين قد قاسوا وعاثوا وخبطوا
بآرائهم تخبيط عشواء معتار
وأنعش قلوباً في انتظارك قرحت
وأضجرها الاعداء أية إضجار
وخلّص عباد الله من كل غاشم
وطهر بلاد الله من كل كفار
وعجل فداك العالمون بأسرهم
وبادر على اسم الله من غير إنكار
تجد من خيول الله خير كتائب
وأكرمَ أعوانٍ وأشرف أنصار
بهم من بني همدان أخلص فتيةٍ
يخوضون أغمار الوغى غير فكار
بكل شديد البأس عبلُ شمردل
إلى الحتف مقدام على الهولِ صبار
تحاذره الأبطال في كل موقف
ويرهبه الفرسان في كل مضمار
أيا صفوة الرحمن دونك مدحة
كدرِّ عقود في ترائب أبكار
يهنى ابن هاني إن أتى بنظيرها
ويعنو لها الطائيّ من بعد بشّار
إليك البهائي الحقير يزفها
كغانية مياسة القد معطار
تغار إذا قيست لطافة نظمها
بنفحة أزهار ونسمة أسحار
اذا رددت زادت قبولاً كأنها
أحاديث نجد لا تحل بتكرار