جنرال إسرائيلي يقدم كشف حساب للثورات العربية

قال شاؤول شاي الكاتب الإسرائيلي في مجلة إسرائيل ديفينيس العسكرية أن مرور سبعة أعوام على اندلاع الربيع العربي يعتبر مناسبة لإجراء تقييم سياسي لها، وفحص سلبياته وإيجابياته، وتبعاته على إسرائيل.

وأضاف في تحليل مطول ترجمته “عربي21” أن الحكومات الإسرائيلية تعاملت مع تطورات الثورات العربية بسياسة خارجية قامت على عدة أسس مركزية، أهمها الامتناع عن التدخل المباشر في الصراعات التي نشبت في الدول العربية المجاورة (على حد زعمه) ، وتحديد خطوط حمراء لمنع تجاوزها، وقد أوفت بذلك.

وأكد شاي، وهو جنرال إسرائيلي خدم ربع قرن بجهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”، أن إسرائيل حافظت على اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، رغم الهزات الأرضية التي شهدتها المنطقة، وتغيير الأنظمة التي حكمت مصر، سواء بعد إسقاط مبارك، وما أعقبته من صعود ثم سقوط الإخوان المسلمين، وأخيرا وصول السيسي للحكم.

وأشار شاي، وهو مدير الأبحاث بمركز هرتسيليا متعدد المجالات، أن “الربيع العربي” ساعد في تحسين الوضع الجيو-استراتيجي لإسرائيل، وعمل على المحافظة على مصالحها المشتركة مع الدول التي وصفها بالمعتدلة في المنطقة وعلى رأسها مصر والسعودية.

وزعم أن القضية الفلسطينية لم تعد تحتل أولوية العالم العربي، وهو لحسن حظ إسرائيل، رغم أنها ما زالت عقبة كأداء أمام تطوير علاقاتها مع الدول العربية، وإيجاد نافذة تاريخية كفيلة بالاعتراف بين الجانبين، وإيجاد مصالحة إسرائيلية مع العالمين العربي والإسلامي، وفق المبادرة العربية للسلام، بمباركة الولايات المتحدة.

وقال شاي، أن التقدير الأمني والعسكري في إسرائيل يذهب باتجاه أن صورة الوضع السائد في الشرق الأوسط بعد هذه الموجة الثورية العربية يمكن حصرها في جملة تطورات مركزية أساسية، أهمها أن روسيا تحولت عنصرا محوريا في السياسة الإقليمية للمنطقة، مقابل إضعاف التأثير الأمريكي.

كما تركزت التطورات الإقليمية عقب اندلاع هذه الثورات العربية وفق التقييم الإسرائيلي، في ارتفاع حدة الاستقطاب الإقليمي بين المحورين الشيعي بزعامة إيران وغطاء روسيا، مقابل المحور السني بزعامة السعودية وغطاء أمريكي، بجانب المحافظة على حدود الدول المتجاورة رغم البدء بالبحث عن حلول للصراعات الناشبة.

وختم بالقول: إسرائيل ترى في العودة الروسية للمنطقة بهدف إنقاذ نظام الأسد في سوريا مقدمة لوضع حد للهيمنة الأمريكية على المنطقة بأسرها، في ظل قدرة موسكو على تحشيد حلفائها في طهران ودمشق وبيروت على المشاركة في تحديد مستقبل سوريا.