قبل نحو خمس سنوات شنت السعودية والامارات ومعهما مرتزقة من السودان وبعض الدول الاخرى عدوانا على اليمن ، أباد كل البنية التحتية لهذا البلد، واسفر عن مقتل مئات الالاف جلهم من الاطفال والنساء ، وادخل اليمن الذي كان يوما سعيدا ، في إتون المجاعة والمرض والفوضى، تحت ذريعة دعم “الشرعية” ، المتمثلة بعبد ربه منصور هادي، المستعفي والهارب.
تحالف العدوان السعودي الاماراتي ،لم يترك موبقة الا وارتكبها خلال السنوات الخمس الماضية، ضد الشعب اليمني، حتى ضاقت البلدان الغربية وعلى راسها امريكا ذرعا بممارسات هذا التحالف التي تجاوزت كل الحدود ، وباتت تكشف زيف مزاعم الغرب بشان حقوق الانسان.
اليوم وبعد خمس سنوات، وبعدما اقام تحالف العدوان، ومن ورائه امريكا وبريطانيا “اسرائيل” ، الدنيا ولم يقعدوها، حول ضرورة دعم “الشرعية”وعبد ربه منصور هادي، نرى ان من قتل اليمنيين وخرب بيوتهم على رؤوسهم، يطردون “الشرعية” في عدن ويقتلون “انصارها”، الامر الذي فضح ، واما العالم اجمع، إكذوبة “الشرعية” التي تم ذبح اليمنيين بنصلها.
بعدعدة ايام من القتال الضاري بين قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي اليمني الانفصالي، المدعوم اماراتيا، وبين قوات حرس الرئاسة التابعة لمنصور هادي والمدعومة سعوديا، تمكنت القوات الموالية للامارات من طرد “الشرعية” في عدن ، إثر استيلائها على قصر معاشيق الرئاسي بعد سيطرتها على كل المعسكرات ومراكز الامن والشرطة في المحافظة.
كثرت التحليلات حول اسباب القتال الجاري بالوكالة بين الامارات والسعودية في عدن، فهناك من قال ان تقارب الامارات من ايران ،هو الذي دفع السعودية لمحاولة “تأديب” الامارات، ولكن البعض الاخر يرى ، ان الامارات عقدت عزمها على الاسراع بفصل الجنوب على الشمال، بعد ان نجحت في ايجاد قوات تابعة لها في اليمن وخاصة في جنوب هذا البلد، بعيدا على الصراع العبثي الذي تصر السعودية الاستمرار فيه ضد انصار الله، بينما يرى آخرون ان ما يجري على الارض،هو بتنسيق بين ابوظبي والرياض، من اجل توفير الارضية امام خلق ذرائع للخروج من اليمن بشكل مشرف يحفظ لهما ماء الوجه، بعد الانتصارات التي حققها انصار الله في جبهات القتال لاسيما استهدافهم العمق السعودي بشكل يومي.
رغم ان الاسباب المذكورة تحمل في طياتها بعض الحقيقة، الا ان جزء كبير من هذه الحقيقة يكمن في السبب التالي، وهو ان هدف العدوان كان منذ البداية، هو التقسيم ، ولا تختلف اجندة السعودية عن اجندة الامارات في اليمن ، فاليمن الحالي يشكل تهديدا لاطماع الامارات والسعودية في المنطقة، لذلك كان من الضروري تقسيم هذا البلد بذريعة دعم “الشرعية” ، وهي الكذبة الكبرى التي روجتها السعودية والامارات، والتي لاقت ترحيبا من القوى الكبرى التي تبنت هذه الاكذوبة، بعد ان اصبح اليمن ،وفي اول مرة منذ فترة طويلة، يُدار من قبل ابنائه، الذين يرفضون اي وصاية خليجية عليهم، ويعتزون باستقلالهم وسيادتهم، وهو ما اثارحفيظة السعودية والامارات، اللتان اختلقتا حججا واهية للانقضاض على اليمن كحجة التصدي لنفوذ ايران، ومحاربة انصارها في اليمن!!.
اليوم بات واضحا حجم الجريمة الكبرى ضد الانسانية جمعاء ، التي ارتكبت في اليمن، وبانت حقيقة كذبة دعم “الشرعية”، وحرص الامارات والسعودية على الديمقراطية في اليمن، واتضح وبشكل جلي ما كان يردده انصار الله منذ البداية، وهو ان العدوان السعودي الاماراتي، تنفيذ لاجندة امريكية صهيونية، لتقسيم بلدان المنطقة وشرذمة شعوبها ، من اجل المحافظة على امن واستقرار “اسرائيل”، فكذبة “الشرعية”سقطت مع سقوط عدن.