نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، يوم امس الثلاثاء، عن مسؤول سعودي قوله إن بلاده تدرس مقترحات لإجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين ، ولا تريد أن تُجر إلى حرب طويلة في اليمن.
إعرابه:
-في حال كان هذا الخبر صحيحا، فانه سيكون اول موقف يمكن وصفه بالصحيح تتخذه القيادة السعودية، منذ ان شنت عدوانها العبثي على اليمن منذ نحو خمس سنوات.
-للسياسة منطق لا مكان فيه للمكابرة القبلية والطائفية، التي تتحكم فيها الاحقاد والثارات، فالنزول عند الحقائق التي يفرضها الواقع ، هو افضل وسيلة للحيلولة دون اهدار المزيد من الارواح والطاقات والثروات والفرص.
-التجرية المرة للاعوام الخمسة الماضية من عمر العدوان على اليمن، والتي ادت لنزوح الملايين من منازلهم ومدنهم وقراهم، وقتل مئات الالاف واغلبهم من الاطفال والنساء ، وانتشار الأمراض المعدية والمجاعة، وتدمير البنية التحتية، يجب ان تكون كافية لتعيد التوازن الى العقول المتهورة.
-بعض اصحاب النزعة القبلية في التعامل مع القضايا الحساسة والخطيرة، داخل السعودية وخارجها، حاولوا ان يبرروا هذا الموقف السعودي على انه جاء لمخاطبة الراي العام الاميركي بعد ان تلطخت سمعة السعودية في الوحل بسبب الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين في اليمن، وليس تمهيدا لاستدارة تجاه انصار الله ولكن نظرة سريعة الى ما جاء في صحيفة “وول جورنال ستريت” تؤكد انه ليس تقريرا ، بل تسريبات تقف وراءها السعودية ، والهدف منها تهيئة الراي العام السعودي، قبل اتخاذ تلك الاستدارة.
-يمكن فهم هذه التسريبات ، التي تقف وراءها حتما السعودية، في سياق الموقف الاماراتي، الذي يحاول التحرر من المستنقع اليمني، قبل فوات الاوان، وفي سياق العلاقة الوثيقة التي تربط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد.