مع ارتفاع هدير الطائرات فوق الشمال السوري، تتصاعد أصوات ارتعاش عظام الإرهاب، ينتشر الانكشاري العصمنلي على الحدود، ويلقم بنادقه على الحليف المسلح الذين يمكن أن يدير ظهره في المعركة طلباً للهرب نحو الحدود، أعداد ليست بقليلة من المسلحين باتوا يدفعون مبالغ مالية كبيرة من أجل تهريبهم عبر تركيا إلى أوروبا قبل بدء معركة ادلب، فيما تتلعثم ألسنة إرهابيي ريف اللاذقية الشمالي ما بين اللغتين السورية والتركية الجنين إلى العصبية القومية “التركمانية” بلسان تركي، أم التفكير بتسوية الأوضاع والنوم في حضن الوطن بعد غلبة اللكنة السورية.
وما بين تطمينات قادة المسلحين والرهان على التركي، ومخاوف البعض من خيانة أنقرة تُحصر خيارات الهاربين إلى مكب النفايات.
حشود عسكرية سورية من أرياف حمص وحماة واللاذقية، وفي المقابل تحشد الجماعات الإرهابية إمكاناتها مع الترويج لأعداد هؤلاء وتشكيل ما يُسمى بجيش جديد لمواجهة الجيش السوري بإسناد تركي، قالت وسائل الإعلام الداعمة للمعارضة بأن أعداد مقاتلي الشمال بلغت 75 ألفاً، إن كان الرقم صحيحاً فإن هؤلاء على وشك ملاقاة عزرائيل بالجملة وضمن كرنفال شنيع للموت.
هؤلاء جميعهم مسلحون إرهابيون، يعيشون مشاعر مختلطة مابين التطمينات الخجولة والخوف الذي بات يسري في العروق كتجلطات دموية تكاد توقف قلوبهم، العد التنازلي لحسم المعركة الهامة بدأ، والتحليلات تقول بأن الدولة السورية وحليفتها موسكو مهتمتان بجسر الشغور والغاب وقبلهما ما بقي من ريف اللاذقية الشمالي، لا سيما وأن جميع الدرونز المسيرة التي استهدفت حميميم كانت من تلك المناطق وادلب.
معركة الشرق بحسب المعطيات السابقة كانت الأهم، لكن تغيرات السياسة والدول عجلت من معركة ادلب، والإشارة هنا للتركي، خصوصاً بعد تواصل الأكراد مع الدولة السورية، وترويج واشنطن لمعلومات شبه مؤكدة بأنها ستنسحب من مناطق تواجدها هناك، هذه التطورات لم تكن موجودة قبلاً ولذلك قلنا سابقاً بأن معركة الشرق ستكون قبل ادلب.
اللافت في تصريحات قادة المسلحين لصحيفة الحياة السعودية قولهم أن الأجانب معظمهم انفصلوا عن “النصرة” واتجهوا إلى تشكيلات متناثرة ليست لها قوة، معظمهم لا يشكل خطراً، بمعنى آخر جميع حملة العقيدة التكفيرية باتوا الآن موزعين على التشكيلات التي يسميها الغرب وتركيا بالتشكيلات المعتدلة، وهو بطريقة أو بأخرى إبعاد للنصرة عن الواجهة أو توزيع عناصرها على باقي الميليشيات.
ما يايقرب 3 ملايين شخص إما عليهم أن يسووا أوضاعهم ويعودوا للدولة أو أن يتفاهموا مع حرس الحدود التركي لكي يسمح لهم بالنزوح والتوغل في الأراضي التركية، القرار صدر من القيادة السورية وبتنسيق مع الروسي والإيراني فيما يخص معركة الشمال التي ستكون بمثابة أم المعارك الأخيرة وما بعدها لن يكون سوى رتوش متممة للنصر الكبير.
تحرك الجيش السوري وحلفائه لتحرير ريف الشمالي اللاذقاني ثم الغاب في حماة فجسر الشغور سيكون أولى المحطات، لتتابع بعدها الماكينة الحربية العمل في بقية المحافظة ادلب، لتبقى معركة الشرق وبعدها جميع سوريا محررة.
علي مخلوف / عاجل