خاص-نظمت المجموعات المناهضة للحرب مسيرات حاشدة في معظم المدن البريطانية للتنديد بسياسات الدول الغربية التي تقرع طبول الحرب.
وافاد مراسل شفقنا من لندن، انه وبعد ان اقامت مجموعات السلام البريطانية مظاهرات وتجمعات في معظم المدن البريطانية للاحتجاج على السياسات الغربية لاسيما الحكومة البريطانية المحافظة، نظمت المجموعات المناهضة للحرب يوم الاثنين تجمعا حاشدا امام البرلمان البريطاني للتنديد بقوة بالقصف الصاروخي الاخير الذي استهدف سورية.
ويحصل هذا بينما يمضي البرلمان البريطاني اجازة عيد الفصح، لذلك فان معارضي الحكومة البريطانية يقولون ان تيريزا مي رئيسة الوزراء البريطانية استغلت اجازة البرلمان للمشاركة في الهجوم على سورية من دون استشارة النواب.
واعتبر المتظاهرون هذا الاجراء من جانب مي بانه مخادع ويرون ان البدء بعمل عسكري جديد في سورية لا يسوي الازمة السورية فحسب بل يزيد من معاناة الشعب السوري ويعرض الشرق الاوسط والعالم لخطر حرب مدمرة تقضي على الوف الاناس الابرياء وتعرض العالم للمزيد من الازمات.
وقد حمل المتظاهرون لافتات طالبوا فيها بوقف القصف على سورية ودعوا نوابهم في البرلمان لمحاسبة الحكومة المحافظة بسبب تدخلها في هذا العمل غير الشرعي الذي يتعارض وجميع القوانين والمواثيق الدولية.
وتقول المجموعات المناهضة للحرب ان استطلاعات الراي التي انجزتها المؤسسات المختلفة في بريطانيا تظهر ان الاغلبية الساحقة من الشعب البريطاني تعارض التدخل العسكري البريطاني في سورية سواء قبل العدوان الغربي الاخير او بعده. وهذا الامر اثار حفيظة الراي العام ازاء عدم اكتراث الحكومة البريطانية بهذا الموقف المناهض للحرب والقصف.
ويذهب معارضو الحكومة الى انه لا يوجد اي دليل يظهر ان هذا القصف قادر على تدمير الاسلحة الكيميائية ان وجدت. ويرون ان الخيار الوحيد لمعالجة الازمة السورية يكمن في الطرق الدبلوماسية والحوار بين جميع الاطراف المتصارعة.
وقد اتهم المتدخلون في هذه المسيرات والذين كان بينهم عدد من اعضاء البرلمان البريطاني، تيريزا مي بالنفاق والخداع وقالوا ان هذا الهجوم الذي يمكن ان يتحول الى حرب مدمرة، نفذ من دون وجود اي أدلة دامغة تثبت استخدام الحكومة السورية للاسلحة الكيميائية.
ومن جهة اخرى، ابدى زعيم حزب العمال المحافظ جيرمي كوربين خلال جلسة البرلمان معارضته الشديدة لسياسات الحكومة المحافظة تجاه سورية والشرق الاوسط واعتبرها سببا لتوسيع نطاق الارهاب والحرب في المنطقة والعالم.
واعتبر متحدث اخر، هذا التصرف من جانب تيريزا مي بانه يشبه تصرفات توني بلير ابان الهجوم على العراق وقال ان امريكا وبريطانيا زعمتا في تلك الفترة بامتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وشنتا بناء على هذا الزعم الخاوي حربا مدمرة على العراق، لكنهم لم يستطيعوا ابدا العثور على الاسلحة التي كانوا يزعمون بوجودها.
وقال جان ريس من النشطاء المناهضين للحرب ان الحكومة البريطانية المحافظة وفي ظل تصرفاتها المتسمة بالنفاق ساهمت في توسيع نطاق الحرب و الارهاب في الشرق الاوسط، وبينما تقوم العربية السعودية بقصف الشعب اليمني الاعزل بوحشية وقتلت لحد الان الالوف من الابرياء وشردت مئات الالاف منهم، لكن الحكومة البريطانية ماتزال تبيع الاسلحة القاتلة والمخربة لهذا النظام المجرم. واضاف ان الحكومة البريطانية تلتزم الصمت ازاء فظاعات وجرائم الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، لكنها تسعى لتاجيج الحرب في سورية تحت ذريعة السلاح الكيمياوي.
وقد شدد المشاركون في هذه المسيرات الاحتجاجية على مواصلتهم لجهودهم لارغام الحكومة البريطانية المحافظة على وقف سفك الدماء والحرب في الشرق الاوسط.