ملف التجسس الاميركي ودماء شهداء الحشد الشعبي

مع تصاعد الهجوم الاعلامي والسياسي والعسكري على الحشد الشعبي في العراق كشف آمر اللواء 30 في الحشد “وعد قدو” عن وجود عملاء ينقلون المعلومات الى الاميركيين. فيما أعلنت لجنة التحقيق المركزية المرسلة من هيئة الحشد الشعبي، عن نتائج التحقيق بحادثة قصف معسكر الشهداء التابع للهيئة الذي يقع قرب مدينة آمرلي.

 

فبعد الهجوم العسكري الذي تعرضت اليه مواقع الحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين ومنطقة آمرلي كشف آمر اللواء 30 بالحشد الشعبي “وعد قدو” عن قيام عملاء في منطقة كردستان بتقديم معلومات إلى أميركا لفرض العقوبات ضده.
وقال قدو في حديث لـبرنامج المناورة التي بثته قناة السومرية، إن “ردّنا على العقوبات الأميركية وسام شرف نحمله على صدورنا وذلك من خلال مقاتلتنا للعصابات الارهابية التي هي صناعة امريكية صهيونية جاءت لتنتهك حقوق الانسان”
وأضاف أنه “من المستغرب بان من يحارب الارهاب يُتهم بأنه ارهابي”، مؤكداً ان “الحشد الشعبي مع حقوق الإنسان، وتم تشكيل الحشد بفتوى من السيد علي السيستاني الذي كان من ضمن توصياته مراعاة حقوق الإنسان”.
وتابع قدو، أن “المعلومات التي تم تقديمها لأميركا جاءت من بعض عملاء “إسرائيل” الجالسين في كردستان والمدفوعين من بعض الجهات في محافظة نينوى”.
وأوضح، “اتحدى اميركا ومن ورائها بان تثبت امتلاكي ديناراً واحداً لي أو لعائلتي في خارج العراق او داخل البلاد”، مؤكداً أن “ما نمتلكه ليس وليد اليوم، بل منذ عشرات السنين ومن الغباء ان نقوم بمثل هذه الانتهاكات بحق حقوق الإنسان”.

 

تجسس أميركي على قادة الحشد
وربطت بعض الفعاليات السياسية بين عمليات التجسس التي تقودها اميركا في العراق مع الهجمات العسكرية التي يتعرض اليها الحشد الشعبي بين الحين والآخر ، واعتبر نائب عن ائتلاف دولة القانون فی العراق، الاحد، ان اميركا هي من تستهدف مقرات الحشد الشعبي، عادا هذا الامر بانه “لايخفى على الجميع” متهما الولايات المتحدة بـ”التورط” في استهداف معسكر تابع للحشد الشعبي.
وقال منصور البعيجي، في بيان، انه على الحكومة العراقية ان لا تتخذ موقف المتفرج عما يحدث من استهداف ابنائنا من الحشد الشعبي من قبل الامريكان وهذا الامر لايخفى على احد لانه لم ياتي مكوك من خارج الفضاء وقصف معسكر الحشد الشعبي
وأضاف ان اللجان التحقيقية هي مجرد تسويف للقضية ولن تخرج باي نتيجة تذكر لاننا على تجربة مع اي حدث يحصل يشكل لها لجنة لن تخرج بنتيجة تذكر خصوصا وان استهداف مقرات الحشد الشعبي امر خطير وحساس وعلى الحكومة ان توضح هذا الامر لجميع ابناء الشعب العراقي ” حسبما افاد موقع السومرية نيوز.
وتابع البعيجي بعد افشال المشروع الامريكي باستهداف المنطقة من خلال مشروعها الداعشي من قبل ابنائنا الابطال من الحشد الشعبي والقوات الامنية هاهي اليوم تعمل على قصف مقرات الحشد امام مراى الحكومة ولم تحرك ساكنا لذلك على الحكومة ان تتاخذ موقف واضح وصريح من اجل ايقاف مسلسل استهداف معسكرات الحشد الشعبي باسرع وقت ممكن وان لاتاخذ موقف المتفرج.

مطالبة الحكومة بان لاتقف موقف المتفرج ازاء الهجمات
وفي نفس الاطار كشف القائد في الحشد الشعبي علاء عبد العزيز يوم السبت، ان الطائرات التي تستهدف مواقع الحشد الشعبي تنطلق من قواعد الامريكان التي تتمركز في الشمال والغرب من البلاد
وقال عبد العزيز في تصريح لـه ان : الطائرات التي تستهدف مواقع الابطال في الشحد الشعبي تنطلق من قواعد الامريكان القريبة من الاماكن التي تم استهدافها، فيما لفت الى ان الحشد لديه معلومات مؤكدة ان القوات الامريكية تعمل على استهداف قادته ايضا من خلال القصف بالطائرات او استخدام عصابات داعش التي تعتبر احد اهم اذرعها في تلك المناطق من خلال المفخخات والاحزمة الناسفة.
ومضى يقول، ان مسلسل استهداف قوات الحشد سيستمر ولن يتوقف رغم مطالباتنا بفتح ملفات للتحقيق بالحوادث التي تجري ، فيما نوه الى ان الوجود الامريكي غير المرغوب به في البلاد لانه يعمل على خلق الاخطار والازمات وعدم الاستقرار في عموم البلاد.
وفي نفس الاتجاه وجه رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي، بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق مؤلفة من “قيادة العمليات المشتركة وممثلين من قيادة القوة الجوية وقيادة الدفاع الجوي وهيئة الحشد الشعبي”، وذلك لبيان حقيقة ما حصل في معسكر الشهداء التابع للواء 16 في الحشد الشعبي.

