السيد نصر الله: صفقة القرن ستفشل لأن عوامل نجاحها غير متوافرة

قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن صفقة القرن ستفشل لأن عوامل نجاحها غير متوافرة، مؤكداً أن الاستكبار الأميركي هو الذي أنهى صفقة القرن وأطلق رصاصة الرحمة عليها وكل المحاولات التي تجري اليوم هي لانعاشها.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، لفت السيد نصر الله في مقابلة له على شاشة قناة المنار بمناسبة الذكرى الـ13 لعدوان تموز 2006 مساء الجمعة الى ان «الردع القائم هو بين قوة شعبية ودولة تعتبر نفسها قوة عظمى في المنطقة وهذه المعادلة يعترف بها العدو بقادته ومسؤوليه واعلامييه»، واضاف «بحمد الله ان المقاومة اليوم اقوى من اي زمن مضى»، وشدد على انه «جاء  زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم».
قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن المعادلات التي تحققت وأنجزت في حرب تموز 2006 ما زالت قائمة وتم تثبيتها وتابع “لبنان منذ العام 2006 في مأمن وهناك أمن في الجنوب على الحدود وعلى مستوى كل لبنان، لا احد اعطى لبنان هذا الامن انما هو حققه بدماء شهدائه”.
واوضح السيد نصر الله انه «خلال 13 عاما المقاومة تطورت كما ونوعا وهذا ما يسلم به الاسرائيلي ويتحدث به، النمو في القدرة البشرية كان كبيرا جدا فالاعداد تضاعفت بشكل مضاعف وايضا البناء من خلال الميدان لا سيما ما حصل في سوريا، بالاضافة الى القوة الهجومية على مستوى المشاة(القوة البرية) مسلحة على مستوى عال ولديها التجربة والخبرة وتراكم التجربة، بالاضافة الى تطور القوة والقدرة الصاروخية نوعا وكما لاسيما الصواريخ الدقيقة والمسيرات من الطائرات، وايضا في بقية المجالات هناك تطورا على الصعيد المعلوماتي وغيرها من الاسلحة بالاضافة الى اننا نريد ان نترك ونخبئ شيئا للعدو»، واكد ان «العدو اليوم يخشى المقاومة اكثر من اي وقت مضى»، وتابع «قد يكون لدينا او لا، صواريخ لاسقاط الطائرات، هذه من مساحات الغموض البناء بمواجهة العدو».
وقال السيد نصر الله إن «كل ما اقدم عليه الاسرائيلي بعد حرب تموز لترميم الثقة فشل»، وتابع «العدو حصل على اسلحة متطورة من الاميركي واقام الكثير من المناورات وهو خلال عدوان تموز كان لديه الكثير من الامكانات ومع ذلك وصل الى ما وصل اليه»، واضاف «اليوم انصح الاسرائيلي ان لا يعيد ادبيات من قبيل انه سيرجع لبنان الى العصر الحجري، لان فيه استخفاف بلبنان»، واوضح «لنطرح الى اين يمكن ان نعيد او نوصل اسرائيل ومستوطنيه»، وذكر بما سبق ان قاله في العام 2000 في بنت جبيل ان «اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت»، وأكد ان «اليوم لديه قناعة اكثر انها اوهن من بيت العنكبوت».
