تداول ناشطون صورا صادمة لمعتقلين يمنيين في سجون تابعة للقوات الإماراتية بعدن، أثارت ضجة واسعة بمواقع التواصل الاجتماعي.
الصور التي نشرها مراسل “الجزيرة” سمير النمري أظهرت عشرات السجناء في سجن “بئر أحمد” بمدينة عدن جنوبي اليمن التابع للقوات الاماراتية، قاموا بتخييط أفواههم ويواصلون إضرابهم عن الطعام.
وأوضح “النمري” في تغريدته: أن ذلك يأتي احتجاجا منهم على ممارسات التعذيب الوحشية التي تقوم بها تلك القوات.
وكشف عن سبب سجنهم أنه “تم اختطافهم بناء على توجهاتهم السياسية التي تعارض سياسة الامارات في اليمن.”
ومايزيد الالم والمعاناة لدى هؤلاء الاشخاص انهم كانوا متعاونين مع تحالف العدوان السعودي قبل اعتقالهم.
وقبل مدة كشفت شهادات سجناء معتقلين بنفس هذا السجن الخاضع لسيطرة الإمارات، عن تعرضهم لعمليات تعذيب بشعة وممنهجة وفق جدول زمني محدد، بالإضافة إلى استخدام العنف الجنسي كأداة أساسية لإلحاق العقوبة بهم لاستخلاص “الاعترافات”.
وبحسب الشهادات التي رصدتها وكالة “الأسوشييتد برس” على لسان المعتقلين حينها، فإن “القائمين على عمليات التعذيب كانوا يتبعون جدولا زمنيا محددا: الضرب أيام السبت، التعذيب أيام الآحاد، والإثنين استراحة. في الأيام الثلاثة الأخرى تعاد الكرة ذاتها. في أيام الجمع يحين وقت الحبس الانفرادي”.
وروى سجين يمني احتجز دون تهم سبل التعذيب والاعتداء الجنسي من خلال رسوماته التي هربت إلى “الأسوشييتد برس” من سجن بير أحمد في مدينة عدن جنوبي البلاد، وتقدّم لمحة قاتمة لعالم خفي من انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة يرتكبها ضباط إماراتيون بمنأى عن المحاسبة والعقاب.
وأوضح السجين وستة معتقلين آخرين لوكالة “أسوشييتد برس”، أن العنف الجنسي هو الأداة الأساسية في إلحاق العقوبة بالمعتقلين لاستخلاص “الاعترافات”.
وتظهر التخطيطات التي رسمت على ألواح من البلاستيك رجلا عاريا معلقا من أغلاله أثناء تعرضه لصدمات كهربائية، ونزيل آخر على الأرض محاط بكلاب تزمجر فيما يقوم عدة أشخاص بركله، وتخطيطات لعملية اغتصاب.
وقال السجين مختصرا نحو عامين من الاحتجاز الذي بدأ العام الماضي بعد أن تحدث ضد الإماراتيين علنًا: “أسوأ ما في الأمر هو أنني كنت أتمنى الموت كل يوم ولا أستطيع أن أجده”.
وكشف التحقيق الذي أجرته وكالة “أسوشييتد برس” عن السجون السرية في دولة الإمارات العربية المتحدة والتعذيب على نطاق واسع، ومنذ ذلك الحين حددت الوكالة ما لا يقل عن خمسة سجون تستخدم فيها قوات الأمن التعذيب الجنسي لقمع السجناء وإخضاعهم.