جبهة النصرة تخرق اتفاق “خفض التوتر” في ريف إدلب، وتقوم بقصف بلدتي الفوعة وكفريا، رداً على تقدم الجيش السوري في الغوطة الشرقية لدمشق، وسقوط شهيدتين كانتا عائدتين من المدرسة بالإضافة إلى عدد من الجرحى.
ثارت ثائرة “جبهة النصرة” وحلفائها في ريف إدلب، بعد التقدم الذي أحرزه الجيش السوري في الغوطة الشرقية لدمشق، حيث بدأوا بالانتقام عبر قصف مدنيي بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين بريف إدلب، ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء والجرحى بينهم أطفال.
واستهدفت جبهة النصرة إلى جانب جيش الأحرار والأوزبك بقصف هو الأعنف الأحياء السكنية في بلدة الفوعة المحاصرة من عدة محاور، ما أدى إلى ارتقاء طفلتين وإصابة مدنيين آخرين بجروح متفاوتة.
وتسبب القصف العنيف والعشوائي بدمار كبير في المنازل، وذلك بالتزامن مع عمليات قنص استهدفت أي تحرك داخل البلدتين.
ونقل الناشط الصحفي محمد زنوبة المتواجد في بلدة الفوعة أن إمرأة أصيبت وأولادها في القصف، لكنها فضلت علاج أولادها لإنقاذ حياتهم بدلاً عنها في المشفى الميداني، مشيراً إلى أن المشفى غصّ بالجرحى، وسيارات الإسعاف لم تتوقف عن عمليات نقل الجرحى خلال عملية القصف المتواصل للمسلحين.
ومن جهته أفاد المراسل الحربي يوسف الحسن “الميادين نت” أن المسلحين بدأوا بقصف بلدة الفوعة ظهر الخميس من جهة بلدة “بنش” بقذائف معدّلة وشديدة الانفجار، مضيفاً أن عدد القذائف التي سقطت على بلدة الفوعة حتى الساعة السابعة مساءً 106 قذيفة متنوعة استهدفت جميعها الأحياء السكنية والسوق، بينما سقط في بلدة كفريا أكثر من 40 قذيفة، بالإضافة إلى عدد آخر في محيطها.
وتابع الحسن “أدى القصف لاستشهاد الطفلتين آية مالك حاج علي وفاطمة عبدالهادي طاهر خلال خروجهما من المدرسة، بالإضافة إلى إصابة عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وحول الواقع الطبي في البلدتين المحاصرتين، أكد الحسن أن المستلزمات الطبية للعمليات الجراحية غير متوفرة، حيث بذل الطاقم الطبي جهوداً كبيرة لعلاج الإصابات بما هو متوفر من مواد أولية، مشيراً إلى أن المشفى الميداني في الفوعة تعرض للقصف أيضاً.
وأكد الحسن أن المشفى يعاني من نقص كبير في المستلزمات الطبية وقلة عدد أسطوانات الأوكسجين، نتيجة كثرة الإصابات التي نقلت إليه خلال قصف المسلحين في الفترة الماضية واليوم، مبيناً أن الأهالي ينامون في الملاجئ الباردة التي لا تتوافر فيها أية مقومات للنوم والإقامة.
المحيسني يشكر من قام بقصف البلدتين ويدعو لهم
وكان عبدالله المحيسني، السعودي الجنسية، طالب عبر قناته على “التلغرام” أول أمس الثلاثاء بتوقف الاقتتال بين الفصائل المسلحة والتوجه لفتح معركة “تفنى فيها الفوعة ويقتل فيها الآلاف، نصرة للغوطة” الشرقية لدمشق والتي تتلقى فيها الجماعات المسلحة خسائرة كبيرة وتشهد تقدماً كبيراً للجيش السوري.
وعاود المحيسني الخميس تقديم “الشكر” للجماعات المسلحة التي قامت بقصف بلدتي الفوعة وكفريا التي راح ضحيتها أطفال وجرحى مدنيين.
وعبر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن حالة من الغضب تجاه مجلس الأمن والمنظمات الإنسانية التي تستنفر من أجل مسلحي الغوطة، في حين تتجاهل آلاف المدنيين المحاصرين في بلدتي الفوعة وكفريا الذين تقتلهم نفس الفصائل التي تتدخل الدول الغربية في مجلس الأمن لحمايتهم.
سائر اسليم – الميادين