حذرَت الأمم المتحدة من أن حالة التوقف الحالية في أعمال الإرهاب الدولية قد تنتهي قريباً، مع توقعها شن موجة جديدة من الهجمات الإرهابية قبل نهاية العام.
وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 3 أغسطس/آب 2019، إن مراقبين متخصصين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، رسموا صورة مقلقة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي لا يزال يمثل تهديداً خطيراً بالرغم من الانتكاسات الأخيرة التي تعرض لها.
وأعرب المراقبون عن قلقهم بشأن 30 ألف أجنبي سافروا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي أعلن «الخلافة»، ومن المرجح أنهم لا يزالون أحياء.
ويقول التقرير: «سوف تكون تطلعاتهم المستقبلية مصدر قلق دولي خلال المستقبل القريب، بعضهم قد ينضم لتنظيم القاعدة أو جماعات إرهابية أخرى قد تظهر على الساحة. وبعضهم قد يُصبح من القادة أو المتطرفين».
استخبارات «العالم» تحذر من عودة الهجمات الإرهابية
ويعتمد التقرير على معلومات مستمدة من وكالات استخبارات الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، ويقدم لمحة عن التفكير الجماعي بين الأجهزة الأمنية في جميع أنحاء العالم.
ويشير التقرير إلى أنه بالرغم من انحسار الوجود الجغرافي لخلافة داعش، تتفق العديد من الدول الأعضاء على استمرار وجود العوامل التي أدت إلى ظهور التنظيم بالأساس، مما يوحي بأن تهديدات تنظيمات داعش والقاعدة، أو الجماعات المماثلة من غير المرجح أن تنحسر قريباً.
وبالرغم من انخفاض عدد عملياتهم الناجحة منذ عاميّ 2015 و2016، عندما قتل المتطرفون مئات الأشخاص في فرنسا وبلجيكا وألمانيا، لا تزال التهديدات التي تواجه أوروبا «مرتفعة».
ومصدر القلق الرئيسي هو تطرف «السجناء الذين يعانون من الفقر، والتهميش، والإحباط، وتدني ثقتهم بأنفسهم، والعنف». وهناك تحدٍّ آخر يتمثّل في الإفراج الوشيك عن بعض أفراد الموجة الأولى من العائدين الذين سجنوا بعد عودتهم من القتال في صفوف تنظيم داعش، الذي أعلن الخلافة على مجموعة من الأراضي العراقية والسورية في 2014.
وذكر التقرير: «لم تُثبت برامج مكافحة التطرف فعاليتها الكاملة.. أشد المقاتلين تمرسّاً الذين يقضون عقوبات أطول لم يقتربوا بعد من إطلاق سراحهم. يظلون خطرين ولا يزالون يمثلون تحدياً داخل وخارج نظام العقوبات».
والتي لن تسلم منها الدول الأوروبية
تشير تقديرات الدول الأوروبية إلى سفر ما يصل إلى 6 آلاف من مواطنيها إلى العراق وسوريا للانضمام لتنظيم داعش أو غيره من الجماعات المتطرفة. قُتل ثلثهم تقريباً، بينما ثلث آخر لا يزال محتجزاً في المنطقة أو انتقل إلى مكان آخر. ويشير التقرير إلى عودة ألفين أو أكثر منهم إلى أوروبا.
ومن المهم أيضاً التفكير في عوائل المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين يعيشون في مخيمات النزوح المكتظة في سوريا حيث تحتجز الميليشيات المدعومة من الولايات المتحدة آلاف المقاتلين وأفراد عائلاتهم.
وأحضر أعضاء داعش عدداً كبيراً من الأطفال إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم أو أنجبوا أطفالاً أصبحوا الآن يتامى، معدمين، بدون جنسية، ومجهولي المستقبل.
ويبدو أن الدول الغربية ليست مستعدة حتى الآن لعودة مواطنيها الذين ذهبوا إلى سوريا للانضمام لداعش؛ وترى عودتهم إلى بلادهم تهديداً أمنياً، وتعرف أنها قد لا تتمكن من مقاضاتهم.
كما أن التنظيم لا يزال يتوفر على ميزانية ضخمة
وبحسب التقرير، فإن داعش لديه القدرة على الوصول إلى مبلغ يتراوح بين 50 مليون دولار و300 مليون دولار متبقية من إيرادات الخلافة ويستخدم التنظيم الدعاية للحفاظ على سمعة الجماعة وعلامتها التجارية الرائدة للإرهاب العالمي؛ «الخلافة الافتراضية».
وذكر التقرير: «عندما يُتاح له الوقت والمساحة لإعادة الاستثمار في العمليات الخارجية، سوف يباشر داعش أو يسهّل شن هجمات دولية بالإضافة إلى الهجمات المستوحاة من هجمات داعش والتي يستمر وقوعها في العديد من المناطق في أنحاء العالم. وبالتالي، قد لا يستمر هذا الانحسار الحالي لمثل هذه الهجمات طويلاً، من المرجح ألا يستمر هذا السكون حتى نهاية عام 2019».
ويقول التقرير إن قادة داعش لم يكن لديهم معلومات متقدمة عن الهجمات الدموية على الكنائس والفنادق في سريلانكا.
وجاء في التقرير: «كانت هجمات بتحريض وقيادة محلية مستوحاة من أيديولوجية (داعش). وتهدف التفجيرات إلى تعزيز الصورة العالمية للتنظيم بعد هزيمته العسكرية في العراق وسوريا».
دون إغفال عودة تنظيم القاعدة
وذكر التقرير أن تنظيم القاعدة لا يزال قائماً، ولكنه أشار إلى سوء الحالة الصحية لزعيم التنظيم البالغ من العمر 68 عاماً، أيمن الظواهري.
وأكّد مسؤولون أمريكيون هذا الأسبوع مقتل حمزة بن لادن، ابن مؤسس التنظيم أسامة بن لادن، خلال العامين الماضيين. وكان يجري تأهيل حمزة، البالغ من العمر 30 عاماً، لقيادة تنظيم القاعدة.
يتناول جزء كبير من التقرير منطقة غرب إفريقيا، حيث تشهد المنطقة ارتفاعاً حاداً في معدلات عنف الإسلاميين المتشددين.
ويبدو أن أجهزة المخابرات منقسمة حول ما إذا كانت الجماعة المؤسسة حديثاً التي تتبع تنظيم داعش في وسط إفريقيا، وتتخذ شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية مقراً لها، تمثّل تهديداً حقيقياً أو إن كانت لها صلات جوهرية بالجماعة الرئيسية.
وأعربت عدة دول واقعة بوسط قارة إفريقيا عن قلقها ومخاوفها من تطوّر هذه الجماعة، وجذبها للمقاتلين الإرهابيين العائدين من سوريا والعراق وإعادة توطينهم وإقامة روابط مع الجماعات الأخرى التابعة لتنظيم داعش في إفريقيا. بينما ترى بعض أجهزة المخابرات إن تلك المزاعم «انتهازية».