قيادات دينية عراقية تلتقي تحت شعار “جميعنا أمام الله لكلمة حق في مكافحة الخطاب المتطرف باسم الدين”
شفقنا -بدعوة من غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، عُقِدَ في الساعة العاشرة من صباح اليوم الخميس في كنيسة مار يوسف للكلدان/الكرادة، لقاءً ضم بعض الشخصيات الدينية المعروفة من المسلمين (شيعة وسنة) ومن المسيحيين وممثلاً عن الصائبة والإيزيديين وممثلاً عن دواوين الأوقاف الثلاثة تحت شعار “جميعنا أمام الله لكلمة سواء في مكافحة الخطاب المتطرف باسم الدين”، حيث ناقش المتحاورون وفي جو ودّي، النقاط المطروحة، بحرية ومسؤولية.
وحضر اللقاء السفير الفاتيكاني المطران البيرتو اورتيغا مارتن، ورئيس ديوان الوقف السني الدكتور عبد اللطيف الهميم ومستشار ديوان الوقف الشيعي الدكتور فرحان الساعدي ورئيس ديوان وقف الديانات المسيحية والصابئة واليزيدية، والشيخ ستار جبار الحلو رئيس طائفة الصابئة، والسيد شيروا معاوية عن الطائفة اليزيدية، والسيد جواد الخوئي، الأمين العام لدار العلم الامام الخوئي، والشيخ عبد الوهاب السامرائي عن المجمع الفقهي السني، والناشط المدني د. سعد سلوم رئيس منظمة المسارات.
إضافة الى نُخبة من رجال الدين شيعة وسنة ومسيحيين وخُتِم اللقاء بغذاء أخوي.
وتم الإتفاق على التوصيات الآتية:
تنظيم لقاءات دورية مماثلة لدراسة مواضيع مشتركة مهمة لترسيخ العيش المشترك.
تشكيل مجلس يضم كبار رجال الدين وعلماءه في العراق.
مطالبة البرلمان العراقي بسن قانون تجريم الخطاب الديني المتطرف الذي يحرّض على الكراهية والعنف ومعاقبة أصحابه.
مراجعة المناهج التعليمية والتعريف بالديانات بشكل إيجابي.
مراقبة الخُطَب الدينية وتوحيدها من قبل الوقفين الشيعي والسني.
أن يكون الدعاء في ختام الصلاة من أجل كافة العراقيين وليس من أجل فئة واحدة.
التأكيد على الهوية الوطنية ( المواطنة) وليس على الهوية الطائفية.
كلمة البطريرك ساكو
اُسعدتم صباحاً وشكراً لكم على تلبيتكم دعوتنا هذه. وفي الخطة أن تتبع لقاءَنا الأول هذا لقاءات مماثلة في مدينة النجف ومدن أخرى. فنحن مدعوون لتحمل مسؤولياتنا الدينية والإنسانية والوطنية وحمل هموم الوطن والمواطنين، لا سيما في هذه الظروف القاسية والمقلقة.
إن الله تعالى، لن يضع كل مؤمن يوم الدين أمام السؤال: هل أنت مسلم شيعي أم سني؟ هل أنت مسيحي كاثوليكي أم أرثوذكسي، أم انت صابئي أو يزيدي؟ بل بالأحرى سيكون السؤال: ماذا فعلت لأخيك؟ وما الخير الذي حققته للناس؟
وعليه فرسالتنا كرجال الدين، تتمركز حول تنشئة الناس على عمل الخير وتعزيز قيم السلام والعيش المشترك وتوجيههم وتأهليهم للنهي عن المفاسد والمظالم.
من المؤسف، أن الخطاب المتطرف المحرِّض على الكراهية والعنف “باسم الدين” قد انتشر في السنوات الأخيرة، في منطقتنا ومناطق أخرى. وتفشي هذا الحال بالرغم من تقاطعه مع إرادة الله الذي “خلقنا مختلفين”، و مع المفاهيم الدينية الكبرى كالمحبة والتسامح والاحترام المتَبادل والسلام.
هذا الخطاب المتطرف المُفزِع يشكِّل خطراً على حياة المواطنين وأمن الدولة، لذا يستدعي منا كقيادات دينية، تحمُّل المسؤولية، وذلك بأن تكون لنا رؤية شاملة لأسباب التطرف والعنف باسم الدين، وأن يُعوَّل على مركزية المرجعية بأعلى تراتبيتها في الديانة، في سبيل السعي لإيجاد سبل ناجعة لمكافحته والحيلولة دون “تنشئة” أجيال جديدة من المتطرفين.
أود هنا، أن اُشيد بمواقف المرجعيات الدينية العليا، ومؤسساتها التي لم تكتفِ بشجب مثل هذه الأفعال التي تشوه صورة الدين وتحريمها، بل سعت لإعتماد الاعتدال والوسطية والتجديد في الخطاب الديني، على ضوء فهم النصوص المقدسة، والتعامل الحكيم مع المتغيّرات الثقافية والإجتماعية والسياسية التي تؤثر في المجتمع، من أجل أن تتلائَم مع حياة الناس وظروفهم وثقافتهم، التي اختلفت حتماً عن القرون الماضية.
اني متفائل ومستبشرٌ خيراً بهذا اللقاء والشراكة الأخوية، حضورنا اليوم مع بعضنا وبهذا الانفتاح والروحية رسالة تطمئن العراقيين، اسأل الله تعالى أن يباركنا ويسدد خطانا في سبيل مستقبل أفضل لبلدنا ومواطنينا نطمح جميعاً لتحقيقه.
وإلى حضراتكم النقاط الثلاث للمناقشة المفتوحة كي نخرج بخطوات عملية
أهمية مراقبة الخطاب الديني واعتماد آلية منتظمة وثابتة لمكافحة الإستعمال السلبي للدين، والاتفاق على مطالبة الدولة قانونينا بتجريم الخطاب المُحرِّض على الكراهية والعنف.
أهمية ترسيخ مباديء إحترام الديانات من خلال تعامل المرجعيات الدينية مع بعضها، والتعاون الصميمي من أجل بناء الثقة، والإعتماد على المعرفة الصحيحة والشمولية لدين الآخر.
تعزيز المشتركات الإنسانية والوطنية وإشاعة روح التسامح والمودة والتأكيد على المبادئ الدينية والإنسانية التي تدعو إلى إحترام حق التعددية الدينية والفكرية من خلال مبادرات شخصية وجماعية.