يتعرض مسلمو الصين من قومية “خوي” الذين عاشوا منذ مئات السنين في مقاطعة لينشيا، شمال غربي الصين، والتي توصف بـمكة الصغرى لعملية طمس مكثفة لهويتهم العرقية والإسلامية من قبل الحكومة الصينية.
تعرف على مسلمي خوي الصينيين أبناء مكة الصغرى المهددين بفقدان هويتهموأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) لم تكن الحكومة الصينية تتدخل في نمط حياتهم الاجتماعية والدينية سابقاً، لكن القيود زادت عليهم منذ بداية العام الحالي بسبب عاداتهم وتقاليدهم الدينية والتي تتعرض حالياً لعملية طمس بحجة محاربة التطرف.
وجود المسلمين في الصين ليس جديداً، إذ تعيش الأقليات المسلمة من الخوي والإيغور والكازاخ هناك منذ أكثر من 1000 عام ، وفقاً للمركز الأمريكي “بيو” للأبحاث.
ويبلغ عدد سكان خوي 10 ملايين نسمة، يمثلون نصف عدد المسلمين في الصين وفقاً لإحصاءات الحكومة لعام 2012. وأطلقت كلمة خوي على كل أجنبي من الأقليات الدينية التي تتناول المنتجات الحلال مثل اليهود والمسلمين.
ويتركز أبناء خوي في منطقة “نينغشيا” التي تتمتع بنوع من الحكم الذاتي، ولكنهم يقطنون أيضاً في المدن الكبرى. وبعكس الإيغور الذين يتحدثون اللغة التركية، لا تسعى اقلية خوي إلى الانفصال عن الصين.
ونشأت هذه الاقلية المندمجة في الحياة الصينية أكثر من الإيغور، نتيجة التزاوج بين الصينيين والفرس والآسيويين والتجار العرب الذين كانوا يستخدمون طريق الحرير.
تعرف على مسلمي خوي الصينيين أبناء مكة الصغرى المهددين بفقدان هويتهم
وقاتل عدد من الصينيين إلى جانب تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وهم في الحقيقة إيغوريون من شينغيانغ أو ما تسمى بتركستان.
ونقلت رويترز عن إمام مسجد من الخوي، أنه يحظر على الأطفال تحت سن الـ 16 عامًا ممارسة أي نوع من الأنشطة أو الدراسة الدينية في المنطقة ذات الغالبية المسلمة، بحجة التصدي للنزعات الانفصالية، كما هو الحال مع الإيغور في شينغيانغ غرب الصين.
تعرف على مسلمي خوي الصينيين أبناء مكة الصغرى المهددين بفقدان هويتهم
ورغم التشابه بين العرقَين ( الإيغور وخوي) إلا أن التعامل مع أقلية خوي أكثر صرامة حسب ما يقول الخبراء.
وتتعرض قباب المساجد الخضراء في لينكشيا، للتغيير أيضاً، كما يتعرض السكان للمضايقات، وخاصة الأطفال وهم في طريقهم إلى المساجد لتلقي الدروس الدينية وتأدية الصلاة.
وتقول صحيفة “غلوبل تايمز” الصينية نقلاً عن مصادر حكومية، إن مسلمي خوي يشكلون حوالي 1.3 مليون نسمة في مقاطعة لينكشيا، أي ما يعادل 59 في المئة من سكانها.
تعرف على مسلمي خوي الصينيين أبناء مكة الصغرى المهددين بفقدان هويتهم
ونقلت رويترز عن إمام جامع قوله إن السكان يخشون من معاملتهم مثل الإيغور المسلمين في غربي الصين، والذين يخُضعون لقانون شبه عسكري إذ يتم وضعهم في معسكرات مغلقة تسمى بمراكز إعادة تعليم بسبب مخالفات بسيطة مثل إطلاق اللحى أو امتلاك مصحف.
كما انتشرت نقاط تفتيش عسكرية ضمن المدينة نفسها. لكن إدارة الشؤون الدينية تبرر ذلك بأنها حريصة على منع تسلل الأفكار الدينية المتطرفة للمجتمع حفاظاً على الاستقرار في البلاد وإن الحفاظ على الإدارة القانونية للبلاد أعظم وسيلة لحماية الدين.
تعرف على مسلمي خوي الصينيين أبناء مكة الصغرى المهددين بفقدان هويتهم
وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أنه تم نزع مكبرات الصوت من المآذن لمنع الضوضاء.
وقالت إدارة الجمعية الإسلامية الصينية التي تديرها الحكومة في أبريل من العام الحالي، إنه يجب أن ترفض المساجد التصاميم المعمارية العربية بحجمها المفرط والباذخ، وتصميمها على الطريقة الصينية التقليدية.
ويشكو السكان من عدم السماح لهم بتربية أطفالهم على ثقافتهم ودينهم، وهي من أبسط الحقوق وقال إمام المنطقة، نحن لسنا إرهابيين ومن حقنا أن نعلم أطفالنا عاداتنا وديننا، والحكومة تحاول علمنة الدين وقطع جذور الإسلام.
تعرف على مسلمي خوي الصينيين أبناء مكة الصغرى المهددين بفقدان هويتهم
ويقول “وليام ني” من منظمة العفو الدولية، إن الهدف من التركيز على الأطفال دون سن السادسة عشر، هو ضمان اندثار التقاليد الدينية بين الخوي في المستقبل.
إن صورة الصين لدى المسلمين في العالم الإسلامي مهمة لبكين، لأنها تعزز مبادرة الرئيس الصيني “الحزام والطريق” والتي يسعى من خلالها إلى استثمار مليارات الدولارات في بناء البنية التحتية التي تربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا وتسعى الصين إلى جعل أبناء خوي أكثر علمانية، بين المسلمين الصينيين.
وبررت السلطات منع الأطفال من حضور الدروس الدينية التي عادة تُكثف خلال العطلة الصيفية في المسجد ، بأنه لصالح الأبناء الذين يحتاجون للراحة والتركيز على الدورات الدراسة العلمانية.
المصدر: الوئام