هل تطلق اميركا دواعشها على فرنسا بأفريقيا

تفاجأ الكثير بزيارة كلا من الحاكم الاب حمد بن خليفة ورئيس وزرائه وربما الحاكم الفعلي لمشيخة قطر حمد بن جاسم لدولة نيجيريا، ولقائهما بالرئيس النيجيري محمد بخاري

فأن كان الحمدان قد مكثا بفترة استراحة بشواطئ أوروبا أبرزها بمدينة سبليت الكرواتية لشهور، فهذا لم يكن معناه خروجهما من دائرة الاحداث، بل هما حصلا على استراحة محارب او استراحة ارهابي أن دق التعبير للعودة مجددا لقيادة زمام الامور، خاصة في ظل وضع الامير الابن تميم داخليا وخارجيا، فكل الزيارات والتحركات والاتصالات التي أحدثت فارقا لمشيخة قطر بالفترة الاخيرة تمت عبر حمد بن خليفة وبن جاسم وليس على يد الامير تميم.
وللعلم زيارة حمد بن خليفة وبن جاسم هي ليست الاولى لهما بدول غرب افريقيا بالآونة الاخيرة، الفرق فقط في ان تلك الزيارة جاءت علنية بحكم ما تم من مراسم استقبال شبه رسمية لهما، وطبعا مع وضع علم غريب لا يمت لعلم قطر بأي صلة بجوار العلم النيجيري، كعادة ما يحدث في كل زيارة لأي وفد قطري في أي دولة في العالم، ولكن هنا لا نستطيع فصل تلك الزيارة عن جولة حليف تنظيم الحمدين الاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الافريقية الاخير لكل من الجزائر والسنغال ومالي وموريتانيا، ومع مشاهد الاضطرابات الغير طبيعية التي تحدث بدول الساحل والصحراء (موريتانيا، مالي، تشاد، النيجر، بوركينا فاسو) بالاونة الاخيرة وبشكل مرعب، والتي كان أخرها مشهد الهجوم على مبني السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي بالعاصمة البوركينية واجادوجو، بجانب الهجوم على مقر قيادة الجيش أيضا، هذا بخلاف الاضطراب المتزايد بشمال مالي، مع ما تشهده دلتا نيجر منذ سنوات من تمركز لتجمعات الارهابيين القادمين من نيجيريا وغرب افريقيا متجهين شمالا نحو ليبيا، وبجانب ما تصدره تشاد من مرتزقة ومليشيات كانت كفيلة بجعل لؤلؤة الجنوب الليبي سبها مرتعا لهم ومصدر قلق للشرق الليبي ولجيشه الوطني.
وكما نعلم دولة الساحل والصحراء تهم في المقام الاول فرنسا، والتي تعتبرها الاليزيه منطقة نفوذ لها وامتدادا عسكريا وثقافيا واقتصاديا لها في قلب القارة السمراء، ولذلك كانت وزارة الدفاع الفرنسية تشن عمليات لاجتثاث الارهاب في تلك المنطقة من حين لأخر، وبداية المواجهة المباشرة كانت مع اطلاق عملية دي سيرفال فى كانون الثاني 2013م بشمال مالي ضد الجماعات المسلحة المتمردة، وأخر ملامح الحضور الفرنسي بذلك الملف الذى يمثل اولى اولوياتها في السياسية الخارجية، جاء عبر حضورها القوي بالمؤتمر الدولي للمانحين لمجموعة الساحل والصحراء بالعاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة نحو 20 دولة، أواخر شباط الماضي، ومن قبلها محاولات اقناع ماكرون ولي العهد السعودي أثناء تواجده بالرياض لحل أزمة الشيخ سعد الحريري فى تمويل ذلك المؤتمر.
وهنا السؤال يطرح نفسه، هل نفوذ فرنسا المتنامي في ليبيا ودول الساحل والصحراء يزعج بشكل أو أخر الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا؟ هل الانجلوسكسون الذي ضرب على رأس القارة العجوز (المانيا، فرنسا) لتفكيك الاتحاد الاوروبي قد يكون منح الضوء الأخضر لاتباعه بالمنطقة من ممولي وداعمي الارهاب لاطلاق دواعشهم على فرنسا، خاصة وأنه لا يخفى على أحد حجم الصدام بين لندن وواشنطن وروما مع باريس بسبب الملف الليبي ويورانيوم ونفط افريقيا.
فحقيقة الامر لا توجد هجمات ارهابية أو ظهور لتنظيم ارهابي هنا أو هناك يتم صدفة، وأنا هنا الان أتذكر جملة خطيرة أثناء حديث صحفي أجرته مجلة لوبوان الفرنسية منذ خمسة أعوام تقريبا مع رئيس الاركان الفرنسي وقتها ادوارد جيو، عندما سألته الصحيفة عن الخطر المستقبلي الذى يهدد أمن فرنسا والقارة الاوروبية، فقال لها رئيس الاركان: «أن معسكرات الجهاديين بكارامان وعثمانية وشانلي أورفا وغيرها من معسكرات بشرق تركيا بعد أن تنهي مهمتها في الشرق الاوسط ستتجه نحونا»، وهو الامر الذى قد يفسر جزءا من سبب أن تكون فرنسا صاحبة نصيب الاسد من هجمات الذئاب المنفردة.
فادي وهيب

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.