بعد توقف لأكثر من عام عاودت الولايات المتحدة تفعيل برنامج تدريب فصيل من بقايا مما كان يسمى “الجيش الحر” في قاعدة “التنف” بالبادية السورية. وفي التفاصيل، الولايات المتحدة الأمريكية استأنفت تدريب ما يسمى “جيش المغاوير” بعد أن أوقفت دعمه منذ قرابة عام. والتدريبات بدأت بالفعل في قاعدة “التنف” الواقعة على مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، إضافة إلى تدريبات في معسكرات داخل الأردن.
وحسب المصادر يتلقى المشاركون تدريبات على القتال في البيئة الصحراوية والجبلية وعمليات إنزال واقتحام، والقتال في ظروف مناخية صعبة، وعمليات المداهمة ويشرف على هذه التدريبات عسكريون وعناصر من الاستخبارات الأمريكية، إلى جانب مستشارين مما يسمى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. القوات الأمريكية في “التنف” فتحت باب الانضمام إلى “جيش المغاوير” بهدف زيادة عدد المقاتلين وخاصة من أبناء المنطقة الشرقية وأشارت أن الهدف من إعادة تنشيط “الجيش الحر” في قاعدة “التنف” هو القضاء على خلايا “داعش” في المنطقة حسب زعمها، فضلا عن اهداف اخرى منها التحضير للسيطرة على الحدود السورية العراقية.
ويبدو أن الهدف الثاني هو الأقرب للواقع، خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار نية دمشق وبغداد في فتح الحدود وكانت وحدات من الجيش السوري وصلت الاسبوع الماضي إلى الحدود العراقية السورية، وتحديداً إلى الجزء الأخير من الحدود الرابطة بين مدينة القائم العراقية والبوكمال السورية، التي يقع بها المنفذ البري الرئيس بين البلدين والمغلق منذ سنوات. انها ليست المرة الاولى التي تدرب وتقدم المساعدة واشنطن لما يسمى الجيش الحر او غيره من المجموعات المسلحة فمنذ بداية الازمة السورية كانت امريكا حاضرة وقدمت وتقدم كل الدعم للمجموعات المسلحة وعلى سبيل المثال وفي عام 2013 ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن وكالة المخابرات المركزية (سى آى إيه) والقوات الخاصة الأمريكية تقومان سراً بتدريب قوات المعارضة السورية منذ العام الماضى فى قواعد فى الأردن وتركيا، وقال مسئول أمريكى وقائد من المجموعات المسلحة للصحيفة إن الجيش السورى الحر شارك فى برامج تدريبية لمدة أسبوعين شملت استخدام أسلحة مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات وتسعى واشنطن دوما ومنذ بداية الازمة الى اطالتها واجهاض كل حل سياسي في سورية.
محمود غریب