ولفت السيد نصر الله إلى ان «المقاومة قادرة ان تطال كل المساحة الجغرافية في فلسطين المحتلة، شمال فلسطين تحت مرمى نيراننا لاي فترة زمنية يريدونها»، وتابع «بخصوص الخط الساحلي في الكيان الغاصب من نتانيا الى اشدود(60 الى 70 كلم بعمق 20 كلم) جزء كبير من المستوطنين موجود بهذه المنطقة وفيه الكثير من الاهداف ككل مراكز الدولة الاساسية، وزارة الحرب، مؤسسات اخرى، مطار بن غوريون، مطارات داخلية، تجمعات صناعية وتجارية، بورصة اسرائيل، محطات انتاج وتحويل رئيسية للكهرباء، محطات للمياه والنفط وغيرها من المراكز»، واوضح «نوع من الصواريخ يتكفل بالشمال وبعض الصواريخ الى اماكن اخرى»، وسأل «هل يستطيع الكيان ان يصمد؟»، وتابع «هنا يمكن ان نشاهد العصر الحجري»، وذكر بما سبق ان تحدث عنه من «قدرة المقاومة على استهداف حاويات الامونيا»، وتابع «هنا لا اتحدث عن حرب برية ودخول الى حيفا وشمال فلسطين المحتلة»، واكد ان «هذا الكيان مردوع من الذهاب الى حرب وهو يمتنع من القيام بغارة على لبنان، هو خائف من المقاومة في لبنان وانا ليس لديّ الكلمة المناسبة للتعبير عن المشهد والدمار الهائل هو الحد الادنى للتعبير».
وقال السيد نصر الله إن «هناك الكثير من السيناريوهات الموضوعة الجاهزة للتنفيذ في اي حرب قد تقع»، وتابع «انا استبعد قيام العدو ابتداء بالحرب نتيجة ردع المقاومة، لان العدو يدرك ان النصر السريع لن يتحقق وهو يعرف ما يمكن ان يحل بهم في اي حرب، اي حرب ستضع اسرائيل على خط الزوال»، واضاف «حزب الله لم يكن في يوم من الايام مرتبط بشخص، دماء الشهداء تعطي دفعات كبيرة لهذه المسيرة كدماء السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية والسيد ذوالفقار، فالمقاومة هي مؤسسة حيث ان هناك قيادات ومسؤولين وانا واحد منهم، لكن لكل شخص تأثيره الخاص لذلك ان رهان العدو على اغتيالي لا يمكن ان يصنع له نصرا بل ان الدماء عندنا تعطي الاندفاعة لكل المجاهدين، لكن واجبنا ان لا نقدم صيدا سهلا لعدونا»، وشدد على «يقينه بتحقيق النصر على العدو في اي حرب مقبلة وعلى كل الصعد، ونحضر كل اسباب النجاح خاصة اننا لا نقاتل من اجل الدنيا والسلطة بل نقوم بهذا كله في سبيل الله ورضاه».
وأشار السيد نصر الله الى انه «بحسب المنطق والزمن وليس بعلم الغيب لدينا فرصة كي أصلي انا في القدس، سابقا لم يكن لدينا عرب وانما كان هناك انظمة عربية متخاذلة بالاضافة الى الدعم الاميركي، هذه العناصر تعطي القوة لاسرائيل وليس قوتها الذاتية، لذلك سبق ان طلبنا من العرب ان لا يتأمروا على فلسطين والمقاومة ويتركونا فقط كي نواجه العدو»، واكد ان «كيان العدو غير قابل للبقاء».
ولفت السيد نصر الله الى «اهمية دور الاعلام في كل شيء ولا سيما في الحروب وفي صنع النتائج وليس فقط في نقل الاحداث»، وتابع ان «الاعلام المقاومة تأثيره عال بسبب الاخلاص من قبل العاملين فيه وبسبب المصداقية، ولذلك تم استهداف قناة المنار واذاعة النور والمهم ان هذا الاعلام يجب ان يستمر».
