أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية أن من فتح النار على المسيرة السلمية في غزة هو جيش من الإرهابيين، مؤكّداً أن الرواية الفلسطينية هي التي اعتُمدت في أروقة العالم.
و أعلن هنية يوم امس أن الشائعات التي زعمت أن الفصائل الفلسطينية قررت وقف مسيرة العودة لا أساس لها من الصحة، معتبراً أن المسيرة قرار وطني، ولن تتوقف إلا برفع الحصار كلياً عن غزة.
هنية أشار إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية روّجت شائعات بعد الزيارة الخاطفة لوفد حماس إلى القاهرة في 13 الشهر الجاري بهدف إحداث بلبلة في صفوف الشعب الفلسطيني والمتضامنين معه في مسعى للتأثير على مسيرة العودة وكسر الحصار، وحرف الأنظار عن المجزرة الإسرائيلية بغزة، وتابع “من بين هذه الشائعات أن إسرائيل نقلت لقيادة حماس رسالة تهديد عبر مصر أنه إذا استمرت مسيرة العودة وتواصلت الحشود فإن إسرائيل ستغتال قيادة حماس”.
وأكد هنية أن هذه “رسائل لا تخيفنا، ولا نستقبلها، فنحن طلاب شهادة، ودمنا ليس أغلى من دماء شهدائنا، ولا نحدد خطواتنا وقراراتنا بناء على هكذا رسائل، ثم إنه لا أساس لذلك مطلقًا، ومصر لم تنقل رسائل تهديد لنا خلال زيارتنا السريعة للقاهرة مطلقًا، ولا أعتقد أن مصر تقبل على نفسها ذلك”.
وعن قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس رغم كلّ الأصوات الداعية لإلغائه، أشار هنية إلى أن حماس تتألم أمام اغتصاب فلسطين ونقل السفارة والصمت المطبق الذي يحيط بالمنطقة والتآمر الدولي على قضية فلسطين، مشيراً إلى أن دماء شهداء غزة سطّرت إنجازات عظيمة على طريق الانجاز الأكبر وهو تحرير فلسطين.
وأشار هنية إلى أن دماء الشهداء جاءت لتحيي القضية الفلسطينية من جديد بنفوس أجيالنا وأمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، معتبراً أن من إنجازات دماء الشهداء أننا نشهد خطوات جادة لا بل بداية حقيقية لرفع الحصار عن غزة، ومضيفاً “سنبني على هذه الإنجازات ونعزز الشراكة ونحمي الوحدة الوطنية ولا نفصل غزة عن الضفة”.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس دعا حركة فتح لإعادة النظر في سياستها بالضفة وإعطاء المجال للتعبير عن حقيقة الضفة التي اعتبر أنها “مخزون استراتيجي للشعب”، وأكد التمسّك بوحدة الأرض والإنسان والمقدسات والجهوزية للذهاب إلى خطوات حقيقية لتعزيز الوحدة الوطنية.
واعتبر أن مسيرة العودة ودماء الشهداء جاءت لتوحد الشعب الفلسطيني في الميدان بعدما فرقته أوسلو وسياسة الإقصاء.
وكانت دعوات فلسطينية بدأت لإحياء فعاليات مسيرة العودة الكبرى إلى فلسطين تأكيداً على حق الشعب الفلسطيني في أرضه ورفضاً لمحاولات تصفية القضية عبر “صفقة القرن” وغيرها.