ذكرت مصادر محلية في ريف إدلب أنه تم رصد نشاط مكثف لمسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي بعدد من البلدات والقرى بريف إدلب الشمالي، وصولا إلى ريف إدلب الغربي.
وأوضحت المصادر لوكالة “سبوتنيك”، أن التنظيم الإرهابي قام بنقل عدد كبير من عناصره بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام إلى بلدات اطمة والدانا وحارم وسلقين ودركوش، وإلى عدد من القرى والمزارع في منطقة جسر الشغور.
وأضافت المصادر أن مسلحي “هيئة تحرير الشام”، الواجهة الحالية لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي “المحظور في روسيا” عملوا على تسهيل انتقال مسلحي التنظيم خلال الأيام القليلة الماضية باتجاه هذه المناطق، مشيرة إلى أن الهيئة تسعى لزج مسلحي “داعش” بأية معارك قد تحدث في منطقة جسر الشغور وريف اللاذقية الشمالي، مع الأنباء الواردة عن عملية عسكرية محتملة للجيش السوري هناك.
وأوضحت المصادر أن انتشار “داعش” على الحدود الإدارية مع تركيا يساعد مسلحي الهيئة بالظهور بمظهر المدافع عن أهالي تلك المناطق ضد ممارسات التنظيم من جهة، ويعطيها مبررا لعدم حل نفسها والاندماج بفصيل “الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة من تركيا، لانشغالها بمحاربة عناصر تنظيم “داعش” على طول الحدود مع تركيا في المنطقة.
وبدأ الجيش السوري منذ نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي استعدادات عسكرية ولوجستية لإطلاق عملية استباقية في مناطق سيطرة المسلحين في ريف اللاذقية الشرقي وريف حماة الشمالي الغربي وريف إدلب الغربي، ولشن هجوم بري واسع من عدة محاور لتأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غربي إدلب.
ويأتي التقارب بين تنظيمي “النصرة وداعش” الإرهابيين، المحظورين في روسيا، بعد فترة من الاقتتال بينهما، وفي مرحلة شهدت محافظة إدلب خلالها تزايدا ملحوظا في نشاط تنظيم “داعش”، مع تجمع عدد كبير من مقاتليه في المنطقة.
وبدأت خلايا تنظيم “داعش” تنشط بشكل كبير وعلني في محافظة إدلب خلال الأشهر الماضية رغم الحملات التي طالت العديد من المجموعات التابعة له في المحافظة، وعادت عمليات تنظيم “داعش” للظهور في محافظة إدلب بعد أكثر من 4 سنوات على طرده من المحافظة، وذلك بعد الانشقاقات الكبيرة التي طالت “هيئة تحرير الشام”، ودخول المئات من مقاتلي التنظيم بعد هروبهم من شرقي حماة وعودة أبناء المنطقة المبايعين للتنظيم بعد فرارهم من الرقة.
ويشير حجم العمليات المنفذة في الأشهر الأخيرة إلى أن التنظيم بات يتواجد في المحافظة بأعداد كبيرة وضمن هيكلية منظمة وسرية تعمل على تنفيذ عمليات مكثفة ضد الفصائل الأخرى، تمهيدا لاستجماع قواه البشرية في منطقة محددة يبدأ فيها عملياته، والتي يرجح أن تكون في الريف الغربي لمحافظة إدلب.
يذكر أن عملية فرار كبيرة حصلت مطلع الشهر الجاري من سجن إدلب المركزي الذي تسيطر عليه هيئة تحرير الشام، وكان بين السجناء الفارين أكثر من مئة معتقل من إرهابيي تنظيم “داعش