تم نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس على دماء 55 شهيدا وأكثر من 2700 جريح فلسطيني، والدول العربية صمتت لتقدم بذلك هدية من هذه الدول اللاهثة وراء التطبيع لنتنياهو بمناسبة نقل السفارة.
وخلال التظاهرات الفلسطينية بالامس احتجاجا على نقل وافتتاح السفارة الاميركية في القدس استشهد 55 فلسطينا، واليوم في ذكرى النكبة سيتصاعد هذا العدد بالتأكيد، فضلا عن الجرحى الذين بلغ عددهم امس اكثر من 2700 فلسطيني.
وبين هذا وذاك هناك عدة نقاط يجب ان نأخذها بعين الاعتبار، الاولى ان نقل السفارة الاميركية الى القدس تم في ظل شبه اجماع عالمي رافض لذلك، اكد منذ البداية تعارض القرار الاميركي مع أصول وقواعد القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية. وبالطبع لم يكن هذا النكث بالعهود مستبعدا ولا مستغربا من رئيس مثل ترامب لا يكترث لاي مواثيق ومعاهدات والتزامات دولية، حيث كان قد تعامل مع معاهدة باريس حول المناخ ومعاهدة التجارة العالمية والاتفاق النووي مع ايران وغير ذلك بنفس الطريقة، وما عدم حضور الكثير من سفراء دول العالم في مراسم افتتاح السفارة الاميركية في القدس الا مؤيد لهذا الاجماع الدولي.
النقطة الثانية هي التطورات التي تأتي من جانب الدول العربية التي كانت بالامس من المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، واليوم تتسابق فيما بينها للتقرب من الكيان الاسرائيلي، مصر توافق على اقامة الاحتفالات الاسرائيلية بمناسبة ذكرى تأسيس الكيان، الذي يصادف يوم النكبة وانتقال السفارة الاميركية الى القدس في افخر فنادقها، وسفراء البحرين والامارات يقيمون حفل ضيافة على شرف نتانياهو وزوجته في الولايات المتحدة، وبن سلمان من جهة اخرى يعترف بحق الاسرائيليين في العيش بالاراضي المحتلة، ولم يبد في المقابل اي ردة فعل ازاء ما ترتكبه دويلة الاحتلال من جرائم والتي كانت بالامس الاكثر دموية خلال الاشهر الاخيرة واليوم تريد استكمالها. وليس من قبيل الصدفة ان الشعارات المعادية للسعودية وبن سلمان كانت من بين الشعارات التي اطلقت خلال تظاهرات امس.
والنقطة الثالثة هي ان القضية الفلسطينية عادت لتتصدر قائمة اهتمامات الرأي العام العالمي، في وقت فتحت قبل ايام جبهة ثالثة من داخل سوريا ضد الكيان الاسرائيلي، حيث واجهت النظرية الامنية الاسرائيلية والقبة الحديدية تحديا كبيرا وجادا، كما بين الفلسطينيون من خلال تظاهراتهم المستمرة وتضحياتهم المتواصلة ان الشيء الوحيد الذي لن يقبل اي مساومة هو السيادة الكاملة على اراضي فلسطين.
والنقطة الرابعة ان مشاركة شباب تفصلهم ستة (عدة) اجيال عن يوم النكبة وتأسيس الكيان الاسرائيلي في مظاهرات الامس وجمعات الغضب ومسيرات العود، وكذلك تضحياتهم في سبيل تحقيق اهداف القضية الفلسطينية، اثبتت ان شعلة القضية القضية الفلسطينية ليس فقط لن تخمد، بل يزداد اوارها يوما بعد يوما.
والنقطة الخامسة والاخيرة هي ان النضال هو السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينة، وان توسلات ورجاءات من النوع الذي يتقدم به محمود عباس منذ سنين وما زال الى المجتمع الدولي والكيان الاسرائيلي منذ سنين، والمراهنة على الاتفاقات والتفاؤل بها لن يحل مشكلة للفلسطينيين، وعلى هذا فان اعلان الحداد العام على ارواح الشهداء الذين سقطوا امس على حدود غزة لن يكون له اي تأثير في حل القضية الفلسطينية.
امس استشهد 55 فلسطينيا في غزة بمناسبة افتتاح السفارة الاميركية في القدس، واليوم وغدا وفي الايام المقبلة كم من الفلسطينيين سيؤخذ بهم الى المذبح؟.
فاليجب عباس وبن سلمان وبن زايد وسائر الحكام العرب…..
ابو رضا صالح