تلفظ الوحوش أنفاسها الأخيرة في الجيب الصغير المحاصر جنوب العاصمة، فالطعنات الموجعة المتتالية التي وجهها الجيش السوري ستثمر نصراً وفتحاً عظيماً في المنظور القريب.
تعد معركة الجيش السوري مع الإرهابيين في الحجر الأسود وأجزاء من مخيم اليرموك وحي التضامن من أقسى المعارك التي خاضها في السنوات السابقة بسبب البنية العمرانية والعشوائيات وضيق الأزقة والدهاليز التي تربط الأبنية والأحياء ببعضها البعض، كما تكثر فيها الأنفاق و الخنادق المتشعبة بالإضافة إلى التجهيزات الهندسية والعبوات الناسفة والألغام التي أعدها الإرهابيون.
رغم قساوة المعركة وأخذها طابع حرب الشوارع والأزقة بامتياز تمكن الجيش السوري في الأيام والأسابيع الماضية من السيطرة على أكثر من 60 % من مساحة الجيب المحاصر التي يعود فضل تحريرها إلى كتائب المشاة في الجيش السوري المتمرسين في حروب الشوارع.
فبعد سيطرة الجيش السوري على معظم حي الحجر الأسود حشر الإرهابيون في جيب أضيق بأقصى الشمال الغربي للحي والقسم الجنوبي من مخيم اليرموك بالإضافة إلى أجزاء من حي التضامن، وتمكن مؤخراً من اقتحام الأبنية المطلة على شارع العروبة وجامع النسيم مما يضيق الخناق على الإرهابيين المتواجدين في القسم الشمالي الغربي لحي الحجر الأسود مما قد يدفعهم إلى الانسحاب باتجاه مخيم اليرموك أو قد يلقون الموت المحتوم، كما يكثف سلاح الجو الحربي من طلعاته على المعاقل المحصنة في عمق الجيب الإرهابي محققاً خسائر جسيمة في الخطوط الخلفية للإرهابيين.
وتزداد شراسة الإرهابيين كلما تقدم الجيش السوري وتمدد في كتل الأبنية والأزقة وضيق الخناق عليهم، مما يزيد من صعوبة اقتحام مواقعهم والقضاء عليهم.
وتنفذ وسائط الجيش السوري استهدافات مستمرة على نقاط ومقرات وطرق إمداد الإرهابيين بشكل يحد من حركتهم وحرية تنقلهم ضمن الجيب المحاصر.
ومن المتوقع أن تتم السيطرة على كامل الجيب المحاصر في الأيام القادمة كون الجيش السوري ينفذ عمليات هجومية متلاحقة رغم ازدياد شراسة الإرهابيين.
دخلت المعركة في جنوب دمشق في الربع ساعة الأخير وما ترونه من شراسة المعارك وكثرة الاستهدافات المدفعية والجوية سوى ومضات إجبارية تبشر بقرب موعد انتهاء المعركة وسيطرة الجيش السوري على جنوب دمشق وبالتالي تطهير كامل دمشق وريفها من الجماعات الإرهابية.
محمد كحيلة / دمشق الآن