العمل بالعلم
فائدة العلم ، العمل به ولذلك ، حث الإمام (عليه السلام) أهل العلم بتطبيق ما علموه على واقع حياتهم ، يقول (عليه السلام): ( إذا سمعتم العلم ، فاستعملوه و لتتسع قلوبكم ، فإن العلم إذا كثر في قلب رجل ، لايحتمله قدر الشيطان عليه ، فإذا خاصمكم الشيطان ، فأقبلوا عليه بما تعرفون ، فإن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) ، فقال له ابن أبي ليلى ، و ما الذي نعرفه؟ ، قال (عليه السلام) : ( خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله عز وجل ) ، (1).
فالعلم نور يطرد الظلام بنوره الساطع ، و العلم قدرة يبعد الشيطان من التسلط على الإنسان ، و العلم سلطة يهب الإنسان مكانة مرموقة في مجتمعه ، و يغنيه عن ذلك السؤال.
قبول العمل بالمعرفة
فمن يعمل بدون معرفة ، فلا فائدة مرجوة من عمله ، و لاأثر للواجب الذي يؤديه. قال (عليه السلام) : ( لا يقبل عمل ، إلا بمعرفة ، ولامعرفة إلا بعمل ، و من عرف دلته معرفته على العمل ، و من لايعرف فلا عمل له ) ، (2) .
و هذا بلا ريب أمر طبيعي ، لأن المعرفة هي أساس الجودة و المهارة في العمل . من هنا كان قول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) : ( من عمل منكم عملاً ، فليتقنه ) ، و الإتقان لايتم ، إلا بالمعرفة.
الحث على التعلم
حث الإمام (عليه السلام) على التعلم و السؤال من أهل العلم فقال: (العلم خزائن و المفاتيح السؤال ، فاسألوا يرحمكم الله ، فإنه يؤجر في العلم أربعة : السائل و المتكلم و المستمع و المحب لهم ) ، (3).
آداب المتعلم
و كما وضع مبادئ العلم و أصوله ، وضع أيضاً مبادئ المتعلمين ، و كيف يجب أن يتصرفوا تجاه معلميهم . من هذه البرامج الرائعة لآداب المتعلمين يقول (عليه السلام) : ( إذا جلست إلى عالم ، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، و تعلم حسن الاستماع ، كما تتعلم حسن القول ، و لاتقطع على أحد حديثه) ، (4).
كلام تربوي رائع ، و نصائح تعليمية خالدة ، تتضمن فن الإصغاء و مبدأ الأخذ و أصول التعليم الحديثة يفيد منها كل عصر . و کما أن هناك مبادئ أصولية للقول في جميع ضروبه من شعر و نثر ، كذلك هناك مبادئ الاستماع ، و الذي يسمع عليه ، أن لايتكلم ، لأنه ليس في حوار مع العالم ، و عليه أن لا يقاطع العالم حديثه ، لأن ذلك غير مرغوب فيه تربوياً و أدبياً.
فما أحرانا نحن اليوم ، أن نطبق هذه المبادئ التربوية الرفيعة ، و ما أحرى بطلابنا ، أن يأخذوا بهذه النصائح الرائعة.
و بعد أن تحدث (عليه السلام) عن آداب المتعلم ، الآن يحدثنا عن آداب المعلم . فمن هو العالم الذي يجب أن نأخذ و نستمع إليه؟
********************************
1- أصول الكافي ج1 ص45.
2- نفسه ج1 ص45 وتحف العقول ص294.
3- الخصال ص323 والمرجح أن هذا الحديث أخذه الإمام الباقر (عليه السلام) عن جده الرسول الأعظم راجع المجازات النبوية للشريف الرضي ص209 رقم الحديث 169.
4- أصول الكافي ج1 ص41.