اقيم قبل ايام في العاصمة البريطانية لندن، مؤتمر الاستعمار الحديث والنموذج الامريكي لحقوق الانسان وذلك بمشاركة جمع من خبراء حقوق الانسان واساتذة الجامعات.
وافاد مراسل شفقنا من لندن، ان مؤتمرا بعنوان “الاستعمار الحديث – النموذج الامريكي لحقوق الانسان” اقيم هذا الاسبوع في لندن برعاية لجنة حقوق الانسان الاسلامية وشارك فيه عدد من خبراء حقوق الانسان واساتذة الجامعات من بلدان مختلفة بما في ذلك امريكا (ولايات كاليفورنيا وميشيغن واريزونا) وجنوب افريقيا وجامعة نيودلهي وكذلك جامعة طهران.
وذكر مسؤولو لجنة حقوق الانسان الاسلامية في لندن ان الهدف من اقامة هذا المؤتمر هو اماطة اللثام عن الوجه الامريكي الكامن خلف نموذج من حقوق الانسان في العالم الحديث والذي تسعى واشنطن بوضوح لتطبيق النهج والسياسات الاستعمارية الامريكية في اطار قالب جديد يمكن تسميته “الاستعمار الحديث والنموذح الامريكي لحقوق الانسان”.
بعبارة اخرى فان هذا المؤتمر ركز على موضوع امركة حقوق الانسان وقدم كل من المتحدثين الادلة اللازمة لاظهار كيف ان امريكا حولت قضايا مثل حقوق الانسان والديمقراطية الى اداة لتطبيق سياساتها في العالم وبالتالي بسط نفوذها.
وعقد المؤتمر في قسمين، الاول تناول موضوع امركة حقوق الانسان في ظل خبرات امريكا وحرف مفهوم حقوق الانسان على مدى الاعوام الخمسين الماضية وتقديم تعريف جديد عن هذا المفهوم وتنفيذ سياسة خارجية امريكية في مختلف مناطق العالم.
وفي القسم الثاني، تطرق المتدخلون الى اخفاق سياسات امريكا في العقود الماضية واكدوا انه ان كانت امريكا تريد حقا ارساء العدالة وحقوق الانسان في العالم، فيجب عليها تصحيح سلوكياتها وتعديل سياساتها على صعيد العالم.
واعتبر المتدخلون في المؤتمر ان ازمة عالمية اثيرت على اثر محاولات امريكا للتوغل والنفوذ في المنظمات الدولية والتاثير على قرارات هذه المنظمات بما فيها الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها، وبالتالي فانها اعتمدت ازدواجية في المعايير والسلوك ازاء قضايا مثل محاربة الارهاب ومكافحة المخدرات ودعم الديمقراطية وحقوق الانسان، وغلّبت مصالحها الاقتصادية على السياسات الاخلقية والانسانية.
وقال المتحدثون ان استثناء امريكا لنفسها في الانظمة الدولية ادى الى التسهيل في ممارسة سياساتها لاسيما في مجال العولمة غير الاخلاقية لحقوق الانسان في نوعها الامريكي.
وقدم احد المتحدثين ادلة وشواهد على انعدام المساواة الاجتماعية وتفشي التمييز العرقي والعنصري في المجتمع الامريكي لاسيما تجاه السود وكذلك المنحدرين من اصول امريكية لاتينية واستغلال امريكا غير الاخلاقي لمفهوم حقوق الانسان.
وشدد المشاركون في ختام المؤتمر على انه حان الوقت لكي تبادر امريكا وعلى وجه السرعة لمراجعة سياساتها تاسيسا على النظرة الاخلاقية والمعنوية للعالم وعلى اساس التوزيع المجدد للموارد العالمية.
جدير ذكره ان الدكتور رضا عاملي رئيس كلية الدراسات الدولية بجامعة طهران من ايران ورامون غروسفوغول من جامعة بركلي بكاليفورنيا وسندو هيرا مؤسس المعهد الدولي للبحوث العلمية وسعيد خان من جامعة ميشيغن وماري رايان من جامعة فيرجينيا الامريكية وراجيش كومار من معهد الدراسات الدفاعية في نيودلهي ولاوس ديروج من جامعة كيب تاون شاركوا في هذا المؤتمر والقوا مداخلات فيه.
انتهى