أسرار عملية الغوطة،دعم الروسي وثقة السوري ستنهي ملف ريف دمشق خلال شهر

لمعت مقصلة عزرائيل في الغوطة، لقد نفخ القدر في صور النهاية وتبسم الخلاص على هيئة جندي سوري، صدر قرار الحق بدينونة مخلوقات الغوطة الإرهابية، حرستا وعربين وجوبر وزملكا وعين ترما وجسرين وحزرما وأوتايا وغيرها ليست مشمولة بالهدنة، فيما تبقى دوما لتصبح ساقطة نارياً وتنتظر قدرها المحتوم.

لم تمض دقائق على إعلان مجلس الأمن التصويت على الهدنة حتى عادت نسور الجو لتصدح في سماء الليل كعذاب واقع ليس له دافع، بينما عزفت صواريخ الفيل والمدفعية الثقيلة سمفونية الهلاك من جديد على مكامن الإرهاب في الغوطة.

المعلومات الأولية ميدانياً وبحسب مصادر عسكرية، هي أن الجيش العربي السوري تقدم في حي العجمي بحرستا والنشابية القريبة هي الأخرى من دوما.

تناقلت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تلك المعلومات كالنار في الهشيم، والتوقعات كلها تنتهي بحسم محيط دوما بدايةً من حرستا وعربين والنشابية.

السؤال المستغرب من قبل العديد من الأوساط هو لماذا وافقت أمريكا والغرب على التعديلات الروسية للهدنة، وبماذا ستستفيد واشنطن ومن معها من جعل دوما فقط تحت بند الهدنة وما حولها ضمن عملية حفل الشواء الذي يقيمه الجيش السوري؟! ألا يجعلها ذلك ساقطةً نارياً كما يتم تناقله؟.

في التخمينات هو أن واشنطن التي تدرب عصابات تحت مسمى جيش سورية الجديد في التنف تريد كسب المزيد من الوقت من أجل إعادة ترتيب المهام الإرهابية لعصابات التنف وعصابة جيش الإسلام في دوما، وهناك احتمال لقيام الأمريكي بإعطاء أمر عملياتي لمن يتم تدريبهم في التنف، والمخطط هو شن عملية عسكرية تبدأ من التنف بالتزامن مع عمل يقوم به إرهابيو دوما ومن معها من محورين.

عمليات الجيش السوري في الفترة السابقة والتي جعلته يحكم سيطرته على عدرا والضمير وطريق التنف من جهة الريف الدمشقي كانت لقطع الطريق على هذا المخطط، والآن سيكون على الجيش السوري وحلفائه مسابقة الوقت خلال ثلاثين يوماً لتحويل دوما إلى الساقطة نارياً وتبديد خطرها، وذلك بعد تحرير كل من حرستا وعربين والنشابية بالدرجة الأولى.

بدأت ملامح العملية العسكرية السورية تأخذ ملامح أكثر وضوحاً، فيما أصبحت تجاعيد الاستغراب والدهشة تسيطر على وجوه داعمي ميليشيا جيش الإسلام، لا سيما بعد فشل رهانهم في حماية كل من أحرار الشام وفيلق الرحمن ليكونا عوناً لجيش الإسلام في المعركة التي قد يتم التحضير لها، لكن السياسة السيبيرية الروسية وببرودة وبراعة فائقة استطاعت انتزاع الفريسة من فم الغرب كدب قطبي جائع، وعدلت بنود الهدنة فجعلت كل من أحرار الشام وفيلق الرحمن ضمن قائمة التصفية، لتكون ميليشيا جيش الإسلام وعتق رقبتها كجائزة ترضية حالية للأمريكي ومن معه، ريثما تنتهي مدة الهدنة، عندها إما أن يكون الجيش السوري قد حسم حرستا وعربين وزملكا وعين ترما والنشابية وحزرما وأسقط دوما نارياً، وإما سيكون هناك محاولة للأمريكي بإعادة فتح معركة جنوبية تنطلق من التنف، والروسي يعيها تماماً وهو ما يبرر الدعم المطلق من موسكو لدمشق في عملية الغوطة الجارية حالياً، وهو ما يبرر أيضاً القوة والثقة الكبيرة لدى مندوب سورية بشار الجعفري الذي هدد واشنطن من جهة والمسلحين من جهة أخرى، حتى لو أطلقت قذيفة واحدة فإن ذلك سيكون سبب هلاكها امام أعين المجتمع الدولي كله.

علي مخلوف / عاجل الاخبارية

Check Also

داعش خراسان

داعش خراسان.. أضعف مما تبدو للعلن

السياسة – شفقنا العربي: منذ العملية الانتحارية التي استهدفت مطار كابول الدولي في أغسطس عام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *