وهذا الاستقرار ناشئ من حالة الاطمئنان المنبعثة من التطلع إلى مستقبل مشرق ترتسم صورته في ذهنية المنتظِر من خلال فلسفة الانتظار التي يدين بها إلى الله تعالى، فحالات الإحباط الناشئة من ظروف سياسية تحيط بأتباع أهل البيت عليهم السلام لم تعد ذات أثر على مستقبل وجودهم بل وحتى على ما يتطلع إليه هؤلاء الاتباع من بناء هيكلتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كذلك.
إنّ أهمّ ما يميز أتباع أهل البيت عليهم السلام المتطلعين لانتظار اليوم الموعود هو حالة الاستقرار النفسي والذي يميزهم عن غيرهم.
وهذا الاستقرار ناشئ من حالة الاطمئنان المنبعثة من التطلع إلى مستقبل مشرق ترتسم صورته في ذهنية المنتظِر من خلال فلسفة الانتظار التي يدين بها إلى الله تعالى، فحالات الإحباط الناشئة من ظروف سياسية تحيط بأتباع أهل البيت عليهم السلام لم تعد ذات أثر على مستقبل وجودهم بل وحتى على ما يتطلع إليه هؤلاء الاتباع من بناء هيكلتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كذلك.
وهذا راجع إلى ما تحمله فلسفة الانتظار من آمال تعقدها النفسية الشيعية على قيام دولة الإمام المنتظر.
فعلى المستوى الفردي يشعر الفرد وهو يعيش حالة الانتظار بالأمل الكبير في تحقيق أهدافه تحت ظل الدولة المهدوية المباركة،والاحباطات النفسية لا يمكن للفرد أن يتفاداها بما يعــقده مــن آمال علــى تلك الدولة القادمة التي تبسط العــدل والسلام في ربوع هذه الأرض المقهورة، فاذا لم يتحقق هدفه عاجلاً فان مستقبله في الآجل سينجزه ذلك الامام الموعود، وبذلك فان هذا الفرد سيكون في حالة أمل دائم وترقب متفائل يصنع من خلاله غده السعيد.
وبذلك فان الاستقرار النفسي الذي يعيشه المنتظر هو إحدى خصوصياته، وهذا الاستقرار سيكون سبباً في الابداع والتكامل الذاتي.
اما على المستوى الجماعي فان جماعة الانتظار تطمح الى تحقيق برامجها في ضوء الآمال المعقودة على ترقب الدولة المهدوية، وهذه الجماعة تستشعر معايشة قائدها معها في كل الاحوال.