كيف صفع الحشد الشعبي امريكا بصفعة ثانية؟

بالتأكيد ان امريكا واذرعها في العراق والمنطقة لن تتوقف من محاولاتها اشعال العراق ، واحاكة الازمات فيه ان كانت امنية او سياسية ، ولن تكف عن محاولاتها باثارة الفتن فيه.
لا حاجة للحديث عن الجرائم الذي ارتكبه التحالف الامريكي الدولي بالعراق، ولا حاجة للحديث عن تورط هذا التحالف مع عصابات داعش الارهابية ودوره في احتلال مناطق واسعة من العراق من قبل هذه العصابات، لكن هناك حاجة جوهرية بالحديث عن مستقبل هذه القوات ومستقبل مخططاتها المستمرة التي لن تقف امام هذه الحد.

فالمعلومات الجديدة التي تم فضحها، اشارت الى ان امريكا تحاول صنع ارضية غصبة لعصابات داعش شبيهة بالارضية التي صنعتها لها ابان احتلالها للموصل في حزيران عام 2014.

الا ان هذا السيناريو الامريكي تم القضاء عليه بسواعد ابناء الحشد الشعبي البطل الذي سارع الى تأمين الحدود العراقية – السورية، التي خطط لها ان تشهد توافد الدواعش عبرها الى الاراضي العراقية.

ان الانتصار الكبير الذي حققته القوات الامنية العراقية بمختلف صنوفها وقوات الحشد الشعبي البطلة، اعطت دافع قوي للعراق بضرورة اخراج هذه القوات من كل الاراضي العراقية، وهذا الدافع اتى من خبرة طويلة عاشتها هذه القوات مع التحالف الامريكي الذي كان الطرف الابرز في دعم عصابات داعش في العراق اضافة الى الدعم الخليجي لهذه العصابات.

وارتفعت مطالبات وتم جمع تواقيع من قبل نواب في مجلس النواب العراقي الجديد تطالب باصدار قانون لاخراج كافة القوات الاجنبية من العراق.

الا ان هذه المطالبات انطلقت منها تخوفات من النواب المطالبين بهذا القوانين، من استعمال امريكا لنفوذها على بعض القيادات والنواب التي تربطها بهم علاقات قوية من اجل عرقلة هذا القانون.

الا ان هذه المطالبات ارتفعت بشكل لافت بعد ورود معلومات وممارسات امريكية تم كشفها بانها تنوي اعادة ادخال الارهابيين من سورية الى العراق، لاسيما بعد ان ازالت امريكا كامرات المراقبة من على الحدود العراقية-السورية.

هذه الممارسات دفعت الحشد الشعبي الى المسارعة صوب الحدود وتأمينها ، قبل ان تواجه معارك ومحاولات من قبل الدواعش على الدخول الى العراق والشروع بعمليات ارهابية فيه.

ومن جملة الممارسات الامريكية المشبوهة هي اطلاق القوات الأمريكية منطادا هوائيا قرب الشريط الحدودي مع سوريا وأجهزة اتصال واستشعار لتأمين مسافة كبيرة وباستطاعة المشرفين عليه تزويد القوات الأمريكية في مناطق صحراء قضاء الرطبة بالمعلومات”.

الا ان هذا المنطاد لم يدم طويلا، بعد ان قررت القوات الأمريكية انزاله في منطقة دور السكك في قضاء القائم غرب الأنبار بالقرب من الشريط الحدودي مع سوريا ، وبالتزامن من التحركات المشبوهة للارهابيين بالقرب من الحدود العراقية السورية.

هذه الممارسات الامريكية كلها تشير الى انها تحاول اعادة اشعال البلد من خلال اذرعها الداعشية، ان كانت على مستوى المرتزقة الذين يحاولون العبور عبر الحدود السورية، او من خلال الدول الداعمة لمشروعها.

لكن قوات الحشد الشعبي عندما قام بتأمين الحدود ومنع الارهابيين من التسلل الى العراق، يعني انه وجه صفعة قوية اخرى للقوات الامريكية، بشكل شبيه للصفعة التي وجهها عندما طرد عصابات داعش من المدن العراقية، واعلن انهاء مخططها التخريبي في العراق.

وعلى هذا السياق رأى المحلل كاظم الحاج ، ان القوات الامنية والحشد الشعبي قادرة على تأمين المناطق التي تشهد توترا امنيا،مبينا ان القوات الامريكية تحاول زعزة الوضع الامني على الحدود العراقية السورية .

واضاف ان ” القوات الامريكية فبركت بعض الامور منها تقدم عصابات داعش الارهابية الى الحدود العراقية وغيرها بهدف الضغط على الحكومة العراقية لابقائها على اراضيها “.
واوضح الحاج ان ” اغلب الكتل السياسية داخل البرلمان رافضة بشكل قطعي تواجد القوات الامريكية على الاراضي العراقية ،مشيرا الى ان محافظة كركوك هي المنطقة الوحيدة التي لتم تستقر بعد تحريرها من ارهابيي داعش بسبب التواجد الامريكي “.

محمود المفرجي الحسيني/الغدير

Check Also

داعش خراسان

داعش خراسان.. أضعف مما تبدو للعلن

السياسة – شفقنا العربي: منذ العملية الانتحارية التي استهدفت مطار كابول الدولي في أغسطس عام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *