بعد فضح التواجد العسكري الأميركي في اليمن وحقيقة مشاركة قواتها في الحرب السعودية على اليمنيين، جاء التاكيد للإدارة الأميركية على هذا التواجد سريعا حيث بدأت تبرر لذلك.
مع انتشار الاخبار عن تواجد لعسكريين أمريكيين في اليمن بصحبة القوات السعودية في حربها ضد حركة انصارالله، قالت وسائل اعلام أميركية إن هذا التدخل لم يكن بموافقة الكونجرس الأميركي. من جانبها أكدت وزارة الدفاع الأميركية في بيان لها، ما ورد بشأن التواجد العسكري لقواتها في اليمن مشيرة في الوقت نفسه بأن مشاركة هذه القوات وباعداد قليلة، تقتصر على دعم الجيش السعودي لتدمير الصواريخ الإيرانية، بحسب قولها.
وأفاد مصدر موثوق، مقرب من قناة العالم أن المشاركة الأميركية في الحرب على اليمن بدأت قبل ستة أشهر و قال إنه وخلافا لما أعلنه البنتاغون، فعدد القوات المشاركة لم يكن محدودا بعدة نفرات بل يصل لحوالي الـ 300 شخص وتقوم هذه القوات بالكشف واطلاع السعودية عن مواقع تصنيع الصواريخ اليمنية واستهدافها.
بالنظر في هذا الخبر وكيفية وصوله الى وسائل الاعلام وانتشاره، يمكننا التوصل لدلالات هامة…
اولا: انتشار هذا الخبر وبالرغم من المحاولة الأميركية ليبدو حدثا صغيرا، يؤكد على حقيقة أنه بعكس الدعاية الاعلامية السعودية وحلفائها، فمازال التحالف السعودي لا يملك اليد العليا في حربه مع اليمن ما اضطره بعد اربعة اعوام للاستعانة بالأميركان بشكل مباشر. ومن هنا تنكشف حقيقة الدوافع الأميركية والغربية المطالبة بانهاء الحرب في اليمن بعد أن يأس الغرب من انتصار سعودي فيها. طبعا لم ننسى أن الاعلام العربي الموالي للسعودية بدأ بالتطبيل في الأيام الأخيرة بعد اغتيال الشهيد صالح الصماد، واعتبر استشهاده، علامة على خسارة انصارالله وانهياره.
ثانيا: الطريقة التي تسرب من خلالها الخبر عبر صحيفة نيويورك تايمز وتأييد البنتاغون له -ورغم السعي لإظهاره صغيرا-، تظهر أنه بالاضافة الى اليأس من أي انتصار سعودي في الحرب مع اليمنيين، هناك نقطة هامة أخرى، الا وهي السعي الأميركي لايجاد ذرائع للخروج من الاتفاق النووي ليقدمها للرأي العام. ذريعة خطورة القوة الصاروخية الايرانية والتي يزعم الأميركان استخدامها في اليمن. واذا ما وضعنا ما طرحناه سابقا الى جانب مسرحية نتانياهو الأخيرة حول الكشف عن مستندات سرية للمشروع النووي الايراني، فيتبين بشكل أوضح أن الهدف من وراء كلاهما هو تخويف المجتمع الدولي من التهديد الايراني.
ثالثا: لا شك أنه باقتراب يوم الرابع عشر من مايو والذكرى الـ 70 لتأسيس “اسرائيل”، وهو اليوم المقرر لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس، تسعى أميركا و”اسرائيل” والصامتون من العرب، بكل ما أوتو من قوة، أن يزيلوا هذا الموضوع من سلم أولويات العالم الاسلامي بـ”خلق أزمات” جديدة في سياق التهويل حول التهديد الايراني من جهة، وحرف الرأي العام من “صفقة القرن” من جهة أخرى. وبالتأكيد سوف تأتي مواضيع كالتواجد العسكري الأميركي في اليمن وايضا قطع العلاقات المغربية مع ايران وغيرها لتصب في نفس الاتجاه لاستكمال المسرحية ولا نستبعد ظهور مشاهد جديدة من هذه المسرحية في الايام القليلة المقبلة.
ابو رضا صالح