الجيش السوري يخدع “جيش الإسلام” !

في عملية خداع استراتيجي وتشتيت واسعة إستفاد الجيش السوري خلالها من عملياته العسكرية في حرستا المتاخمة للعاصمة السورية دمشق، والنشابية في أقصى شرق الغوطة الشرقية، إستطاع التقدم في عملية كبيرة والإقتراب من مدينة دوما عاصمة الغوطة من جهتها الجنوبية الشرقية.

منذ اللحظة الأولى لبدء العملية البرية للجيش السوري في الغوطة الشرقية، ركزت تشكيلاته العسكرية في مهامها الأساسية على حرستا والنشابية، بالتوازي مع تحييد جبهات دوما الشمالية حيث ترك معبر الوافدين آمناً لخروج المدنيين من داخل قرى الغوطة، الأمر الذي أوحى لقيادة “جيش الإسلام” أن محور دوما مؤجل إلى وقت آخر من العملية العسكرية.

فجأة بدأ الجيش السوري عملية إختبار عسكرية أو ما يسمى “الإستطلاع بالنار” عند محور دوما الجنوبي الشرقي وتحديداً عند “حوش الضواهرة” لمعرفة إستعداد جيش الإسلام وتحشيداته ونقاط ضعفه عند تلك الجبهة، فكانت “موجة الإختبار” الأولى، وكان من المفترض أن تكون “الموجة الثانية” التي بدأت أمس للإختبار أيضاً، لكن خرقاً عسكرياً تحقق عند تلك الجبهة عبر السيطرة على بلدة “حوش الضواهرة”.

وتقول مصادر ميدانية لـ”لبنان 24″ أنه عندما حققت القوات العسكرية التي بدأت الموجة الثانية خرقاً في “حوش الضواهرة” كانت قوات أخرى مستعدة لإستكمال العملية العسكرية والتثبيت في الوقت نفسه، وهذا ما حصل، الأمر الذي أدى إلى إنهيار شبه سريع في خطوط دفاع رئيسية والخلفية لجيش الإسلام، فإستفاد الجيش السوري من الأمر وسيطر على بلدة الشيفونية بالغة التحصين.

وتضيف المصادر: “تعتبر حوش الضواهر والشيفونية من أكثر المحاور تحصيناً وأكثرها صعوبة، لأن في داخلها تقع ثكنات أفواج الجيش السوري ودفاع جوي ومستودعات ضخمة سيطر عليها جيش الإسلام سابقاً، خاصة لم يوزع أي من غنائمه العسكرية على الفصائل بل إحتفظ فيها لنفسه”.

من هنا، ترى المصادر أن الإنجاز في هذه المنطقة يكتسب أهمية كبيرة لأنه كَسَرَ خط دفاع أساسي، بل الأساسي، نحو مدينة دوما حيث بات يفصل الجيش السوري عن هذه المدينة بعض المزارع.

وتشرح المصادر ميّزات التكتيكات العسكرية التي يستخدمها الجيش السوري في العملية العسكرية في الغوطة الشرقية، فهي إضافة إلى التغطية النارية الجوية والصاروخية الكثيفة، تتميّز بالتنسيق الكبير بين ألوية المشاة وألوية المدرعات وهي التي خاضت المعارك عند المحاور الجنوبية الشرقية لدوما، وفي بلدة النشابية شرق الغوطة وإستطاعت السيطرة عليها.

وتتوقع المصادر أن لا يخوض الجيش السوري معركة السيطرة على دوما في هذه المرحلة، إذ إن الأولية تتركز على تفعيل معارك الأحياء المحاذية لدمشق مثل حرستا وعين ترما وجوبر، خصوصاً أن هناك تركيزاً إعلامياً وتسليطاً للضوء على دوما بسبب وجود عدد كبير من المدنيين في داخلها.

يُشار إلى أن المشارك الأساسي في عمليات الجيش السوري في الغوطة هو لواء الحرس الجمهوري، ومجموعات تابعة للعميد سهيل الحسن الملقب بالنمر، إضافة إلى وجود تغطية جوية روسية الأمر الذي يعطي غطاءً سياسياً لهذه العملية التي تم إستثناؤها من الهدنة السورية بموافقة موسكو بحجة وجود تنظيمي جبهة “النصرة” وجيش الإسلام داخل الغوطة.

علي منتش – لبنان 24

Check Also

داعش خراسان

داعش خراسان.. أضعف مما تبدو للعلن

السياسة – شفقنا العربي: منذ العملية الانتحارية التي استهدفت مطار كابول الدولي في أغسطس عام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *