لقي كتاب “السيطرة العدوانية.. كيف يعيق الإسلام التقدم ويهدد المجتمع؟” الذي صدر مؤخرا بألمانيا رواجا واسعا كما أثار جدلا كبيرا بسبب ما احتواه من افتراءات وأكاذيب، حسب إحدى الصحف الفرنسية.
مراسلة ليبراسيون بالعاصمة برلين جوهانا ليسن افتتحت تقريرها بعنوان الصحيفة الألمانية زود دويتشه تسايتونغ حول الكتاب الجديد بأن “حاجة ألمانيا الماسة لهذا الكتاب لا يضاهيها سوى حاجتها لتفشي وباء إيبولا”.
وعنونت الصحيفة بـ “في ألمانيا، كتاب مناهض للإسلام ومليء بالأخطاء يتصدر المبيعات” وقد أشارت ليسن بهذا التقرير إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها الكاتب اليميني المتطرف تيلو سارازين جدلا حول كتاباته، إذ كتب عام 2010 “ألمانيا تختفي” وهو مؤلف مناهض للمهاجرين لقي رواجا كبيرا إذ بيع منه ما يربو على مليون ونصف المليون نسخة.
لكن ما الذي يحتويه هذا الكتاب؟ إنه حسب الخبراء الذين اطلعوا عليه محشو بالأخطاء الفعلية وبغياب الدقة والتلاعب بالإحصاءات، فضلا عن التفكير الخاطئ وفق ليسن .
ونقلت المراسلة عن خبراء تشكيكهم في ادعاء سارازين أنه قرأ القرآن، وتأكيدهم في المقابل أنه إن كان قرأ شيئا بالفعل فهو ترجمة ألمانية للقرآن إذ أنه لا يقرأ ولا يكتب العربية.
ونسبت لخبيرة الأديان الألمانية جوهانا بينك قولها تعليقا على الكتاب “ليست لدى سارازين أدنى فكرة عما يمثله القرآن للمسلمين ولا يعرف حدود هذا الدور (..) يدعي أنه كتب بحياد وموضوعية بعيدا عن التحيز ضد القرآن الكريم، وهذا مثير للسخرية”.
وفي المقابل، يرسم سارازين صورة وردية لأوروبا بعيدة كل البعد عن الواقع، إذ يرى أنها قوة إيجابية أبدية قائمة على العقلانية والعلمانية والتسامح والمساواة وحقوق الإنسان، وكأن الفاشية والحروب العالمية وحقبة الاستعمار لم تكن شيئا يستحق الذكر، وفقا لبينك.
ويفترض هذا الكاتب أن العلمانية تكاد تكون متأصلة في العقيدة المسيحية، وكأن ألف عام من حكم الأباطرة المسيحيين لأوروبا بالنسبة له مجرد حدث تاريخي عرضي، على حد تعبير بينك.
ومن ناحية أخرى، وصفت صحيفة تاغس شبيغل الألمانية هذا الكتاب بأنه “جارح وعنصري ومتحامل” محذرة في ختام تقرير لها عنه من قراءته بقولها “لا تقرؤوه”.
ومع كل التعليقات المحذرة من هذا الكتاب ورغم ما ينطوي عليه فعلا من أكاذيب فإن ليسن لاحظت أنه يتصدر منذ نشره حتى اليوم مبيعات الكتب على موقع أمازون.
النهایة