حظرت قرية تطبيق العادات الإسلامية في الهند والتي تشمل إطلاق اللِّحى أو الصلاة في الأماكن العامة أو منح الأطفال أسماء إسلامية.
وذكر تقرير لصحيفة Telegraph البريطانية، أن مجلس الشيوخ، أو ما يُطلَق عليه الـ»بانشيات»، في قرية تيتولي بولاية هاريانا، أصدر هذا المرسوم على خلفية مقتل بقرة على يد صبي مسلم حسبما زُعَم، في حين مُنِعَ الشاب من دخول القرية مدى الحياة.
العادات الإسلامية في الهند ممنوعة
صدر المرسوم من مجلس القرية، التي تهيمن عليها الديانة الهندوسية، يوم الأربعاء 19 سبتمبر/أيلول 2018، إلى جانب حظر أداء السكان المسلمين، البالغ عددهم نحو 800 نسمة، الصلوات خارج منازلهم.
وهاجَمَ حشدٌ من الناس منزل عائلة مسلمة بالقرية في شهر أغسطس/آب 2018، متهمين إياها بقتل البقرة. في حين اعتُقِلَ اثنان من أفرادها بموجب قانون حظر ذبح البقر الذي صدر عام 1955. لكن، لم يكن من الواضح كيف قُتِلَت البقرة أو سبب قتلها.
مع ذلك، قال مُشرِّعو القانون في الولاية، الواقعة شمال الهند، إنهم سينظرون في مسألة منع العادات الإسلامية في الهند ، رغم أن الجالية المسلمة في تيتولي أبدت احتراماً للمرسوم.
وقال راكيش كومار، القاضي في محكمة فرعية بمدينة روهتاك، لصحيفة Hindu الهندية: «إن ذلك المرسوم منافٍ للدستور، وسأتحدَّث إلى زعيم القرية في هذا الصدد».
وقال راجبير، زعيم محلي مسلم، إن الجالية قبِلت قرارات المجلس القبلي؛ للحفاظ على مناخ الوئام؛ ونظراً أيضاً إلى عدم تشدُّدهم في الدين بأيِّ شكلٍ كان.
ومجبَرون على حمل أسماء هندية
وأضاف راجبير، الذي لم يفصح إلا عن اسمه الأول فقط، قائلاً: «نحن نحتفظ بالأسماء الهندية منذ تقسيم الهند، ولم نعد نرتدي العمامات أو نطلق لحانا. ونظراً إلى عدم وجود أي مسجد في القرية، فنحن نسافر مسافة تُقدَّر من 8 إلى 10 كيلومترات حتى مدينة روهتاك؛ لأداء صلاة الجمعة وغيرها من الصلوات في المناسبات».
وقال رئيس رابطة السكان، سوريش نام باردار، المشارك في الاجتماع، إن أفراد الجاليات والطوائف الدينية كافة كانوا حاضرين.
وأضاف: «بعيداً عن القرارات التي اتُّخِذَت بشأن الصلاة والشاب، الذي وَرَدَ باسم (يمين)، قرَّر المجلس أيضاً الاستيلاء على قطعة أرض في وسط القرية كانت مُخصَّصة لمقابر المسلمين، ومنحهم مساحةً أخرى خارج القرية لدفن موتاهم».
غير أن المجلس القبلي لم يُصدِر أيَّ أحكامٍ بخصوص الممارسات الإسلامية مثل الزكاة والصيام خلال شهر رمضان.
والسبب في كل ذلك سكان القرية الجدد
وزَعَمَ سوريش أن الهندوس عاشوا مع المسلمين في وئامٍ بالقرية عدة أجيال، وألقى باللوم في تعكير صفو السلام، على «السكان الجدد المنحدرين من ولاية أتر برديش».
وأدان تحالفٌ علماني يُدعَى «إيكتا مانش» قرارات المجلس. وقال شاه زاد خان، رئيس التحالف، إن تلك القرارات مخالفةٌ للدستور، وإن المسلمين أُجبِروا على قبول مصيرهم خشية التعرُّض لأعمالٍ انتقامية.
وقال نائب مُفوَّض الشرطة في المقاطعة، ياش غارغ، إنه ما من تقاريرٍ وَرَدَت عن أيِّ توتُّرٍ طائفي أو ضغينة بين أفراد أي من الجاليات المقيمة في القرية.
وأضاف في حديثه عن ذلك: «حتى وإن كان مجلس الشيوخ أقرَّ بأيٍّ من تلك المراسم المخالفة للدستور، فسننظر في المسألة ونتخذ الإجراء اللازم».
*هاف بوست