الاذاعة الاسرائيلية ومحاولات تضخيم آلة الحرب الصهيونية
من جهة اخرى اعتبر سياسيون ما نشر في الاعلام الاسرائيلي عن قيام طائرات صهيونية بقصف مواقع الحشد الشعبي غرضه تضخيم قوة الكيان الصهيوني وتفخيم قدراته الجوية وكان رئيس وزراء الكيان الصهيوني قد استعرض عددا من الطائرات المقاتلة “اف 35” زاعما قدرة هذه المقاتلات تنفيذ ضربات جوية في العراق وسوريا وحتى ايران.
وكانت الإذاعة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، قد افادت يوم الأحد، بان تل أبيب قد تكون المسؤولة عن استهداف معسكر للحشد الشعبي في العراق نهاية الأسبوع الماضي.
وادعى مراسل الشؤون العربية في الإذاعة جامي حوجي، في تصريحات صحفية، بتاريخ 21 تموز 2019، أن ’إسرائيل’ قد تكون الطرف الذي شن الهجوم الجوي على مخازن للسلاح وموقع للحشد الشعبي بالقرب من تكريت، موضحا ان “التقرير الذي بثته إحدى وسائل الإعلام والذي يتحدث عن غارات وقعت على معسكر في محافظة صلاح الدين، من الواضح من أسلوب الهجوم أن الجهة التي يمكن لها أن تكون قد نفذت هذا الهجوم هي إسرائيل”.
وأشار المراسل إلى ان “الهجوم المذكور يحمل خصائص الغارات التي شنتها إسرائيل عشرات المرات ضد أهداف إيرانية ومخازن سلاح لحزب الله في سوريا”، على حد قوله.
وأعلنت لجنة التحقيق المركزية المرسلة من هيئة الحشد الشعبي، الأحد، عن نتائج التحقيق بحادثة قصف معسكر الشهداء التابع للهيئة الذي يقع قرب مدينة آمرلي.
وذكر تقرير للجنة ان “التحقيقات التي أُجريت قد أثبتت أن الانفجار لم يكن استهدافاً عسكرياً نتيجة طائرة مسيرة او صاروخ موجه إنما كان مجرد حريق لوقود صلب نتيجة خلل داخلي”.
وأشار إلى أن “الحادث لم يسفر عن وقوع شهداء في صفوف قوات الحشد الشعبي”.

تزامن ملفات التجسس والهجوم على الحشد الشعبي
ان ملف قصف مقرات الحشد الشعبي يتزامن في العراق مع تصاعد ملفات التجسس الاميركية في البلد حيث طالبت لجنة الامن والدفاع النيابية الحكومة العراقية باتخاذ مواقف واضحة وجريئة بخصوص قضية التجسس الاخيرة التي تورطت فيها واشنطن وقال عضو اللجنة كريم عليوي، يوم امس الأحد، أن لجنته خاطبت رئاسة الوزراء، للكشف عن آخر تطورات قضية التسجيل الصوتي المنسوب لقائد عمليات الأنبار، محمود الفلاحي.
وقال عليوي “لم نلمس أية بوادر من قبل لجنة التحقيق المكلفة من رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، والأمن الوطني ووزارة الاتصالات بخصوص حيثيات التحقيق، ولم تخرج نتائج واضحة وجريئة للشعب”.
وأضاف: “ألزمنا رئاسة الوزراء بأن تكون التحقيقات واضحة أمام الشعب العراقي، وأن تدلي بمعلومات كافية، حول الموضوع، وإلى اين وصلت التحقيقات وماهي الاجراءات التي اُتخذت، والنتائج المترتبة على ذلك”.
ملف التجسس الاميركي في العراق قد لاتبدو اوراقه مكشوفة بالكامل لكن استهداف الحشد الشعبي في العراق عسكريا وسياسيا وحتى اقتصاديا من خلال العقوبات التي فرضتها واشنطن على بعض قادة الحشد كلها تؤشر الى وجود قوى وافراد يعملون على نقل المعلومات عن تحركات الحشد الشعبي ويسهلون ضرب مقراته وشخصياته عسكريا واقتصاديا من العقوبات.

سيد طاهر قزويني

المصدر: https://www.alalamtv.net/news/4336606/

Check Also

داعش خراسان

داعش خراسان.. أضعف مما تبدو للعلن

السياسة – شفقنا العربي: منذ العملية الانتحارية التي استهدفت مطار كابول الدولي في أغسطس عام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *