المقالات المهدوية الشخص الكاتب: السيد محمد حسين الحسيني الطهراني تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٤/٠٨/٠٩ المشاهدات المشاهدات: ٩٦٣ التعليقات التعليقات:
الأرض لا تخلو من حجّة يعلم ما يحتاجه العباد
إنّ الأرض وجميع الأفراد الذين يعيشون عليها لهم إمام في كلّ زمان، و لا يمكن أن تخلو الأرض عن حجّة الله أبداً، وقد استفيد هذا الأمر من آية: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَـامِهِمْ)، لان الله سبحانه و تعالى يدعو جميع أفراد بني آدم إلى الحشر يوم القيامة بإمامهم، فلا يوجد فردٌ من البشر إلاّ وله إمام، ولا يوجد فردٌ على الأرض بدون إمام، كما انّه ورد في روايات كثيرة انّه لو لمْ يبقَ على الأرض الاّ شخصان، لكان أحدهما إماماً للآخر، ولو لمْ يوجد الاّ شخص واحد لوجب أنْ يكون هو الإمام نفسه.
علم الإمام المحيط بأعمال الامّة وحاجة العباد:
إنّ الامام يعلم بجميع أعمال و أقوال و سيرة وملكات عباد الله، و ليس هناك علمٌ غائب أو خافٍ عن نظر الإمام، و قد بيّنت الأبحاث هذا المعنى في هذا الأمر استناداً إلى الآيات القرآنيّة، لانّ الإمام عليه السلام له سيطرة على نفوس و ملكوت الموجودات، و مع هذه الملكة فإنّ جميع الأرواح والنفوس وروح الأعمال ستكون في مشهد الإمام عليه السلام وفي حضور الولاية، كما انّ موجودات عالم الطبيعة مشهودة عند الشخص البصير وغائبة عند الأعمى.
وبالرغم من أنّ ملكوت كثير من الأعمال والأقوال والنفوس سينكشف لدى الأفراد الذين لم يصلوا بعدُ إلى مرحلة الإمامة، و بالرغم من انّ هذا المعنى سيتّضح لديهم أثر التقوي والعبادة ومخالفة النفس الامّارة ومجاهدتها، إلاّ انّهم لن يمتلكوا السيطرة الكليّة على جميع الأرواح والنفوس أو هداية كلّ منها إلى كماله، كلاّ حسب دوره و بقدر ظرفيّته، لكنّ هذه الدرجة من البصيرة هي بصيرة القلب التي لا توجد لدى الاخرين، إلاّ انّ هذه البصيرة والرؤية قويّة و نافذة لدى الإمام عليه السلام بحيث لا يخفى عنه شيء من الملكوت في كلّ آن وفي أيّ مكان.
إنّ الإمام عليه السلام يعلم جميع الامور التي يحتاجها العباد في معاشهم أو معادهم، لانّه فإنّ الإمام يهدي النفوس إلى الحقّ من ملكوتها، و يوصلها إلى كمالها، فكيف يمكن أنْ يكون جاهلاً بما يحتاجه العباد في أمور تكاملهم؟ و هذه الخاصيّة تتّضح أيضاً من الآية القرآنية: (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)، و من أفضليّة مقام الإمامة على النبوّة حسب مفاد خطاب حضرة الحقّ لإبراهيم الخليل عليه السلام.
و علاوةً على ذلك، فلأنّ فعل الإمام عليه السلام و قوله منطبق على الحقّ بتمام معنى الكلمة، و لانّ الإمام عليه السلام قد خطا في مقام العبوديّة و التقرّب إلى مرحلةٍ بعيدة، بحيث انّ الله تعالى نفسه سيكون هو الآمر والناهي في وجوده، وسيكون فعل الإمام هو عين وحي الله، فكما انّ مايحتاجه العباد ليس خافياً على الله، فإنّه لن يكون خافياً على الإمام الذي هو المجلّي الاتمّ و المجري الكامل لإفاضات الحضرة الاحديّة إلى الموجودات، و هذا الأمر ليس خافياً على الإمام، بل انّ علم الإمام هو عين علم الله تعالى، و ليس هناك أي تفاوت في أصل المعنى.
أفضليّة الإمام عليه السلام على أفراد البشر في الكمالات النفسانيّة:
إنّ الإمام عليه السلام هو أعلى من جميع أفراد البشر من حيث الفضائل النفسانيّة والملكات الالهيّة، ومن المستحيل أنْ يكون هناك شخص أفضل من الإمام في محاسن الاخلاق والملكات الانسانيّة، لانّه، وكما فرضنا _فإنّ الطريق إلى الله عن طريق ملكات و صفات النفس_ ولانّ الإمام عليه السلام أعلى و أرفع من سائر الأفراد في هذه المرحلة، لذا فإنّه يهديهم عن طريق الملكوت إلى الحقّ، وإذا ما وجد في هذه الحالة شخصان أحدهما يفوق الآخر في هذا المعنى، فإنّ الشخص المتفوّق سيكون حتماً إماماً للآخر، لأنّ الذي أفق ملكوته ونفسه أنور وأكثر مضاءً وبصيرة سيستطيع أن يدعو إلى منزله ومحلّه الشخص الآخر الذي ليس في مستوى أفقه، وفي هذه الحالة فانّه سيكون هو الإمام عليه السلام، خلافاً للشخص الضعيف الذي لن يستطع تحريك القوي أو تحمّل ثقله.