كشف موقع “تاكتيكال ريبورت” الإستخباري والمتخصص في تقديم المعلومات الاستخباراتية حول الشرق الاوسط، بأن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في صدد إصدار عفو عام عن جميع الامراء المنفيين في الخارج مقابل وقف أنشطتهم ضد ابنه ولي العهد.
وقال موقع “تاكتيكال ريبورت” في تقرير له إن العفو المزمع إصداره هذا العام يستهدف الأمراء الذي فضلوا المنفى الاختياري بالخارج؛ للتعبير عن معارضتهم أو عدم رضاهم عن ابنه ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”.
وأوضح الموقع أن خطوة الملك “سلمان”، تأتي في سياق اعتزامه وضع نهاية لهذه القضية هذا العام، وإعادة أفراد العائلة لتحقيق المصالحة والالتفاف حوله.
وذكر الموقع أن الملك السعودي يتوقع في المقابل جراء تلك الخطوة، أن يعود أفراد العائلة المنفيون اختياريا إلي المملكة وأن يوقفوا أي نوع من الأنشطة ضد ابنه وولي عهده “محمد” الذي تشوهت صورته داخليا وخارجيا بعد مقتل الصحفي “جمال خاشقجي” داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
وكشف الموقع بأن هذه الخطوة وغيرها من قبل السلطات السعودية تأتي استجابة بشكل كامل لقائمة المطالب الأميركية التي نقلها وزير الخارجية “مايك بومبيو” وصهر “ترامب”، “جاريد كوشنر”، لولي العهد، بعد مقتل “خاشقجي”.
وتضمنت قائمة المطالب التي كشفها “تاكتيكال ريبورت” فى نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي ، قيام السعودية بإصدار عفو عام عن جميع المعارضين السعوديين المقيمين في الخارج، وإقالة جميع المسؤولين الذين تورطوا في أنشطة أمنية ضد المعارضين السعوديين خارج حدود المملكة، وهذه الخطوة تمت بالفعل بإقالة المستشار بالديوان الملكي “سعود القحطاني” ونائب رئيس المخابرات السعودية اللواء “أحمد عسيري”.
كما طلبت واشنطن من الرياض أيضا منح المزيد من الأدوار لأمراء الجيل الثاني والثالث للمشاركة في الحكم والسلطة، وتجسدت هذه الخطوة فى الأوامر الملكية التي صدرت مؤخرا وشهدت تعيين عدد شباب الأسرة الحاكمة فى مناصب وزارية وأمراء لمناطق وهيئات.
وشملت المطالب أيضا التزام السعودية بإبلاغ الأجهزة الأمنية الأمريكية مقدما حول أي نشاط للدبلوماسيين السعوديين في الولايات المتحدة وإطلاعهم على تطورات هذه الأنشطة أولا بأول.
وأثارت جريمة قتل “خاشقجي” في قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، غضبا عالميا ومطالبات مستمرة بالكشف عن مكان الجثة، ومن أمر بقتله. وبعدما قدمت تفسيرات متضاربة، أعلنت الرياض أنه تم تقطيع جثة “خاشقجي”، إثر فشل “مفاوضات لإقناعه” بالعودة إلى المملكة. وأعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، مؤخرا، أنها توصلت إلى أن “قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من محمد بن سلمان”. لكن “ترامب” المرتبط بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة، وتعهد بأن يظل “شريكا راسخا” للسعودية.