تنكشف كل يوم أوجه التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية، والعناصر الإرهابية في سوريا والعراق، رغم مزاعم واشنطن أنها تحارب تنظيم “داعش” الوهابي، إلا أن الحقيقة تتمثل في أن أمريكا تعدّ الداعم الأول لتلك المجموعات الإرهابية.
هناك شواهد ميدانية عديدة تفضح العلاقة الوثيقة التي تربط بين الولايات المتحدة والجماعات الارهابية المسلحة في كل من سوريا والعراق، ومنها وجود الارهابيين في المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمريكية، بالاضافة الى الانباء المتواترة التي تكشف بين الحين والآخر، الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه القوات الامريكية الى عناصر “داعش” في مناطق تواجدهم أو نقلهم إلى أماكن آمنة.
مروحيات “التحالف” تنقل “دواعش” من ريف دير الزور
وكالة “سانا” السورية الرسمية للانباء، نقلت اليوم الاحد عن مصادر أهلية وإعلامية متطابقة أن طائرات تابعة لما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة نفذت أمس عملية إنزال جوي نقلت خلالها عددا من مسلحي جماعة “داعش” من جنسيات مختلفة قرب بلدة الشعفة في الجيب الذي ينتشر فيه عناصر هذه الجماعة الارهابية في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
كما نفذ “التحالف” قبل عدة أيام عملية إنزال جوي عند أطراف قرية المراشدة في الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة دير الزور نقل خلالها إرهابيين من “داعش” في المنطقة.
ليست المرة الاولى
وتزعم واشنطن التي تقود “التحالف الدولي” أنها تحارب جماعة “داعش” الوهابية في الوقت الذي تنقل قيادييها عبر طائراتها من المعارك لإنقاذهم من الموت، وسبق لها أن قامت بنقل العديد من إرهابييها في المنطقة الشرقية لسوريا خلال عمليات الجيش السوري ضد الإرهاب إضافة إلى دعم هذه الجماعة بشتى الوسائل سواء عبر استهداف نقاط الجيش كما حصل في جبل الثردة بدير الزور في أيلول عام 2016 أو عبر تزويده بالمعلومات الاستخباراتية لشن هجمات على الجيش في البادية.
وفي شهر سبتمبر/ ايلول الماضي قالت مصادر عسكرية روسية إن مروحيات تابعة لسلاح الجو الأمريكي، أجلت قرابة 20 قياديا ميدانيا في جماعة “داعش” الوهابية من محافظة دير الزور شرقي سوريا لاستخدامهم في مناطق أخرى، مشيرة الى ان العملية جرت في شهر آب/ أغسطس الذي سبقه.
وفي آيار/ مايو الماضي ذكرت مصادر روسية أن المروحيات الأمريكية أجلت قيادات ميدانية من “داعش”، وبعض المقاتلين الأوروبيين المرتزقة من دير الزور.
مصادر عسكرية ميدانية في سوريا تؤكد ان اسرى “داعش” يتحدثون خلال عمليات الاستجواب عن حالات متعددة للدعم الذي تقدمه استخبارات الولايات المتحدة للقياديين الميدانيين للتنظيمات الإرهابية، منذ فترة ولاية الإدارة الأمريكية السابقة وحتى الوقت الراهن.
كذلك تم رصد عمليات مشابهة لإجلاء عناصر “داعش” في محافظة الرقة خلال شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز الماضيين.
واتهمت الحكومة السورية مرارا “التحالف الدولي” بنقل مسلحي التنظيم إلى أماكن آمنة، من أجل حمايتهم من نيران القوات السورية. وتنفي قيادة التحالف تقارير إعلامية بهذا الشأن.
ولا یقتصر الدعم الامریكي لجماعة “داعش” الارھابیة على الامور اللوجستیة والمعلوماتیة، بل یتعدى ذلك في بعض الاحیان الى الاسناد الناري، وھذا ما حصل بالفعل على الحدود السوریة العراقیة وتحدیداً في بلدة الھری جنوب شرق البوکمال في ریف دیر الزور، حیث قصفت الطائرات الامریکیة مواقع للجیش السوري والحلفاء في 17 يونيو/ حزيران 2018، ما أدى الى ارتقاء عدد من الشھداء واصابة آخرین بجراح.
وكانت خلال السنوات الاخیرة وضمن العملیات العسکریة لمکافحة الارھاب، وانھاء تواجد “داعش” على طول الحدود السوریة العراقیة، قصفت قوات الاحتلال الامریکي المتواجدة في قاعدة التنف، اکثر من مرة، القوات التي تواجه الارھابیین وتحدیدا بالقرب من الحدود العراقیة السوریة.
نقل “دواعش” من سوريا والعراق الى دول اخرى
وأكد قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، في 30 كانون الثاني/ يناير الماضي ان امريكا نقلت دواعش الى افغانستان بهدف تبرير وجودها في هذا البلد، مشيرا الى أن الأيادي التي أوجدت “داعش” هي التي صنعت منها أداة للظلم والجريمة ضد المواطنين في سوريا والعراق، وأن الهزائم الأخيرة التي مني بها الإرهاب في سوريا والعراق جعلت امريكا تعمد على نقل “داعش” إلى أفغانستان.
وفي ايلول/ سبتمبر الماضي قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن أميركا تعمل على نقل “داعش” بالطوافات إلى افغانستان ومصر والجزائر وليبيا واليمن.
وفي العراق اكدت القوات العراقية المشتركة مرارا، خلال العمليات العسكرية التي كانت تخوضها لتحرير الاراضي العراقية من براثن هذه الجماعة الارهابية، أكدت ان القوات الامريكية كانت ترمي من الجو مساعدات الى عناصر “داعش”، وكذلك نقلهم من مناطق الى اخرى وانقاذهم من مقتل اكيد على يد القوات العراقية.
كذلك فإن القوات الامريكية والاسرائيلية قصفت اكثر من مرة مواقع قوات الحشد الشعبي القريبة من مناطق سيطرة الدواعش.
وهناك أحاديث وأدلة كثيرة لوقائع الدعم الأمريكي لـ”داعش” وقياداته، وهذا متفق عليه في العراق وسوريا وغيرهما، مما يدل على صحة ما تناقلته الوكالات ايضا من تصريحات لمسؤولين امريكان، كوزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلنتون، وحتى الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، له تصريحات في حملته الانتخابية تشير إلى هذا الدعم والإسناد والاستثمار.
وما سبق هو مجرد قليل من كثير ينتهى إلى القول بأن الولايات المتحدة لديها خيوط اتصال عميقة مع هذا التنظيم الإرهابي، وتوظفه لأهداف أمريكية بحتة، وهي التي تتغنى بمحاربة الارهاب وتتذرع به لإحتلال دول واقامة قواعد وبيع اسلحة وقتل مدنيين.
ما نتج من احتلال “داعش” لمناطق في سوريا والعراق، وكذلك طرده منها، هو استشهاد المئات بل الآلاف من المدنيين والابرياء، ناهيك عن تدمير البنى التحتية والخسائر المادية والمعنوية، وتأخر هذين البلدين عن ركب التطور والازدهار. وبربط هذا بالولايات المتحدة، فإنها ستكون هي المتسبب الاول والأخير بكل هذه الخسائر.. والنتيجة، تغطية على جرائمها.. كالعادة.