اليمن.. أعياد بطعم المآسي وحلاوة الصمود

تعمد ال سعود وال نهيان منذ انطلاق تحالفهم ضد اليمن على عدم القبول باي هدنة انسانية او وقف لإطلاق النار حتى في الاعياد الدينية او المناسبات الوطنية او الانسانية. بل ان العدوان على اليمن بات يتخذ الاعياد الدينية فرصة للتوسع الميداني باليمن لهذا يصعد من غاراته الجوية وتحركات مرتزقته في جبهات القتال، وتعتبر الحرب السعودية في اليمن هي الحرب الوحيدة في العالم التي لم ينفذ فيها اي هدن انسانية منذ انطلاقها قبل اربع سنوات. لذلك يتساءل الجميع في اليمن لماذا لا يحترم ال سعود وال نهيان على الاقل الاعياد الدينية؟ ولماذا يصرون على مضاعفة اوجاع اليمنيين ومآسيهم؟!

العيد في اليمن لم يعد له تلك النكهة السابقة التي اعتاد عليها الناس فللمرة السابعة يحل العيد على اليمنيين هذا العام في ظل ظروف صعبة جراء تواصل العدوان والحصار السعودي الاماراتي على بلادهم مع استمرار رفض العدوان القبول بأي هدنة لايقاف اطلاق النار ولو للساعات او ايام معدودة. وعلى الرغم من ان طعم الاعياد خلال هذه السنوات اتسم بطعم المآسي والاوجاع التي خلفها العدوان من خلال استهدافه المتعمد للمدنيين والبنية التحتية للبلاد الا ان العديد من اليمنيين يعتقدون ان  للصمود والثبات في وجه هذا العدوان وكسر شوكته ومخططاته التامرية على البلاد حلاوة اخرى انعكست بشكل ايجابي على حياة الناس خاصة في الاعياد.  فاسواق صنعاء والمدن الاخرى عجت بالمتسوقين على الرغم من ارتفاع الأسعار وغياب المرتبات وتدهور الوضع الاقتصادي الذي فرضه العدوان على البلاد.

المواطنون والباعة اكدوا غلاء الأضاحي والملبوسات والسلع الغذائية بنسبة مئتين بالمئة عن العام الماضي وهو أمر زاد من الضغط المادي عليهم والتكاليف التي لم  يتحملها الكثيرون ،غير ان الناس ابدوا ثباتا كبيرا وقالوا ان غلاء الاسعار وانعدام العديد من الاحتياجات لن تدفعهم للاستسلام للسعودية وداعميها. كما طغت صورة التكافل الاجتماعي لتكون أبرز مظاهرها واولويتها مساعدة اسر المرابطين في الجبهات ورفد قوات الجيش واللجان بالسلاح والمال وحتى الهدايا العيدية التي صنعتها نساء اليمن تم ارسالها الى كل المقاتلين والمرابطين على مختلف مناطق ومدن وجبهات اليمن كما عمل الناس على رعاية اسر الشهداء وتفقد أحوالهم وتقديم الهدايا العيدية ضمن حملة اعيادنا جبهاتنا.

واستجابة لنداء ودعوة السيد عبد الملك الحوثي الشعبَ اليمني الى النفير الى جبهات القتال لإفشالِ عملياتِ تحالفِ العدوانِ السعودي خاصة في الساحل الغربي فقد لبى الالاف هذا النداء وانطلقت قوافل كبيرة من الرجال الى الحديدة وشاركت المقاتلين فرحتهم على الخطوط الامامية للجبهات.

وخلال عطلة العيد عمد العدوان السعودي إلى مواصلة غاراته الجوية بشكل هستيري على معظم المدن اليمنية حتى اثناء صلاة العيد واعتبر اكثر اليمنيين ان هدف هذه الغارات هو اصرار السعودية على مضاعفة جرائمها بحق المدنيين والعمل على اخافة المواطنين كي لا يحتفلوا بالعيد او لا يستطيعوا ان يعيدوا الفرحة والابتسامة ولو بشكل موقت الى قلوب وشفاة اطفالهم. العدوان ايضا عمد في ايام العيد الى تصعيد عسكري في الجبهات حيث هاجم مرتزقته العديد من المناطق في جبهات الحديدة وفي جبهات حجة وصعدة والبيضا ظنا منه انه سيجد الفرصة سانحة لتحقيق بعض التقدم الميداني. وعملت السعودية والامارات على  شن حملة كبيرة من الشائعات والاكاذيب حول تحقيقهم انتصارات في منطقة مران بصعدة وتصوير الامر انه نهاية المقاومة اليمنية وقد تبين انه لا يوجد اي تطور عسكري في هذه المنطقة وان الامر كله مجرد حرب نفسية واعلامية اعتمدها العدوان للتشويش على نفسيات واحاسيس الناس خلال عيد الاضحى المبارك.

الاعتداءات والاساليب التعسفية للسعودية والامارات في ايام العيد لم تقتصر على المناطق التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية بل شملت حتى المناطق التي تحتلها هاتان الدولتان ففي عدن كانت المسائل والمواضيع المعيشية طاغية على كل شي ويتحدث سكان هذه المناطق عن غياب فرحة العيد وتدهور الحالة المعيشية والانسانية وغياب اي مساعدات او تكافل اجتماعي حيث تعمد العدوان عدم صرف اي مساعدات مالية او مرتبات حتى لمرتزقته الذين يعملون معه مما ادى الى حالة من التذمر والسرقات وحصول عمليات نهب للبنوك والمؤسسات واستمرار الاغتيالات، وفي تعز عاد الصراع من جديد بين السلفيين والاخوان حيث يعمد العدوان الى  اشعال الاختلافات فيما بينهم لاضعافهم وإبقاء سيطرته التامة عليهم مما ادى الى تواصل القتال ومقتل اعدد كبيرة من الطرفين. اما في جزيرة سقطرى فقد كان عيدها اسوأ من المناطق الاخرى حيث كشفت وسائل اعلام يمنية ان السعودية استقطعت مساحات كبيرة من هذه الجزيرة وانها تعمل على انشاء ميناء نفطي فيها وهذا يعني ان السعوديين والاماراتيين ينوون احتلال الجزيرة ومصادرتها بشكل دائم، كما ان الامارات عملت خلال الايام القليلة الماضية على إضغاف سلطة عبدربه منصور هادي وهي الان في طريقها الى طرد اتباعه بشكل نهائي من الجزيرة. وفي المهرة ايضا عادت الثورة المجتمعية ضد التواجد السعودي الى الواجهة حيث اصرت السعودية على اغلاق منافذ هذه المحافظة ومنع اي تجارة او استيراد تأتي من عمان في سياسة ومساع سعودية واضحة تتمثل في محاولة الرياض ان تحول اليمن بشكل عام الى سوق خاص ومفتوح بشكل دائم لمنتجاتها او اي منتجات يتم استيرادها عن طريقها فقط.

بقلم عبدالرحمن راجح

شاهد أيضاً

داعش خراسان

داعش خراسان.. أضعف مما تبدو للعلن

السياسة – شفقنا العربي: منذ العملية الانتحارية التي استهدفت مطار كابول الدولي في أغسطس عام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.