أجرت مجلة الروضة الحسينية التي تصدر عن مركز الاعلام الدولي في العتبة الحسينية المقدسة مقابلة صحفية مع الكاتبة في صحيفة واشنطن بوست الامريكية كاثرين شكدام خلال زيارتها الى العتبات المقدسة في العراق.
ووصفت المجلة التي تصدر بـعدة لغات شكدام بأنها “مستبصرة اعتنقت الدين الإسلامي نتيجة بحث وتدقيق وتمحيص استمر لأعوام”.
وقالت شكدام انها تشعر “ان من واجبها نشر ثقافة أهل البيت عليهم السلام وبالخصوص مبادئ النهضة الحسينية”.
وترى أن بإمكانها الوصول إلى وسائل الإعلام العالمية لتوضيح صورة الاسلام الحقيقية لدى الغرب، وهي مقتنعة بأن ذلك ممكن من خلال تسليط الضوء على سيرة الإمام الحسين عليه السلام وزيارة الاربعين، وجعل الناس تفهم ان الظلم الذي عانى منه أتباع اهل البيت على مر القرون، انما هو بسبب تبنيهم للإسلام الحقيقي وقيمه السمحاء وأسسه الداعية للتعايش والمحبة والتسامح.
وعن سبب تركيزها على الكتابة عن الامام الحسين والشيعة بالخصوص، تقول “أعتقد بوجود الكثير من التحيز ضد الشيعة وخاصة في دول الغرب”, مشيرة الى انها ترغب من خلال هذه الكتابات أن “تبين للغربيين ماذا يعني المذهب الشيعي وما الذي يقوم به لمواجهة التطرف والوحشية الارهابية”.
وتشير شكدام الى ان معظم الأحيان التي يذكر فيها الإسلام يفكر الناس في الوهابية وجميع الأعمال الإرهابية التي ارتكبوها، فهم لا يدركون أن الشيعة يختلفون عن الوهابية، وأن المذهب الشيعي مبني على أسس الائمة المعصومين عليهم السلام ومبادئهم الداعية للتسامح والعدل والتعايش”.
وحول صدور كتابها “من مكة الى سهل كربلاء ومأساة اهل بيت النبوة”، تقول: “أحب الكثير من الناس كتابي، فقد تطرقت لقصة الامام الحسين عليه السلام وذهابه من مكة الى كربلاء، وكذلك مسيرة السبايا من كربلاء الى الكوفة وما رافقها من مآسي وآلام.
وتضيف ان “الكتاب يستهدف القراء الأجانب وغير المسلمين لغرض نقل الصورة الصحيحة عن محرم وعن أربعينية الامام الحسين عليه السلام وقضيته العادلة، وما الذي يجعل الملايين من الناس يحيون هذه الذكرى كل عام بعد هذه القرون الطويلة”.
وتمضي بالقول, اعتقد ان العديد من الناس في انحاء العالم بدأت بالتعرف على سيرة الإمام الحسين عليه السلام وقضيته العادلة ونضاله ضد الظلم والطغيان، من خلال ما ينشر من مقالات ودراسات في الآونة الاخيرة باللغات المختلفة وفي وسائل اعلامية دولية متنوعة.
وتؤكد ان فتوى الدفاع الكفائي التي صدرت من المرجع الاعلى السيد السيستاني كانت “بلا شك مواجهة فعالة ضد الارهابيين، حيث توحد العراقيون بكافة مذاهبهم وقومياتهم للدفاع عن وطنهم، فأفشلوا وفضحوا ممارسات داعش التي انتهكت كل القيم الانسانية وأصبحت عدواً لكل العالم”.
وترى ان اهم شيء هو الحفاظ على الدين، والسعي لنقل الحقائق الى الرأي العام الغربي، كما ان ادانة الارهابيين بشكل منهجي تمثل طريقا جيداً لفضحهم وفصلهم عن المسلمين، وهو بالتأكيد أمر صعب لأننا أقلية ولكن اذا نظرنا الى معركة الطف حيث جيش الامام الحسين كان فقط 72 فسنزداد عزيمة لأننا اليوم نمثل عشرات الملايين.
وعن الرؤية التي ستنقلها عن زيارتها للعراق, تقول شكدام انها سوف تكتب سلسلة تقارير لصحيفة الواشنطن بوست الامريكية، تتطرق فيها الى الجانب الإنساني لدى العراقيين وكيف يتعاملون ويخدمون زوار الحسين عليه السلام مع كثرة اعدادهم دون مساعدة من الحكومة.