كثف الجيش السوري من إجراءاته الميدانية الرادعة على خطوط التماس مع المجموعات الإرهابية المسلحة في ريف اللاذقية الشمال الشرقي بالقرب من الحدود التركية.
وتركزت الإجراءات على وجه الخصوص، في المناطق الجغرافية المعقدة التي تمتد على طول المنطقة الحدودية مع تركيا، بدءا من بلدة كسب غربا، وحتى تلال “كباني” الاستراتيجية على تخوم مدينة ريف جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي، شرقا.
قال مراسل “سبوتنيك” في اللاذقية إن الجيش السوري اتخذ سلسلة من الإجراءات الميدانية عبر دعم القواعد النارية وتكثيف الكمائن المتقدمة التي أثبتت فعالية كبيرة في إفشال الهجوم الواسع الذي شنّته المجموعات الآسيوية المسلحة عبر الحدود التركية قبل أيام، محاولة السيطرة على تلال استراتيجية ومساحات حدودية قرب (عطيرة) و(الدرة) و(الصراف).
وقال مصدر ميداني لمراسل “سبوتنيك” إن “الإجراءات الجديدة جاءت بعد الهجوم المدعوم تركياً، الذي هدف لإحداث خرق استراتيجي يعيد خلط الأوراق، وهذا ما أظهرته الوقائع، وتمثلت بفتح الحدود التركية وتسهيل دخول قطعان المسلحين الصينيين التركستان والأوزبكستانيين من الإنغماسيين الملثمين الذين سعوا للسيطرة على جبل “زاهي” الحاكم والإستراتيجي بهدف إسقاط بلدة ربيعة التي تعد نقطة ارتكاز في جبهة اللاذقية”.
وأضاف المصدر أن تدعيم القواعد النارية بكافة صنوف الأسلحة، سيسمح للجيش السوري بتغطية المنطقة الواقعة على طول الحدود وبذلك تكون عامل دعم ومساندة للقوات المتقدمة والكمائن التي تلاصق الحدود مع تركيا، كما تطوق مناطق لنتشار المسلحين في مواقع حساسة تلعب تركيا فيها دور المشغل لفصائل متشددة كالحزب التركستاني و”حراس الدين” التي يغلب عليها الصينيين والشيشان والآوزبك.
ورغم ضراوته، لم يفلح الهجوم الكبير المدعوم تركياً في تحقيق أي مكاسب ميدانية لـ “الآسيويين”، رغم إتباعه إستراتيجية المباغته في المكان والزمان لتبقى اليقظة الميدانية للجش السوري عاملاً حاسماً في قلب الموازين التي انتهت بإلحاق سائر فادحة بالمهاجمين.
وينتشر بين ريفي اللاذقية الشمال الشرقي، وإدلب الجنوبي، أعداد كبيرة من المسلحين الصينيين يتبعون لـ”الحزب الإسلامي التركستاني”، إلى جانب مجموعات مسلحة من الجنسية الأوزبكية والشيشانية وتركمانية، يتشاركون جميعا ولائهم التاريخي للقومية التركية العثمانية.
وللمسلحين التركستان والأوزبك ولعائلاتهم مستوطنات وقرى صغيرة يسكنون فيها مكان السكان الذين تم تهجيرهم، بدعم من تركيا التي قدمت لهم تسهيلات كبيرة لإحداث تغييرات ديموغرافية تصب في صالح خططها المستقبلية بتتريك الشمال السوري.