وحول «صفقة القرن»، رأى السيد نصر الله ان «هذه الصفقة ستفشل لان عوامل نجاحها غير متوافرة واهم هذه العناصر هو موضوع القدس على اهمية الملفات الاخرى، قد تجد(في اسوأ الاحتمالات) بعض الفلسطينيين او العرب او المسلمين ممن يجد حلا غير مناسبا للاجئين او السيادة او حتى احياء القدس الشرقية، لكن مسألة القدس والمسجد الاقصى لا احد يقدر ان يقبل بذلك، وهذه نقطة ضعف اساسية في هذه الصفقة»، ولفت الى ان «الاستكبار الاميركي هو الذي انهى صفقة القرن واطلق رصاصة الرحمة عليها وكل المحاولات التي تجري اليوم هي لانعاشها»، وتابع «من العوامل الاساسية لانتهاء صفقة القرن الموقف الفلسطيني الموحد وصمود ايران وهي الداعم شبه الوحيد(في العسكر والدعم اللوجستي) والانتصار في سوريا وفشل المشروع الاميركي الاسرائيلي هناك والانتصار في العراق، بالاضافة الى الصمود والانتصار في اليمن، قوة محور المقاومة وعدم وجود دولة عربية قوية ان تحمل صفقة القرن»، وسأل «من يجرؤ من الملوك والحكام العرب ان يخرج في العلن ليحمل صفقة القرن؟ اي انه لا يوجد رافعة عربية وان كانوا تحت الطاولة يتآمرون على فلسطين».
ولفت السيد نصر الله الى ان «بعض الدول العربية كالاردن قلقلة من صفقة القرن بالاضافة الى الارتباك الاسرائيلي وكل هذه وقائع موجودة ولذلك هذه الصفقة لا افق لها»، وتابع «هناك كلام منقول عن كوشنير الذي قال ان مؤتمر البحرين فشل»، واشار الى ان «موقف السلطة الفلسطيني ضد ضفقة القرن ليس مفاجئا رغم تعرضها للضغوط الهائلة كما كل الفصائل الفلسطينية، وسوف يتعرضون ايضا الى ان ييأس الاميركي بفشل هذه الصفقة»، واضاف ان «موضوع التوطين لا يتعلق بارادة ترامب ولا كوشنير ولا اميركا وانما يرتبط بارادة الدولة المضيفة وبارادة الفلسطينيين انفسهم»، واوضح انه «في لبنان الفلسطينيين يرفضون التوطين وايضا الارادة اللبنانية الجامعة ضد التوطين، كل ذلك يعني ان التوطين لن يمر مع العلم انه لا يجب ان تستمر اوضاع اللاجئين الفلسطينيين المأساوية على نفس الطريقة»، وتابع «هذا الامر ينسحب الى الدول الاخرى»، ورأى ان «الاميركي سيحاول الضغط على لبنان من باب الديون التي ترهق كاهل الدولة ولكن هذا الامر مقدور عليه لان هناك اجماعا لبنانيا على رفض التوطين من اقصى اليمين الى اقصى الشمال الى الوسط خاصة اذا لم يتم اللعب بهذه الارادة اللبنانية من باب التوهين والتخويف»، واكد انه «كما واجهنا بارادة جامعة في لبنان عدوان تموز يمكننا ان نواجه التوطين».
وحول مسألة ترسيم الحدود في البر والبحر مع فلسطين المحتلة، قال السيد نصر الله إن «الاسرائيلي لا يريد ان تكون الامم المتحدة هي الراعي لمسألة المفاوضات حول النفط وترسيم الحدود، بل العدو يريد ان يكون الاميركي هو الراعي»، وتابع «لذلك لبنان يصر على ان تكون الامم المتحدة هي الراعي»، واضاف ان «بعض الخبراء لفتوا الى ان تعبير ترسيم الحدود البرية هو خاطئ لان الحدود البرية مرسمة مسبقا ويبقى ترسيم الحدود في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهذا مع سوريا»، واوضح «يمكن ان يكون هناك كشفا تقنيا للحدود بل ان العدو يحاول خداع اللبنانيين لتبادل اراضي معينة في هذه المنطقة او تلك، هذا غير الموضوع المبدئي»، وأوضح «في البحر لا يوجد ترسيم والرئيس نبيه بري يصر على تلازم بين البر والبحر وهذا له سبب طبيعي بأن ترسيم البحر يبدأ من البر، فإذا كنا مختلفين على هذه النقطة في الناقورة خاصة كيف سنتفق على ترسيم البحر؟»، وتابع ان «اي خلاف في تحديد النقطة بالناقورة ستنعكس على البحر»، ونبه من ان «الاسرائيلي يصر على التهميش المعيب للامم المتحدة ويصر على فصل مسارات الترسيم ولذلك القرار عند الدولة اللبنانية».
وأكد السيد نصر الله ان «لبنان قادر على الاستفادة من ثروته النفطية، هناك حرب ارادات وعندما يقول لبنان ان هذه ارضنا او بحرنا لن يجرؤ العدو على الدخول لان لبنان قوي في هذه المعادلة، ولذلك يمكن البدء بآلية التلزيم»، وتابع «البعض يقول ان الشركات سترفض العمل في هذه المنطقة التي يدعي لبنان انها له، وانا اتعهد ان آتي بشركة لتتلزم هذا الامر وليس شرطا ان تكون ايرانية»، وشدد على ان «الاسرائيلي مردوع وهناك من يراهن على هذا الامر وسيأتي ليعمل في مجال النفط في لبنان»، واوضح ان «الرئيس بري صاحب القضية في هذا الموضوع ولا يحتاج تفويض من حزب الله او غيره».
وبخصوص الملف السوري، أكد السيد نصر الله ان «ما جرى هناك هو انتصار لسوريا وكل محور المقاومة بمقابل الفشل للمحور الآخر»، ولفت الى ان «الدولة السورية تتعافى وهناك بعض الملفات العالقة كشرق الفرات وادلب والحل السياسي وكل يعمل على معالجته بحسب طبيعته وظروفه وانا لا اعتقد ان هناك عودة الى الوراء في سوريا»، وتابع «نحن لا نتبلغ من الروس بل نتعاطى معهم كأصدقاء، فروسيا ليست جزءا من محور المقاومة، بل نحن ننسق مع القيادة السورية وقادة الجبهات هناك، وبالتالي لم يقولوا لنا شيئا في هذا الاطار»، واضاف ان «نحن عندما ذهبنا الى سوريا رفعنا شعار سنكون حيث يجب ان نكون، وهذا الامر تحدده القيادة السورية التي تقدر اننا يمكننا المساعدة هنا او هناك وانا احترم قرارها واستجيب لقرارها»، وأشار الى ان «الوضع في سوريا اليوم الجيش استعاد عافيته بشكل كبير وهو وجد انه اليوم ليس بحاجة الينا ، نحن متواجدون في كل الاماكن التي كنا فيها ما زلنا فيها ولكن لا داعي للتواجد هناك باعداد كبيرة طالما لا ضرورات عملية لذلك».
وقال السيد نصر الله إن «كل التعاطي مع الملف السوري لا علاقة له بالعقوبات او التقشف المالي واذا دعت الحاجة لعودة كل من كان هناك سيعود»، وتابع «لم تحين حتى الآن ساعة الانتصار الحاسم وهذا يعود الى القيادة السورية، الامور ما زالت مفتوحة لمعرفة هل انجز ما ذهبنا من اجله في سوريا»، واضاف «ما يسمعه الايرانيون والسوريون من الروسي انه غير مقتنع حتى الساعة بوجوب او ضرورة خروج حزب الله او المساعدة الايرانية وبقية افرقاء محور المقاومة من سوريا»، ورأى انه «حتى الساعة لا مصلحة لروسيا ان تخرج ايران من سوريا»، واعتبر ان «الروس يحاولون تدوير الزوايا والوصول الى تسوية معينة تمنع مواجهة بين اسرائيل من جهة وحزب الله او ايران من جهة ثانية في سوريا»، وتابع «بعض المسؤولين العرب والفضائيات يعيشون على الاوهام حول العلاقة بين روسيا وايران في سوريا، هناك حالة تنسيق كبيرة بين الروسي والايراني في الموضوع الميداني وايضا السياسي وهناك لقاءات وزيارات متبادلة كثيرة»، واوضح ان «ايران وروسيا اقرب الى بعض من اي وقت مضى، التقارب كبير في الرؤية وان لم يكن هناك تطابقا»، ولفت الى ان «ذلك بفضل سياسات ترامب».
