شكا مقال في مجلة نيوزويك الأميركية من انعدام الرحمة والتعاطف مع الآخر من إسرائيل إلى أميركا، قائلا إنه إذا كان للبشرية أن تجد حلولا للقضايا الكبرى الحالية -مثل الهجرة والصراعات الصعبة كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي- فإنه يجب أن تكون نقطة البدء هي إدراك أن “الآخرين هم نحن”.
وقال كاتب المقال مارك شولمان محرر صفحة التاريخ في المجلة إنه يجب أن تبدأ معاملتنا للآخرين -سواء كانوا فلسطينيين أو فلبينيين في إسرائيل أو مهاجرين من أميركا الوسطى للولايات المتحدة أو لاجئين سوريين في ألمانيا- بنفس الطريقة التي نرغب في أن يعاملنا الآخرون بها.
وأضاف شولمان أن أعمال التعاطف لن تؤدي إلى حل التحديات الصعبة، لكنها الخطوة الأولى نحو تهيئة المناخ لإيجاد الحلول.
وسرد صور القسوة التي أظهرها الإسرائيليون وهم يهدمون منازل فلسطينيين في صور باهر جنوب شرق القدس الاثنين الماضي، وكذلك طرد فلبينيين عاشوا لعقود في إسرائيل وأنجبوا أطفالا لا يعرفون وطنا لهم غير إسرائيل، وما يحدث من معاملة قاسية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة للاجئين من أميركا الجنوبية.
شيدوها بشق الأنفس
وقال شولمان إن منازل الفلسطينيين التي تم هدمها بنيت لتؤوي بشرا شيدوها بشق الأنفس، ومهما كانت المزاعم القانونية للسلطات الإسرائيلية لهدمها فإن قداسة الإنسان تقتضي على الأقل إظهار شيء من التعاطف والأسف على تنفيذ الخطوة “القانونية”.
وأشار إلى احتفاء الجنود الإسرائيليين وغيرهم من المسؤولين بما فعلوه من هدم منازل الفلسطينيين، ونشروا مقاطع فيديو للهدم يفخرون فيها بالكيفية التي فجروا بها هذه المنازل.
كما لفت شولمان إلى طرد أول دفعة من الفلبينيين صباح اليوم التالي الثلاثاء، بعد أن ظلوا يعيشون ويعملون بإسرائيل لعقود، وقال إن الأطفال الفلبينيين حشروا مع أسرهم في سيارات مغلقة لترحيلهم إلى بلاد لم يروها أبدا رغم أنهم لا يتكلمون إلا العبرية.
وقال إن هؤلاء الأطفال كانوا يبكون بشكل هستيري داخل السيارات، وإنهم عوملوا مثلما يعامل المجرمون، معلقا بأنه لا يوجد سبب في العالم لمثل هذا السلوك من قبل الإسرائيليين، واصفا إياه بأنه أكبر من العار والفضيحة.
الأميركيون أنفسهم كانوا لاجئين
وتحدث الكاتب بنفس النهج عن اللاجئين من أميركا الجنوبية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وقال إنه مهما كان النقاش بشأن السيطرة على الهجرة والحدود فإن الحقيقة هي أن أغلبية مواطني الولايات المتحدة حاليا لاجئون اقتصاديون جاء آباؤهم أو أجدادهم أو أجداد آباؤهم.. إلخ يبحثون عن فرص لحياة أفضل.
وختم شولمان مقاله بأن العالم بعد المحرقة “الهولوكوست” كان يبدو وقد طور حسا عميقا من الاحترام لحقوق الآخرين، وأن مختلف الشعوب توافقت على ما يشكل الحقوق الأساسية للإنسان، ووضعت موجهات لتحديد اللاجئين وأوضاعهم ومعاملتهم، لكن في إسرائيل وأميركا وغيرهما أصبحت تلك القيم العالمية حاليا تنزوي وتضمحل، وبدأت الرحمة بالآخر -التي ترسخت في ضمير الإنسانية- في مهب الريح.