نشرت صحيفة “يني شفق” التركية تقريرا، تطرقت فيه إلى منافع الصيام، وكيف يؤثر بطريقة إيجابية على الحالة النفسية للصائمين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21“، إن الصيام يُساهم في تهدئة النفس وتهذيبها، ويخفف من التوتر والقلق والاكتئاب، على عكس ما يظنه البعض، الذين يعتقدون أنه يزيد من العصبية وسرعة الانفعال والغضب.
ونقلت الصحيفة عن الطبيب النفسي براك توبراك، قوله إن شهر رمضان يدفع الصائم إلى الوقوف مع نفسه، ومحاسبتها، ويحدد ضوابط ترتبط أساسا بالعبادات والأخلاق. وخلال الشهر الكريم، يدرك المرء أهمية النعم التي يحظى بها، وتزداد قناعته وامتنانه. كما يجعل الصيام المسلم يبتعد عن المعاصي وكل ما هو مكروه.
وأضاف الطبيب النفسي أن أهم تغيير فسيولوجي في رمضان يتمثل في زيادة عمل الدماغ على إفراز عوامل نمو الأعصاب، وتساهم هذه الإفرازات في حماية الصائم من التوتر والقلق والاكتئاب والإحباط.
وأوردت الصحيفة أن فوائد الصيام لا تقتصر على الصحة البدنية فقط، بل تشمل أيضا الحالة النفسية للشخص. فخلال شهر رمضان، يتأمل الصائم في معنى الحياة، والاهتمام بالحياة التي تلي الموت، ويتساءل أكثر عن قيم الحياة ومعانيها. وهذا التصالح مع النفس ومكاشفتها يقود إلى الشعور بالراحة والطمأنينة.
وأشار الطبيب النفسي إلى أن أبرز ما يميز شهر رمضان هو محاولة الصائمين التخلص من العادات السيئة التي اعتادوا عليها خلال بقية أشهر السنة. وكما هو معلوم، فإن تغيير عادة ما يحتاج إلى المواظبة عليها لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل، حتى يصبح السلوك الجديد تلقائيا. لذلك، يعد شهر رمضان فرصة مناسبة جدا لتغيير بعض العادات والسلوكيات.
وبينت الصحيفة أن الصيام، على عكس ما يتوقعه البعض، يساهم بصورة كبيرة في التخفيف من حدة التوتر والقلق والإحباط والاكتئاب، وذلك حسب ما توصلت إليه الدراسات والأبحاث. فخلال الصيام، تستريح معظم أعضاء الجسم عن العمل، ويبقى الدماغ هو الأكثر نشاطا، ما يساعد على التخفيف من حدة التوتر والعصبية والانفعال.
ونقلت الصحيفة عن الطبيب النفسي براك توبراك، أن إفرازات المعدة الفارغة من الهرمونات تُؤثر بصورة إيجابية على الدماغ من حيث سرعة الحفظ والتعلم. كما تعمل الخلايا العصبية الجديدة على حماية الشخص من الإصابة من العديد من الأمراض.
وذكر الطبيب النفسي أن شهر الصيام يساهم في ضبط النفس والتقليل من العصبية والغضب، حيث يُدرك الصائمون الكثير من المعاني الروحانية وقيمة النعم التي كانوا يحظون بها على مدار 11 شهرا. وهذا كله يعمل على كبح جماح النفس.
وأفادت الصحيفة بأن الذين يؤدون الصيام كما أراده الإسلام، يمتازون خلال الشهر الفضيل بزيادة صبرهم وتحملهم واحترامهم للآخرين. كما يعزز الشهر الكريم من قيم التسامح والتراحم بين الناس. في هذا السياق، قال براك توبراك إن شكر الله عز وجل على نعمه، والرضا على ما أنعم به علينا، من أبرز أسباب الشعور بالراحة والطمأنينة، وهذا كله يخفف من حدة التوتر والاكتئاب.
ونوه الطبيب النفسي بأن الصيام يساهم في توطيد العلاقات الاجتماعية؛ لأنّ هذه العبادة تساعد على تعزيز القيم الإيجابية للأفراد، التي تنعكس على معاملاتهم، ما يزيد من أواصر التواصل بين الأسر والأقارب، فتزداد مشاعر الرحمة والعفو في المجتمع.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن كل هذه الفوائد رهينة التزام الصائمين التام بأحكام الصيام وقيمه ومعانيه، وألا يكون صيامهم مجرد امتناع عن الأكل والشرب. فالصيام الحقيقي يطهر النفس، ويعزز القيم الإيجابية والراحة النفسية للصائم.