وعن الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا، قال السيد نصر الله إن «الضربات الاسرائيلية هناك لم تختلف عن السابق وليس هناك اي اهداف يعتدي عليها في سوريا بل نتانياهو يحاول تذكير الصهاينة انه ما زال موجودا في المعادلة ويدعي انه تدرج بالاهداف فسابقا كان يقول انه سيمنع وصول السلاح الى لبنان، لكن انا قلت لهم ان هذا السلاح وصل وانتهى، ومن ثم ادعى نتانياهو انه يقصف لاخراج ايران من سوريا»، واكد ان «نتانياهو يخادع شعبه وهو يلعب سياسة حافة الهاوية لان ايران لن تخرج من سوريا فهذه ارادة سوريا والرئيس الاسد وارادة الايرانيين»، وتابع «ما يقوم به العدو في سوريا لن يخدم اهدافه، وان ملك زمام المبادرة هناك ولكن في عمل فوضوي لن يؤدي الى اي نتيجة».
واوضح السيد نصر الله ان «في سوريا هناك قيادة للمعركة وليس حزب الله هو القائد كي يطالب بالرد على الرغم من انه اذا قتل الاسرائيلي اي من شبابنا بسوريا سنرد في لبنان وهذه المعادلة لا تزال سارية ولذلك العدو يحاذر قتل اي من شبابنا حتى ممن يقود وسيلة النقل التي تصف احيانا»، ولفت الى ان «قائد المعركة في سوريا هو القيادة السورية وحتى الآن هي تنظم اولوياتها: واولها مكافحة الارهاب والتنظيمات المسلحة من دون الذهاب الى حرب مفتوحة مع اسرائيل والاكتفاء برد السلاح الجوي الموجود بالاضافة الى ادخال منظومة الـ(اس 300)».
وعن الاوضاع في المنطقة، قال السيد نصر الله «ايران لن تبدأ حربا واستبعد ان تقدم اميركا على حرب على ايران ابتداء والفرضية الثالثة هي التدحرج لكن سيعمل الطرفان بقوة على عدم التدحرج الى حرب»، واضاف ان «الايرانيين ارسلوا رسالة عبر دولة ثالثة في نهار ذلك اليوم اذا قصفتم اي هدف في ايران او لايران نحن سنقصف اهدافا اميركية ولهذا تم ايقاف الضربة»، وتابع «ايران لن تفاوض اميركا مباشرة وهذا موقف كل المسؤولين فيها وهم منفتحون على كل المبادرات بما يحفظ مصالحهم»، وأكد ان «ايران لن تركع نتيجة العقوبات بل هذه العقوبات ستقوي الانتاج الداخلي الايراني»، وسأل «من مصلحة من أن تذهب المنطقة الى حرب مدمرة؟»، واعتبر ان «مسؤوليتنا جميعا في المنطقة العمل لمنع حصول الحرب الاميركية على ايران لأن الكل يجمع أنها مدمرة»، ولفت الى ان «ايران الان منفتحة على أي حوار مع السعودية لكن المشكلة في الطرف الاخر الذي حسم خياراته»، وأشار الى ان «الايرانيين كانوا دائما ينادون بحوار مع السعودي ودائما كانت الاجوبة سلبية والمزيد من التآمر والعدوانية»، وتساءل «هل من مصلحة الامارات أن تحصل حربا مدمرة في الخليج؟  قطعا لن يقبلوا بها»، واوضح «اذا تم تدمير الامارات عند اندلاع الحرب، هل سيكون ذلك في مصلحة حكام الامارات وشعبها؟»، وتابع «هل السعودي له مصلحة في الحرب وهو يعرف أنه لن يستطيع مواجهة ايران»، وشدد على ان «كل دولة ستكون شريكة في الحرب على ايران أو تقدّم ارضها للاعتداء على ايران سوف تدفع الثمن».
