صوّت البرلمان الكندي بالإجماع على مشروع قانون يصنّف جرائم طاولت مسلمي أقلية الروهنغيا في ميانمار بأنها «إبادة»، فيما حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حكومة البلاد على إصدار عفو عن صحافيَين من وكالة «رويترز»، وإطلاقهما في أسرع وقت.
صادق القرار الذي أقرّه البرلمان الكندي، على تقرير أعدّه محققون تابعون للأمم المتحدة، سلّط الضوء على «جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها قوات الأمن في ميانمار، طاولت الروهنغيا وأقليات إثنية أخرى». واعتبر أنها «إبادة»، داعياً مجلس الأمن الى «إحالة الملف على المحكمة الجنائية الدولية» وإلى التحقيق حول دور مسؤولين بارزين في القيادة العسكرية في ميانمار، وملاحقتهم بتهمة ارتكاب «جريمة إبادة».
واعتبرت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند أن «الجرائم ضد الروهنغيا مأسوية ومروّعة»، وتابعت: «نبذل جهوداً دولية لإحقاق العدالة من أجل الروهنغيا. ومشروع القانون مرحلة مهمة في هذا الاتجاه». وكانت أوتاوا تعهدت في أيار (مايو) الماضي، تقديم مساعدة إضافية للروهنغيا قيمتها 200 مليون يورو، على ثلاث سنوات، من أجل تحسين ظروف معيشتهم في مخيماتهم في بنغلادش، ومساعدة أقليات إثنية أخرى في ميانمار.
إلى ذلك، دعا غوتيريش ميانمار إلى العفو عن الصحافيَين وا لون وكياو سوي أو، قائلاً: «ليس مقبولاً سجن صحافيَين من رويترز نتيجة ما كانا يفعلانه. الأمر الراسخ في قناعتي، هو وجوب ألا يحدث ذلك. أتمنّى أن تتمكّن الحكومة من إصدار عفو وإطلاقهما في أسرع وقت».
ودين لون وسوي أو بانتهاك قانون الأسرار الرسمية، الذي يعود إلى حقبة الاستعمار البريطاني، بعد تحقيق أعدّاه عن ارتكاب جيش ميانمار مجزرة في ولاية أراكان، في أيلول (سبتمبر) 2017، علماً أنهما محتجزان منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
بريطانيا تسعى لتشكيل محكمة دولية بشأن “أعمال وحشية” ضد مسلمي الروهنغيا
تعد الحكومة البريطانية خطة لمحاكمة قادة عسكريين في ميانمار، الذين تتهمهم الأمم المتحدة بارتكاب “جرائم إبادة جماعية”، ضد أقلية الروهنغيا المسلمة.
وقالت هيئة “بي بي سي”، إنها علمت أن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، يسعى من أجل تشكيل محكمة دولية، لكي يمثل هؤلاء القادة أمامها، ومن المتوقع أن يعمل على حشد دعم دولي لهذه الخطة، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة قد أطلق اتهامات، بارتكاب جرائم اغتصاب جماعي واعتداء على الأطفال، وعمليات قتل جماعي وتدمير قرى بالكامل، وبعض هذه الأعمال الوحشية نفذت ضد الروهنغيا.
الأزهر يتضامن مع الروهنغيا في ذكرى اليوم العالمي للسلام
وأعرب الأزهر الشريف عن تضامنه مع المسلمين الروهنغيا مستذكرا معاناة وآلام مئات الآلاف اللاجئين في مخيمات بائسة في بنغلادش.
وقال الأزهر في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للسلام :” يستذكر الأزهر في هذا اليوم ما يقاسيه الروهنغيا الفارون بأنفسهم وأولادهم عبر البحار بحثا عن ملاذ آمن بعدما دمرت الحروب والصراعات أوطانهم وحرمتهم الأمن والاستقرار”.
وتمنى الأزهر وإمامه الأكبر عن أمله في أن يشكل هذا اليوم والذي يوافق الحادي والعشرين من سبتمبر من كل عام فرصة كي يقف العقلاء وصناع القرار في العالم أمام ضمائرهم، وينهضوا بمسئولياتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه معاناة وآلام ضحايا الحروب والصراعات.
وأكد الأزهر أنه يسعى دائمًا خلال السنوات الأخيرة بكل ما يملك من إمكانات وبما لديه من تأثير واحترام لدى الشعوب الإسلامية والكثيرين عبر العالم إلى نشر وتعزيز ثقافة السلام والحوار بين أتباع مختلف الديانات والحضارات.
المصدر: وكالة أنباء أراكان