وأكد السيد نصر الله «يجب أن تفهم اسرائيل أن أي حرب في المنطقة لن تكون محيدة عنها أبدا»، ولفت الى ان «ايران قادرة على قصف اسرائيل بشراسة وقوة»، وأوضح «عندما تفتح الحرب على ايران يعني فُتحت الحرب في المنطقة كلها»، واشار الى ان «الذي يمنع الاميركي من الذهاب الى حرب هو أن مصالحه في المنطقة كلها معرضة للخطر»، وتابع «عندما يفهم الاميركي ان هذه الحرب يمكن ان تطيح وتزيل اسرائيل يعيد النظر»، واوضح ان «الادارة الاميركية الحالية تسعى حالياً الى فتح قنوات اتصال مع حزب الله».
وحول العدوان على اليمن، قال السيد نصر الله إن «اليمنيين قادرون على قصف أغلب المطارات في السعودية والاهداف المطلوبة في الامارات ولكنهم يتدرجون»، وتابع «نقل عن مسؤولين إماراتيين أن هناك قرارا إماراتيا بالخروج النهائي من اليمن»، وأضاف «نتمنى من السعودي أن يقوم بمراجعة بخصوص اليمن كما فعلت الامارات».
وفي الشأن اللبناني الداخلي، قال السيد نصر الله «نسعى للتهدئة بخصوص تداعيات حادثة قبرشمون ومن الطبيعي أن نقف الى جانب حليفنا الذي أعتدي عليه وما حصل حادث كبير كان يمكن ان يفجر البلد»، واكد ان «ملف حادثة الجبل يجب أن يعالج»، وتابع «مطالبة الامير طلال ارسلان بتحويل أحداث الجبل الى المجلس العدلي هو موقف منصف ومنطقي»، واضاف «ارسلان أخذ قرارا بطلب تحويله للمجلس العدلي وهذا حقه الطبيعي ولكن لا نزايد عليه والقرار عنده»، واوضح «نحن لسنا مع تعطيل الحكومة وما هو قائم ليس تعطيلا»، ورأى ان «قرار تأجيل جلسة مجلس الوزراء كان حكيما».
وعن العلاقة مع الرئيس ميشال عون، قال السيد نصر الله «سبق ان وصفنا الرئيس عون بالجبل وهو كذلك»، وتمنى له «طول العمر والصحة الجيدة واكمال ولايته الرئاسية»، وتابع «من المبكر الحديث عن معركة رئاسة الجمهورية في لبنان»، واضاف «لا مصلحة لأحد بفتح هذا الملف»، ولفت الى ان «العلاقة مع القوات اللبنانية تقتصر على العلاقة بين الوزراء والنواب»، واعتبر ان «النتيجة مرضية لما توصلت اليه لجنة المال والموازنة»، وأكد انه «من المعيب الحديث ان ما اتفق عليه في الحكومة سيتم اقراره في المجلس النيابي بغض النظر عن كل ما قامت به لجنة المال والموازنة»، واوضح ان «ابرز ما يهمنا هو موضوع الـ2 % لانه سيزيد الاعباء على الناس»، وشدد على انه «توجد العديد من البدائل الاخرى وانا ارسلت رسائل لجميع المسؤولين بضرورة عدم تمرير مثل هذه الضريبة ولا يكفي ان نقول لا في المجلس النيابي ومن ثم تمرير هذا الامر بل يجب تحمل المسؤولية».
وعن امكانية الافلاس والانهيار المالي في لبنان، قال السيد نصر الله إن «الخبراء يتحدثون عن هذا الامر وان كنت لا استطيع ان اجزم ولكن يجب المعالجة لتفادي اي انهيار»، وشدد على ان «حزب الله مستمر بهذه المعركة لانها صعبة وطويلة»، ولفت الى انه «من ابزر عناصر محاربة الفساد هو وجود قضاء قوي ونزيه».
وبخصوص العقوبات الاميركية الاخيرة ضد شخصيات من حزب الله، قال السيد نصر الله إن «الادارة الاميركية لا تسأل عن الدولة اللبنانية ومؤسساتها لان هناك نائبين في البرلمان تم وضعهما على لائحة الارهاب»، وسأل «كيف تحترم اميركا لبنان وتفرض مثل هذه العقوبات التي تسيء للبنان ولمجلس النواب؟»، وتابع ان «لا جديد غير ذلك في هذه المعركة، فالعقوبات الاميركية هي وسام شرف لنا وعلى صدورنا بأن تضعنا واشنطن على لوائحها لما يسمى الارهاب»، واضاف «نحن بالنسبة الينا هي معركة بيننا وبينهم وبالنسبة للاخوة لا اموال لديهم في البنوك وهي جزء من الحرب القائمة».
ولفت السيد نصر الله الى ان «البعض راح يحلل ان الامر يتعلق بالحرب على سوريا والعدوان على اليمن، بينما نحن نستهدف بسبب اسرائيل وحربنا ضدها ولاننا دافعنا عن لبنان وحررنا ارضنا وردعنا العدو»، وقال إن «العدو غير قادر على الذهاب الى الحرب فيذهب باتجاه التحريض وتشويه صورتنا»، وتابع «بخصوص مواقف المسؤولين اللبنانيين لا نريد ان نحمل او نطالب احد بشيء ونشكر كل من اخذ موقفا طيبا ومتضامنا ولكن نحن لا نضيف اي عبء على احد»، واوضح ان «على الدولة والمسؤولين عليها ان تضع ما جرى وتدرس موقفها بحسب مسؤوليتها ولكن نحن لا نطلب»، وشدد على ان «حزب الله شريحة هامة في البلد والحكومة اللبنانية سبق ان قالت للامريكيين ان هؤلاء شريحة لا يمكن تجاهلها».
وقال السيد نصر الله «نحن اليوم لا نريد ان نحرج المصارف اللبنانية ونعمل على ترتيب امورنا ويهمنا ان يبقى هذا القطاع المصرفي صامدا وليكون كذلك يجب ان يقفوا على ارجلهم كرجال»، وتابع «بعض اللبنانيين يتحدث ان بعض حلفائنا سيوضعوا على لوائح العقوبات الاميركية بينما الاميركيين لم يتحدثوا بذلك»، ودعا «القضاء للبحث في هذا الامر باعتبار انه خيانة ولانه قد يسبب الاضرار للحلفاء»، واكد ان «مثل هذا الامر يطرح مسألة قوة لبنان كبلد، هذه القوة موجودة لدى جهة لبنانية تدافع عن كل الوطن، فهل يتخلى لبنان عن قوته ام لا؟»، واضاف «صناديق التبرعات للمقاومة موجودة في لبنان منذ عشرات السنين وهي تكتيك ليس بجديد»، ولفت الى ان «العقوبات بشكل عام مؤثرة ومزعجة ولكن يجب عدم الاستسلام والقبول بالذل والهوان ويجب اتخاذ التدابير المناسبة ونعمل على تقطيع هذه المرحلة».
ولفت السيد نصر الله الى ان «البعض من اللبنانيين قال للاميركيين ان من يؤيد حزب الله يقوم بذلك لانه يدفع لهم المال فاذا ما قطعت عنهم المال سيتركونه، لكن مصدر قوة حزب الله ليس دفع المال وانما الانتماء والبعد الاخلاقي والعقائدي وانا سبق ان تحدثت عن الكثير من نماذج عوائل الشهداء والجرحى والمجاهدين الذين يقدمون التضحيات الجسام»، واكد «فليفعلوا ما يريدون سنزداد قوة وثباتا»، وتابع «الدولة اللبنانية أهينت فليدافعوا عنها».

المصدر: موقع المنار

Check Also

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *